زرع.. لكن لا حصاد.. ربما سوى نظرات مملوءة بدموع حبستها بقية من صبر.. هكذا هو حال المزارعين في شمال سيناء، حيث أصبح معتادا أن يذهب أحدهم في الصباح إلى حقله ليجد مجهوده وعرقه طوال العام تحول إلى خراب بفعل الإرهاب الملعون. وهكذا هو حال محافظة شمال سيناء، الآن، والتى لم تعد كما كانت فى انتاج وتصدير زيت الزيتون ، خلال موسم وجنى ثمرات الزيتون ، والذى يبدأ من أوائل شهر أكتوبر وحتى أواخر نوفمبر من كل عام٬ وقل الانتاج بسبب الارهاب الملعون، وتم تجريف أشجار الزيتون فى مدينتى رفح والشيخ زويد وجنوبالعريش. وبألم مصحوب بمرارة شديدة ، يقول إبراهيم سلمي سعيد، صاحب مزارع زيتون، بمنطقة جنوب الشيخ زويد، "بيوتنا خربت ، فبعد أن كان الزيتون روح إقتصاد سيناء، وفاتح البيوت، ومعمر الديار ، حل عليه الخراب بعد نكبة الإرهاب. ويؤكد، أن المزارعين يعانون هذا العام، من صعوبة التحرك لجني المحصول في ظل إجراءات مخاطر الإرهاب التي طالت أغلب مناطق الزراعات، لأن المسلحون يفخخون المزارع بالعبوات الناسفة. ويقول إبراهيم أبو لفيته، أحد تجار جمع الزيتون، بمنطقة الفيتات، جنوب الشيخ زويد: "الإنتاج هذا العام تراجع للنصف، لأنه مفيش عمالة تستطيع نزول المزارع لجني محصول الزيتون ، بعد ما تم تلغيم وتفخيخ المزارع ". ويضيف:"الزيتون يعد الموسم الأهم في شمال سيناء، ويعتبر فرصة موسمية لأصحاب المزارع والعمال والسائقين من أصحاب سيارات النقل وأصحاب معاصر الزيتون". ويشير سليمان أبو زينه، مزارع زيتون من الشيخ زويد، إلى أن موسم هذا العام أرهق المزارعين، والسبب عوائق جنى المحصول ونقله في ظل مخاطر الارهاب ، مضيفا :"لو قدرت تجمع زيتون مزرعتك ، ما راح تقدر توصل للمعصرة بالعريش بسبب الإرهابيين ". ويوضح "أبو زينة"، أن عملية نقل الزيتون من مناطق الشيخ زويد ورفح، والتي تتم عبر طرق التفافية، باتت تشكل مخاطر للغاية، ونقل العمال للمزارع يمثل مخاطر عليهم، وأكثر العمال فضلوا التوقف خشية أن تطولهم رصاصات الإرهاب الغادرة، في مزارع الزيتون حيث يجدها المسلحين موانع مناسبة للاختباء فيها. ويقول حسن العقيلي ، صاحب مزرعة زيتون، بقرية الفيتات ، بالشيخ زويد ، إن ثمر الزيتون تساقط على الأرض وأصابه العفن لعدم قدرتنا على جنيه بسبب تفخيخ المسلحين لمزارع الزيتون وزرعها بالألغام لتكون مصايد للحملات العسكرية. ويشير ، إلى أن قلة الإنتاج رفعت ثمن الكيلو ل 8 جنيهات، وهو الزيتون الذي يتم توريده لمصانع التخليل، وهناك أصناف أخرى يتم تخصيصها لاستخلاص الزيت ويصل سعر الكيلو هذا الموسم لنحو 10 جنيهات نتيجة قلة جني المحصول. وبلغ سعر طن الزيتون خلال موسم 2016 نحو 8 آلاف جنيه، مقابل 5250 جنيها في السنوات الخمس الماضية، فيما إرتفع طن زيت الزيتون إلى 55 ألف جنيه حاليا، مقابل 35 ألف. ويؤكد محمد درغام، كبير مصدري الزيتون ، بشمال سيناء، إن زيتون سيناء ثروة مهدرة ورغم احتواه على 32 عنصرًا، في حيت لا يحظى بقية الزيتون في العالم إلا ب 17 عنصرًا غذائيًّا فقط، خاصة أن سيناء تنتج 40 ألف طن زيتون و6 آلاف طن زيت سنويًّا يصدَّر لأسواق أوربا التي تطلبه نظرا لجودته. ويعترف المهندس عاطف مطر، وكيل وزارة الزراعة، بالمحافظة، بالمعاناة التي يشعر بها مزارعي الزيتون، ومدى الخسائر التي يتكبدونها جراء صعوبة جني ونقل الزيتون بمناطق الحدود. ويوضح، أن إجمالي المساحات المنزرعة بالزيتون تصل إلى نحو 15 ألف فدان منها 14 ألف فدان مثمر، وهي من أصناف "المنزانيللو" و"البيكوال" و"العجيزى" و"الشملالى" و"اليونانى" و"الكروناكى" و"التفاحى"، وجميعها أنواع مميزه ولها شهرة واسعة بالأسواق العالمية والمحلية.