أكد وزير الثقافة حلمي النمنم على ضرورة أن تظل القضية الفلسطينيةوالقدس الشريف في وعينا ووجداننا، لافتا إلى أنه "مالم تقم الدولة الفلسطينية لن يكون للديمقراطية معنى، فالتطرف سيظل سلاحا مشهورا في وجوهنا". جاء ذلك في كلمة ألقاها النمنم خلال ندوة "القدس في السينما العربية" التي أقيمت اليوم الخميس على هامش مهرجان الإسكندرية السينمائي الذي افتتحه وزير الثقافة الليلة الماضية. وتابع وزير الثقافة "نحن نري الظروف السياسية في فلسطينوالقدس، لكن هناك دور مهم للمثقفين والمبدعين، ففلسطين قضية هامة، يجب أن نجعلها يقظة في وعينا، وعلى الرغم من أن القدس لها قيمة روحية، ولكن علينا أن نعرف أن فلسطين ليست القدس وحدها، وإنما كامل فلسطين". وأضاف النمنم "إذا كنا نسعي إلى أن نؤسس دولة مدنية، فإن الفن له دور كبير، فهو جزء من حالة المقاومة، والعام المقبل، بكل ما يضمه من ذكريات، فإنه يفرض علينا ككتاب وفنانين جهودا مخلصة في نشر الوعي بالقضية الفلسطينية". بدوره، قال الدكتور إيهاب بسيسو وزير الثقافة الفلسطيني "يسعدنا أن تكون فلسطين حاضرة، فى مهرجان الإسكندرية، من خلال سينما المقاومة، والقدس فى أحد ندوات المهرجان، يؤكد على حق شعبنا الفلسطيني، فى الوجود والحياة، رغم كل ما نعانيه". وأضاف بسيسو "ما نراه عبر شاشة الإبداع، من رواية وسينما، هو نقل حقيقي للواقع الفلسطيني، الذى نعيشه كل يوم، فعدسة الكاميرا تنقل وقائع بشعة، يحاول الإحتلال الإسرائيلي من خلالها أن يجعل الحياة كابوسا للفلسطينين، لكن شعبنا سيظل ويواجه كل التحديات من الإستيطان والجدار وعزل فلسطين عن عمقها العربي والدولى والمحاولات المتكررة لطمس الهوية الفلسطينية ومحاربة الرواية الفلسطينية بشتي الوسائل". وتابع وزير الثقافة الفلسطيني "مصر بحضورها الداعم للقضية الفلسطينية ومشاركتنا بالمهرجان، يوفر منصة، يسمع من خلالها صوت فلسطين والإبداع الفلسطيني، في وقت يعمل فيه الاحتلال على محاربة الإبداع والفنون ويحاصر المؤسسات الثفافية، ويضيق الخناق على الكتاب". وشدد على أن مشاركة فلسطين فى المهرجان تؤكد على أن مفردات الاحتلال الإسرائيلي الذي نعيشه كل يوم، لن تصمت صوت الفلسطيني، وأن قضيتهم ستنفذ عبر الأسلاك الشائكة والحصار". واستكمل "نحن اليوم في الإسكندرية نؤكد على عمق تواصلنا مع محيطنا العربي، وإبداعنا مع المحيط الإنساني، فلسطين حاضرة في الوعي الفلسطيني والعربي والإنساني، حاضرة بميدعيها ورواياتها ". ووجه بسيسو التحية إلى وزير الثقافة، لدعمه فلسطين، لأن الدعوة التى وجهها له، هى بمثابة رسالة بالغة الأهمية بأن على فلسطين أن تكون حاضرة في كل مناسبة ثقافية للتاكيد على وعينا الفلسطيني والعربي، خاصة أن العام المقبل يواكب مرور 50 عاما على إحتلال القدس، ومن المهم إعادة إنتاج هذه المناسبة الأليمة، عبر أشكال الثقافة، من سينما وأدب، كي نعي الجرائم التى تعانى منها القدس. ونبه الوزير الفلسطينى على أهمية دور الثقافة دور مهم في إعادة إنتاج الوعي الثقافي ونقله، في ظل التحديات التي تحاول تشويه الواقع، فنحن نعيش صعوبات لكن نمد الجسور مع العمق العربي والإنساني، مشددا على أن لفلسطين الحق فى الحياة والمستقبل، ونحن نفخر بجهود مصر لدعم الثقافة الفلسطينية. وأعرب عن تطلع شعب فلسطين إلى دور المبدعين في أن يكونوا معنا في المواجهة الثقافية، التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي تشويهها، قائلا "ومن فلسطين نحن نتطلع إلى دور الثقافة العربية في دعم قضيتنا، فلا تنسوا القدس ولا تنسوا فلسطين". يذكر أن ندوة "القدس في السينما العربية" التى اقيمت اليوم على هامش مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، بدأت بالفيلم العربي "الطوق الأبيض" للمخرجة حنين جابر. ويحكي الفيلم عن قصة شاب فلسطيني يعيش بالقدس، يعيش مأساة كونه لاجئ فى وطنه، فهو يعيش فى غربة داخل مدينته، لم يجد بديلا للعمل سوي "عامل غسل الأطباق"، فى أحد مطاعم اليهود، لكنه لا يزال يحلم بالاستقرار والزواج من حبيبته، ويفتتح مشروعه الخاص، لكنه يقتل غدرا برصاص الإحتلال خلال عودته من عمله، وهو حاملا الخبز والدواء لامه. وعلق قال الأمير أباظة رئيس المهرجان بالقول إن "القدس فى قلب ووجدان كل عربي، وحين نصورها، نتمنى أن تكون عين الكاميرا تتنقل بين شوارعها، لتنقل حكاياتها، وأناسها، وابوابها وعروبتها، وأعمدتها المقدسة". وأعلن أباظة عن انطلاق عام 2017 باعتباره عام القدس فى السينما العربية.