بعد تمكينه ل«داعش» في بلاده.. ألاعيب أردوغان لكسب أمريكا ودول الخليج (تقرير)

نشهد الآن تحركات عدة ومُتلاحقة من قِبل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وحكومته، مُحاولة استرداد مكانة تركيا بين دول العالم من خلال تغيير سياساتها الخارجية، وذلك بعد أن كُشفت العلاقة بين «أردوغان» والتنظيمات الإرهابية والحركات المُتطرفة في عام 2015.
فبعد أن وطد الرئيس التركي علاقته مع روسيا وإسرائيل خلال العام الماضي، يُحاول الآن التقرُب من الولايات المتحد الأمريكية، في ظل إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من خلال إقناعها بأنه حليف جيد لمُحاربة الإرهاب في المنطقة، الأمر الذي اتضح من محادثته الهاتفية مساء أمس الثلاثاء، والتي تحدد خلالها بحسب شبكة «ABS» الأمريكية، زيارة مُقررة غدًا الخميس لأنقرة، من قِبَل مدير وكالة الإستخبارات المركزية «CIA» مايك بومبينو، لمُناقشة عدد من الملفات والقضايا الأمنية.
رئيس تحرير جريدة «الزمان عربي» التركية، إسحاق إنجي، أكد أن «أردوغان» يُحاول بالفعل تغيير السياسة الخارجية لتركيا خلال الثلاث سنوات الأخيرة، وبالأخص بعد أن فُضحت علاقتهه ب«داعش»، وأنه حاول التقرُب من الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الحين، ولكنه فشل في عهدإدارة الرئيس باراك أوباما، موضحًا أنه يُحاول الآن مُجددًا في تحقيق رغبته بالتقارب مع أمريكا في عهد إدارة «ترامب».
وقال ل«صوت الأمة»: «أعتقد أن كل ما في الأمر أن أمريكا تُحاول تحقيق مصالحها في المنطقة وبالأخص في سوريا والعراق، وأنها تُحاول التفاوض مع تركيا على ذلك الأمر، ولكن في حال فشل ذلك الإتفاق ستظل تركيا مع روسيا الأمر الذي لا يصُب في صالح أنقرة».
وكانت دراسات وأوراق بحثية لمُختصين بالشأن التركي؛ قد رصدت ما يحدُث بداخل الأراضي التركية خلال العامين الماضيين، موضحة الأسباب التي أدت إلى تزايد أعداد الأتراك الذين انضموا إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، وغيره من التنظيمات والحركات المُتطرفة، حيث قامت الحكومة التركية بإجراءات سمحت للحركات والتنظيمات الإرهابية بالتحرك داخل تركيا بسهولة، تسببت في توغُل عدة عناصر من التيارات الإسلامية بتركيا داخل مؤسسات الدولة الأمنية والتعليمية والسياسية وما إلى ذلك.. ولعل حادث مقتل السفير الروسي بأنقرة على يد شرطي تركي كان يقوم بحمايته في ديسمبر الماضي؛ لأكبر دليل على ذلك. هذا إلى جانب الإستمرار في تهميش الأكراد داخل المجتمع التركي ومُحاربتهم حتى لا يحصلوا على أية مناصب أو مكاسب، إضافة إلى سماح الحكومة التركية لبعض العناصر الإرهابية بالإقامة وإنشاء الشركات والمشروعات الخاصة بهم، كما توسعت في التنسيق مع التنظيمات الإرهابية. هذا إلى جانب إصرار «أردوغان» على تغيير صياغة الدستور التركي بما يتناسب مع الهوية التركية الإسلامية التي يُحاول دائمًا أن يُخفيها خلف ستار العلمانية.
واليوم الأربعاء أعلن وزير الخارجية التركي، تشاوس أوغلو، خلال مؤتمر صحفي جمع بينه ونظيره السعودي، عادل الجبير، بأنقرة؛ عن زيارات مُرتقبة للرئيس التركي لعدد من دول الخليج، والمملكة العربية السعودية وقطر؛ ما يعكس استمرار مُحاولات «أردوغان» لإستعادة المكانة التركية ومزيد من الحلفاء، من خلال اللعب على وتر مُحاربة الإرهاب، وأنه لاعب فاعل وأساسي في ملفات المنطقة ولاسيما في سوريا والعراق.