ما زالت خطط الصين لإقامة محطة فضاء دائمة تسير بثبات على مسارها مع الإطلاق الناجح للصاروخ الجديد "لونغ مارش 5" القادر على حمل شحنات ثقيلة والذي من شأنه أن يسهل مهام مستقبلية طموحة، بما فيها رحلة مزمعة إلى كوكب المريخ. أطلق الصاروخ شاهق الارتفاع مساء الخميس من مركز ونتشانغ للفضاء، وعلى متنه مكونات لمحطة الفضاء تيانقونغ 2 وحمولات ضخمة أخرى. أطلقت الصين مختبر تيانقونغ 2 في سبتمبر الماضي وأرسلت اثنين من رواد الفضاء في منتصف أكتوبر للإقامة عليه لمدة ثلاثين يوما. من المقرر إطلاق الوحدة الرئيسية للمحطة، والتي يصل وزنها إلى 20 طنا، عام 2018، على أن تكتمل المحطة، بزنة 60 طنا وتدخل الخدمة عام 2022، وتستمر في العمل لما لا يقل عن عشر سنوات. تعتبر محطات تيانقونغ، وهو اسم يعني في اللغة الصينية "القصر السماوي"، خطوة رئيسية نحو مهمة غير مأهولة إلى المريخ مزمعة بنهاية العقد الحالي. المهمة المقبلة للونغ مارش 5 سوف تكون رفع المسبار تشانغ آه 5 إلى القمر العام المقبل وإنزال حوامة قبل العودة إلى الأرض حاملا عينات. يعد الصاروخ لونغ مارش الذي يصل ارتفاعه إلى 57 مترا ومكون من مرحلتين، الأكبر في الصين، ومن الممكن أن يحمل 25 طنا إلى مدار منخفض و14 طنا إلى مدار ثابت أكثر بعدا. تزيد هذه الحمولة بواقع الضعف على حمولة أكبر صاروخ صيني حالي وهو لونغ مارش 7. تقل قوة هذا الصاروخ قليلا عن الأكثر قوة حاليا، وهو الصاروخ دلتا 4 التابع لشركة "يونايتد لونش أليانس" على الرغم من أن الصاروخ "فالكون هيفي" التابع لشركة سبيس أكس، والذي من المقرر اطلاقه العام المقبل، مصمم لحمل ضعف تلك الحمولة إلى مدار أرضي منخفض.