قالت السلطات الفرنسية إن أعمال إغلاق مخيم كاليه الذي بات أشبه بالعشوائيات، ستبدأ الاثنين المقبل وستستمر نحو أسبوع، في عملية تصفها السلطات "بالإنسانية" وبحسب مسؤولين في وزارة الداخلية الفرنسية فإن كل المهاجرين الذين تم إحصاؤهم والبالغ عددهم 6486 شخصا في المخيم الذي اضطر اللاجئون للإقامة فيه وسط ظروف بالغة السوء لسنوات- سيتم نقلهم إما إلى مراكز استقبال في أنحاء البلاد أو في الخارج. وتمثل عملية تفكيك المخيم السيء - المعروف باسم "الأدغال"- قضية كبيرة بالنسبة للرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند وحكومته الاشتراكية قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل. أولاند الذي يسعى للفوز بفترة ولاية ثانية يواجه انتقادات حادة من منافسيه في تيار المحافظين واليمين المتطرف الذين يرون أن المخيم يمثل فشله في التعامل مع أزمة المهاجرين التي تشهدها اوروبا. وقال مسؤولو وزارة الداخلية إن اكثر من سبعة آلاف وخمسمائة مكان أتيح للاجئين المقيمين في المخيم ووعدوا بنقلهم للعيش في ظل ظروف أكثر احتراما خلال فترة مراجعة طلبات اللجوء. تأمل السلطات الفرنسية أن تتم عملية تفكيك المخيم دون مشكلات ولا تتوقع ظهور معارضة من قبل المهاجرين. ما يثير قلق المسؤولين في فرنسا أن يحاول نشطاء مجموعة "نو بوردرز" - المعنية بالدفاع عن حرية التنقل والتي نظمت احتجاجات في السابق داخل كاليه- تعطيل عملية تفكيك المخيم. وقالت فابيان بوشو مسؤول الإدارة المحلية في كاليه إن نحو مائتي ناشط- معظمهم من فرنسا وبريطانيا- احتشدوا قبيل بدء عملية التفكيك. وأضافت أن 1250 شرطيا سيتم نشرهم خلال عمليات إغلاق المخيم. وسوف توزع الأحد المقبل منشورات كتبت باللغات التي يتحدث بها سكان المخيم على المهاجرين الذين سيجتمعون في منطقة مظللة متاخمة للمخيم مساحتها ثلاثة آلاف متر مربع اعتبارا من صباح الاثنين. كما سيتم تقسيم المهاجرين إلى أربعة مجموعات حسب موقفهم وظروفهم: قصر لا يرافقهم أحد وبالغين وأسر وأشخاص ضعفاء. بوشو قالت إن ستين حافلة كل منها تتسع كل منها لخمسين شخصا ستغادر الاثنين المقبل ما يعني أن ثلاثة آلاف مهاجر سيغادرون كاليه في اليوم الأول من تفكيك المخيم. وستعرض السلطات على كل مهاجر موقعين يختار منهما كما ستقدم وجبات غذاء جاهزة ومغلفة لمن سيتعين عليهم قطع رحلات طويلة.