السيارة الطائرة ذاتية القيادة.. حلم قد يتحقق خلال 10 سنوات

لعقود طويلة، كانت السيارة الطائرة حلماً راود خيال الكثيرين ولكنه لم يتحقق بشكل يجعل منه واقعا إلا من سنوات وهلى نطاق ضيق لا يكاد يذكر، ومع تطور العلم صار الحلم أكثر تطوراً، فبدلاً من أن يكون مجرد سيارة طائرة، أصبحت سيارة طائرة ذاتية القيادة تماشيا مع موضة هذا النوع من السيارات التى بدأت كثير من الشركات الكبرى فى تجربتها خلال الفترة الأخيرة.
تحمل إلينا شركة أيرباص هذا الحلم الجديد من خلال مقال نشر فى مجلة المؤسسة وتتوقع أن تخرج تلك السيارة الطائرة ذاتية القيادة خلال 10 أعوام من الآن، ويقوم أحد الكيانات التابعة لإيرباص بتطوير منصة هيكلية لتلك السيارة خلال الوقت الحالى فى وادى السليكون بالولايات المتحدة، ويقول القائمون على مشروع تلك السيارة المتطورة التى ستستخدم فى نقل الأشخاص والبضائع أن الكثير من التقنيات التى تحتاجها السيارة مثل البطاريات والمحركات وتجهيزات الطيران تعد متاحةً إلى حد بعيد، بينما تبدو نظم الكشف وتفادى الحوادث المطلوبة لطائرة كى تسير بشكل ذاتى صعبة المنال مقارنةً بالتقنيات المشابهة المستخدمة فى السيارات، ويعد توافر تلك التقنيات من أكبر التحديات التى تواجه المشروع والتى يهدف القائمون عليه لحلها فى أسرع وقت ممكن.
وتحمل لنا مجلة إيرباص المزيد من التفاصيل عن السيارة الطائرة ذاتية الدفع حيث سيطلق عليها إسم «إيرباص المدينة» وستستخدم عدة محركات لدفعها كما ستكون بديلاً عن سيارات الأجرة التقليدية ولكنها ستكون أكثر كلفةً بطبيعة الحال، وتشير المجلة إلى أن العمل بدأ فى هذا المشروع منذ فبراير الماضى وتأمل الشركة فى اختبار النماذج التجريبية من تلك الطائرة أواخر العام الجارى، وتبين الصورة التخيلية لنلك السيارة ما ستكون عليه بالفعل حيث تبدو كنصف طائرة بدون طيار ونصف طائرة مروحية.
ويقول مدير الطائرات المروحية فى إيرباص أنه لا توجد دولة فى العالم تسمح اليوم لطائرات بدون طيار بالتحليق فوق المدن سواء كانت بركاب أو دون ركاب، ولهذا سيكون الإطار التنظيمى لعمل تلك السيارات الطائرة من الأشياء التى تحتاج إلى مراجعة، وقد يحدث ذلك من خلال اتفاقات بين الشركة والسلطات فى عدة مدن ودول حول العالم يمكن أن يتم استخدام تلك السيارات الطائرة فيها.
وقد حدث ذلك فى مشروع آخر لإيرباص يعرف باسم «طرق السماء» تعاون فيه قسم الطائرات المروحية بالشركة مع هيئة الطيران المدنى فى سنغافورة بحيث يتم السماح للقسم باختبار خدمة لتوصيل الطرود من خلال طائرة بدون طيار فى مقر جامعة سنغافورة الوطنية بحلول منتصف العام الجارى، ومن خلال هذا المشروع سيتم حمل حاويات من خلال ممرات جوية محددة داخل حرم الجامعة ويتم إسقاطها فى محطات للحاويات حيث يمكن للأشخاص استلامها. وفى حالة نجاح تلك المرحلة من الاختبارات ستقوم الشركة باختبار تسليم تلك المنقولات من أبراج للحاويات لشحنها فى ميناء سنغافورة.