قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية الصادرة اليوم الأربعاء إن اقتران دخول قوات الأمن العراقية لمدينة الموصل يوم أمس بسماع أصوات إطلاق النار في المناطق والأحياء المأهولة بالسكان ينذر بمرحلة جديدة أشد خطورة في القتال داخل المناطق السكنية من أجل السيطرة على كامل الموصل وتحريرها من قبضة تنظيم داعش الإرهابي. ونسبت الصحيفة –في تقرير لها بثته على موقعها الألكتروني- إلى مسئول أمريكي قوله إن القوات العراقية القادمة من الشرق تقدمت نحو المدينة، بينما أحاطت القوات الأخرى بمسلحي داعش من الجنوب، وكذلك فعلت الميليشيات الشيعية في الغرب، مما مكن الجيش العراقي من فرض كردون أمني حول الموصل وبسط سيطرته على المدن والقرى النائية. واعتبرت الصحيفة أن التقدم نحو الموصل يمثل نقلة نوعية في الحملة التي بدأت قبل أسبوعين لتحرير الموصل، وهي ثاني أكبر مدينة عراقية وأكبر منطقة سكنية خضعت لحكم داعش منذ منتصف عام 2014، مبرزة تصريحات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي التي قال فيها إن "خطة بغداد تكمن في قطع رأس داعش،رأس الحية، وأن الحكومة العراقية لاترغب في هروب المسلحين من المدينة". وردا على بغداد، يقاوم مسلحو داعش من خلال نصب الأفخاخ المتفجرة والسيارات المفخخة والدروع البشرية، ونسبت الصحيفة إلى أحد السكان المحليين في الموصل، رفض ذكر اسمه، قوله إنه شاهد مسلحين يحاصرون أكثر من مائة شاب من المدينة وقاموا بنقلهم بعيدا، وأفترض أن ذلك قد يكون بهدف تدريب هؤلاء الشباب لصد هجمات القوات العراقية.بينما أعلنت الأممالمتحدة مؤخرا أن المسلحين حاصروا عشرات الآلاف من المدنيين ونقلوهم إلى الموصل لاستخدامهم كدروع بشرية. وقالت (وول ستريت جورنال): بينما تقدمت القوات العراقية وقوات البشمركة الكردية نحو الموصل، ونجحوا في السيطرة على قرى صغيرة ومدن وفي الأغلب تمكنوا من اجتياز واحباط مقاومة عناصر داعش.ومع ذلك، فإنهم يواجهون الأن إحتمالية قاتمة بخوضهم حربا من شارع إلى شارع ومن منزل إلى منزل مع إمكانية أن يقع سكان الموصل، البالغ عددهم أكثر من مليون نسمة، في مرمى النيران". من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش العراقي العميد يحيى رسول: إن المعركة سوف تتغير بمجرد أن ينصب تركيزنا على سلامة المدنيين، فلم يصبح شي سهل في هذه المعركة، لأننا ببساطة نحارب عدوا مخادع يتخفى بين المدنيين ويستخدمهم كدروع بشرية". وأضاف:أن التقدم في القتال سوف يتباطأ بمجرد أن تتم السيطرة على عناصر داعش، بينما تدربت القوات الخاصة العراقية، المدعومة من جانب الولاياتالمتحدة والتي تقود العملية، بشكل بارع على إدارة المناورات في مثل هذه البيئات، فعلى الرغم من أن تنظيم داعش سيطر يوما ما على مايقرب من نصف العراق، تمكنت القوات الحكومية منذ ذلك الحين من السيطرة على مدن كبرى، مثل الرمادي والفلوجة، قبل بدء عملية الموصل".