وفرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة المأوي والمساعدات الطارئة لحوالي ثلثي النازحين العراقيين من قضاء الحويجة جنوب غربي كركوك، الذين يتخطى عددهم 60 ألف شخص فروا من الحويجة التى تقع تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي. ومرت عائلات عديدة فارة من الحويجة لمخاطر كبيرة وسارت لعدة أيام عابرةً مساحات تنتشر فيها العبوات الناسفة، وان عددا كبيرا من النازحين قتلوا أو تعرضوا للإصابات بسبب العبوات الناسفة أو إطلاق النار من قبل قناصة داعش، وتمكنت المفوضية من إيواء حوالي 30 ألف شخص من الحويجة في مخيمات بنتها المفوضية في محافظة كركوك. وقامت المفوضية والشركاء بتوفير الخيام وأدوات المطبخ بالإضافة إلى المواقد والكيروسين والبطانيات والفرش والأغطية البلاستيكية لمساعدة العائلات خلال أشهر فصل الشتاء عند انخفاض درجات الحرارة، عدد كبير من النازحين من الحويجة يعيشون في محافظة صلاح الدين المجاورة لكركوك ومعظمهم في المناطق الحضرية بما في ذلك في مبانٍ غير مكتملة وفي مخيمات غير رسمية. وقال ممثل المفوضية في العراق برونو غيدو، في تصريح صحفي، اليوم الجمعة، عقب زيارة قام بها للمخيم، إنه في الوقت الذي يركز العالم على الأحداث في الموصل، من المهم أن نتذكر أن عشرات الآلاف من الأشخاص في الحويجة والمناطق المجاورة تأثروا أيضًا إلى حد كبير بالصراع وتفاقم وضعهم الإنساني بشكل مأساوي. وأضاف: تحدثت مع أشخاص من الحويجة ووصفوا لي الظروف المأساوية هناك والصعوبات الكبيرة التي سيواجهونها لو كانوا بقوا والمخاطر الهائلة التي تعرضوا لها خلال فرارهم من هناك. ولفت إلى أن أسعار الغذاء ارتفعت إلى حد كبير بالحويجة، حيث ارتفعت أسعار الأرز إلى عشرة أضعاف أو أكثر مما يجعل من الصعب على معظم العائلات تأمين اللوازم الأساسية كما تُستنفد المياه والإمدادات الطبية. وأعرب عن قلق المفوضية بشأن سلامة المدنيين في الحويجة وهي تحث جميع أطراف الصراع على ضمان عدم منع المدنيين من المغادرة وإتاحة المجال لهم للوصول إلى المساحات الآمنة، مؤكدا مواصلة المفوضية توفير المأوى والمساعدة المنقذة للحياة لهم عندما يصلون إلى المخيمات. ويعاني قضاء الحويجة، الذي يسيطر عليه داعش منذ عامين ويقطنه 115 ألف شخص، من كارثة إنسانية حذرت منها تقارير المرصد العراقي لحقوق الانسان والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ونبهت إلى أن تأخر الحكومة العراقية في تحرير الحويجة يعني المزيد من أعداد الضحايا إضافة إلى المئات الذين أعدمهم التنظيم أو الذين توفوا بسبب شح الغذاء والدواء، وأن مئات المدنيين قتلوا على يد التنظيم الذي يحتجز حوالي 3000 شخص كانوا يعتزمون الفرار من الحويجة بخلاف من يقتلون خلال عملية هروبهم من القضاء.