ستستمر الجماعة المتمردة الكردية الرئيسية في إيران في حرب عصاباتها ضد قوات الأمن "لحماية والدفاع عن" الأكراد الذين يعيشون في إيران، حسبما قال نائب زعيم الجماعة، الذي قال إن القتال ضروري بعد الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع قوى دولية. كانت سلسلة من الهجمات الأخيرة التي نفذها الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني قد أنهت هدنة لوقف إطلاق النار استمرت 20 عاما بين مقاتليه وإيران، على الرغم من أن الانفصاليين من الأكراد الإيرانيين سعوا للحرية على مدار عقود في شمال غرب البلاد. تأتي الحملة فيما تتنامى قوة الأكراد في أماكن أخرى. فقد استطاع الأكراد السوريون السيطرة على جزء شاسع من الأراضي وسط الحرب الأهلية التي تمر بها البلاد. كما توسع الأكراد في العراق أيضا في منطقة الحكم الذاتي بالسيطرة على مدن وقرى من بين براثن تنظيم الدولة الإسلامية. ويمثل الأكراد نحو 10 بالمائة من إجمالي سكان إيران البالغ تعدادهم 80 مليون نسمة، ويعيش الكثيرون منهم في المنطقة الجبلية شمال غرب البلاد التي تحد العراق وتركيا. كانت المنطقة هادئة إلى حد كبير منذ التسعينات بموجب وقف إطلاق النار. لكن الاستياء الكردي زاد مؤخرا. ففي إحدى الوقائع، أثار مقتل خادمة كردية في فندق في مدينة مهاباد شمال غرب إيران في مايو/ أيار 2015 الاضطراب بين الأكراد المحليين، فيما زعمت جماعات معارضة أن القوات الإيرانية كان لها يد في ذلك بشكل ما. هذا العام، اندلعت اشتباكات بين مقاتلين أكراد وقوات أمن إيرانية بينها قوات الحرس الثوري النخبوية، ما أسفر عن وقوع ضحايا من الجانبين. أما الحزب الديمقراطي، الذي يعمل من خارج شمال العراق، فقد تبنى العديد من تلك الهجمات التي شهدت قيام القوات الإيرانية بقصف مواقع كردية عبر الحدود العراقية ردا عليها. وقال حسن شرفي، نائب الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني إن "قمع" إيران للأكراد أجبر الحزب على الرد. وأوضح لأسوشيتد برس في مقابلة الأربعاء في كويا، وهي مدينة عراقية قرب الحدود الإيرانية "نرى أنهم يتعرضوا لاعتقال، ولتعذيب واستجوب وسجن. من أجل حماية والدفاع عن أولئك الناس، قررنا أن يكون لنا تواجد في المنطقة بدلا من شن حرب نظامية." وقال "عندما وقعت إيران على اتفاق مع أوروبا والولاياتالمتحدة حول البرنامج النووي، اعتقدوا أنهم مهما فعلوا، لن ينتقدهم المجتمع الدولي.. ولذلك، اضطررنا إلى اتخاذ هذا المسار". بعثة إيران إلى الأممالمتحدة لم تستجب لطلب الحصول على تعليق بشأن الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني. وأفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية بوقوع اشتباكات بسبب ما زعمت أنها جماعات مسلحة مدعومة من أعداء إيران، لاسيما المملكة العربية السعودية، متجنبة الإشارة إلى هويتهم الكردية، لكي تتفادى على ما يبدو أية إشارة إلى التوترات العراقية في البلاد. كما تواجه إيران هجمات بين الحين والآخر من قبل الجماعات البلوشية المسلحة على حدودها الشرقية مع باكستان والانفصاليين العرب بإقليم خوزستان المنتج للنفط. ودعت حكومة كردستان العراق التي تتمتع بحكم ذاتي إلى وقف الهجمات الكردية التي تستهدف إيران على الأراضي العراقية. في الوقت ذاته، يقوم تحالف تقوده الولاياتالمتحدة بتدريب مقاتلين أكراد من العراق (البشمركة)، من أجل مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية. يشار إلى أن فصيلا كرديا إيرانيا يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية من هؤلاء الذين يخضعون للتدريب. ومع ذلك، قال شرفي إن جماعته لا تتلقى أي مساعدات خارجية أو دعم في حربها، التي سعى مرارا إلى وصفها بالدفاع عن النفس. وقال اليكس فاتانكا، وهو زميل بارز في معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن، إنه بالرغم من أن حملة الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني تعد تصاعدا في العنف، فإنه لا يتوقع أن يخرج عن نطاق السيطرة، لأن تركيز الجميع ينصب على تنظيم الدولة في العراق وسوريا. ويقول فاتانكا "طهران وأكراد إيران وقيادة أكراد العراق لديهم جميعا اهتماما أكثر إلحاحا تدعو إلى القلق". منطقة مهاباد شهدت اقامة جمهورية كردية مدعومة من السوفييت، والتي ظهرت لفترة وجيزة بعد الحرب العالمية الثانية، كما شهدت انتفاضة كردية في الأعوام التي أعقبت الثورة الإسلامية عام 1979. استمرت حرب العصابات التي كان يقف ورائها مقاتلو الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني حتى منتصف تسعينات القرن الماضي، في حين قالت محكمة ألمانية في وقت لاحق إن قتلة تلقوا أوامر من الحكومة الإيرانية واغتالوا زعيم الحزب وآخرين في أحد مطاعم برلين عام 1992. وفي النهاية، أعلن الحزب الديمقراطي وقف إطلاق النار من جانب واحد مع إيران عام 1996، بعد قتال في شمال العراق بين القوات الكردية المتحاربة المدعومة من العراقوإيران. يضيف القتال الجديد حاليا قوة قابلة للاشتعال بشكل أوسع في الشرق الأوسط. بالنسبة لبهنام قدري، مجند حديث (18 عاما)، يعد القتال مهما وإثبات وجود للمقاتلين الأكراد في إيران. وأضاف قدري "أود أن أبعث برسالة إلى الإيرانيين مفادها أن الظلم الواقع على شعبنا في إيران يجب أن ينتهي.. هذا التمييز وسوء المعاملة ينبغي أن تنتهي".