تمكنت قوات «سوريا الديمقراطية»، المدعومة من الولاياتالأمريكية، من السيطرة على 26 منطقة في ريف منطقة الرقة السورية، معقل التنظيم الإرهابي، خلال معارك أسمتها القوات «غضب الفرات». في بيان لقوات سوريا الديمقراطية، قال: "إن القوات قطعت ثلث المسافة نحو المدينةالمحتلة، وحققت تقدمًا بإتجاهها بمسافة 15 كيلومترًا، ولا يزال يفصلها عنها نحو ثلاثين كيلومترا. «غضب الفرات» عملية أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية في 6 نوفمبر الجاري، ضمن استراتيجية وضعها التحالف الدولي تهدف عزل "الرقة عن ريفيها الشمالي والشرقي"، وذلك تمهيدًا لاستعادة المدينة ذات الأهمية الدينية للتنظيم الإرهابي، والتي سيطر عليها قبل ثلاثة أعوام. الاقتراب من الرقة أهم معاقل داعش ليس سهلاً، فالتنظيم لديه حاضنة شعبية لا نظير لها بالمقارنة مع ولاياته التي يسيطر عليها. حيث نجح التنظيم في يناير 2014، في تشكيل ما أسماه مجلس العشائر، بهدف تثبيت وجوده، مستغلا تردي الأوضاع في المدينة بداية من الثورة السورية والخروج على نظام بشار الأسد والاقتتال بين الفصائل المسلحة وقوات النظام والمليشيات الشيعية الداعمة له. وقام بتوزيع الهبات والبيوت والسيارات التي صادرها من أهل المدينة على من بايعوه، وأمدهم بالمال كمغريات لمبايعة أكبر قدر ممكن من أهالي المدينة، وتصويرهم على أنهم ينعمون بخيرات الخلافة ويعيشون حياة الرفاهية في ظل حكمه من خلال إصداراته المرئية وهو ما نجح مع البعض إلا أن أخرين تم تهديدهم بقطع الرؤوس في الشوارع. من هنا نجح التنظيم في إيجاد تحصينات شعبية حيث تعمد وضع مقاره بين بيوت المدنيين، وبالتالي فإن أي استهداف للمدينة سيزيد من القتلى المدنيين، وهو ما يستغله التنظيم في الدعاية من خلال إصدارته فيظهر أنه استهداف للأهالي وخاصة لمن يعيش خارج المدينة، والصور التي يخرجها التنظيم دوماُ تتعلق باستهداف الأطفال والنساء بعد القصف. بالنظر إلى معارك داعش ضد قوات بشار الأسد، على حدود الرقة، يتضح أنها ليست لداعش وحده بل بمشاركة أهالي يفضلون تنظيم داعش على نظام الأسد وحزب الله والميليشيات التي تقاتل معه، يقاتلون وفق عقيدة الدفاع عن أنفسهم من قوات النظام، فالتحالف هنا ضد عدو مشترك.