رصدت عدسة الأناضول، صلاة الجمعة في مدينة جرابلس التابعة لمحافظة حلب السورية، عقب عودة الاستقرار والهدوء إلى شوارعها والأمن لمساجدها، بعد 31 يوما من انطلاق عملية "درع الفرات" وتطهير المدينة من تنظيم "داعش" الإرهابي. وعقب الصلاة لوحظ عودة الحياة إلى أحياء جرابلس بشكل متسارع، مقارنة بالأسابيع الماضية، عقب تحريرها من "داعش"، حيث اكتظت أسواق وشوارع المدينة بأهلها العائدين. ودعا خطيب الجمعة في المسجد الرئيسي بالمدينة إلى تعزيز الوحدة والتضامن بين أبناء الشعب، معربا عن شكره لتركيا لدعمها الجيش الحر في تحرير المدينة. وفي حديثه للأناضول، أوضح يحيى مصطفى، أحد المصلين بعد صلاة الجمعة، أن الناس كانوا يخشون الخروج من بيوتهم إلى الشوارع قبيل تحريرها من "داعش"، إلا أنهم كسروا حاجز الخوف وبدأوا يتحركون بحرية في أداء عملهم وعباداتهم. وأعرب مصطفى، عن امتنانه لتركيا شعبا وحكومة ، لدورها الكبير في تحرير جرابلس. كما خص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالشكر، لمواقفه المساندة لمطالب الشعب السوري. من جانب آخر، أشار أحمد أبو حكيم، في حديثه للأناضول، إلى أنهم استعادوا الأمن بعد فقدانه لفترة طويلة، معربا عن أمله في أن يسود هذا الأمن والاستقرار على كامل التراب السوري. وفي سياق متصل، تتواصل عودة السوريين إلى جرابلس،بعد تحريرها من داعش، حيث عبر إليها هذا اليوم قرابة 100 شخص عبر معبر "قارقاميش" (بغازي عنتاب) المقابل لمعبر جرابلس السوري. وقال مدير إدارة الهجرة في ولاية غازي عنتاب، "أوكتاي باهجه جي"، في تصريح لمراسل الأناضول، إن عدد اللاجئين السوريين الذين عادوا من تركيا إلى جرابلس، عقب تطهيرها من تنظيم "داعش" بلغ 3120 شخصا. ودعمًا لقوات "الجيش السوري الحر"، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 أغسطس الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس تحت اسم "درع الفرات"، تهدف إلى تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، وخاصة تنظيم "داعش" الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء. ونجحت العملية، خلال ساعات، في تحرير المدينة ومناطق مجاورة لها، كما تم لاحقاً تحرير كل الشريط الحدودي ما بين مدينتي جرابلس وإعزاز السوريتين، وبذلك لم يبقَ أي مناطق متاخمة للحدود التركية تحت سيطرة "داعش".