«اربط اللي اتحل.. وما تسيبش حقك».. جملة ربما يتذكرها البعض، عندما يقولها «فهيم أفندي»، الفنان فاروق الرشيدي، الذي رحل عن عالمنا مساء أمس، السبت، عن عمر ناهز ال 75 عامًا، ل«الحاج عبدالغفور البرعي»، الفنان الكبير الراحل نور الشريف. جملة يقولها «فهيم أفندي» للمعلم «عبد الغفور البرعي» تاجر الخردة، وغيرها الكثير جعلت من شخصية فاروق الرشيدي، في هذا المسلسل مثالاً يحتذى به لمعنى «ابن البلد» أو «دراعك اليمين»، وهو وصف شائع عن أسمى معاني الصداقة والإخلاص والثقة وكل ما يمكنك أن تأتي به من قاموس العلاقات الإنسانية. «دراعك اليمين» كما ظهر على مدار حلقات مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي» سلط الضوء على العديد من التفاصيل التي تتميز بها هذه الشخصية في مجتمعنا المصري، فهو الصديق الحقيقي الذي تجود به الحياة عليك، يكون مرآة حقيقية لك، يرى عيوبك ولا يفضحها أو يكشفها، ينير لك طريقك، ولا يضمر في نفسه أي حقد أو غيرة منك، ولو كنت رئيسه في العمل كما كانت العلاقة بين «عبد الغفور البرعي» و«فهيم أفندي». رحل فاروق الرشيدي بعد رحلة مليئة بالعطاء، لكن ما قدمه سيظل ممتلئًا بروحه، متواصلاً مع أجيال حالية وقادمة معلمًا إياهم الكثير من المعاني الإنسانية في أعماله التي تقترب من 50 عملاً تليفزيونيًا، مثل رائعة «قصر الشوق» لأديب نوبل العالمي نجيب محفوظ، و«نصف ربيع الآخر». ولمن لا يعرف، فإن الفنان فاروق الرشيدي سبق وأن حصل على منحة دراسية في الاتحاد السوفيتي بعد أن تخرج من المعهد العالي للسينما في مصر، وحصل من خلال هذه المنحة على الدكتوراه في الإخراج. وكانت البداية الفنية ل«فهيم أفندي»، من خلال تقديم المسلسلات في الإذاعة والتي من بينها «وغربت الشمس»، و«رنين الصمت»، كما بدأ المشاركة في المسلسلات في فترة الثمينينات، حيث قدم شخصية «إبراهيم شوكت» عام 1988 في مسلسل «قصر الشوق» للكاتب العالمي نجيب محفوظ، وفي 1995 شارك في مسلسل «الزيني بركات» حيث قدم شخصية «السلطان الغوري»، كما شارك أيضًا في مسلسل «نصف ربيع الآخر»، حيث قدم دور القاضي، وذلك في عام 1996.