اجاز مجلس الامن الدولي الثلاثاء نشر بعثة مراقبين للاشراف على اتفاق السلام الموقع بين الحكومة الكولومبية والمتمردين الماركسيين في "القوات المسلحة الثورية في كولومبيا". وفي قرار صدر باجماع اعضائه الخمسة عشر، وافق المجلس "على توصيات" الامين العام للامم المتحدة بان كي مون التي ضمنها تقريره "حول حجم البعثة وتفويضها وطابعها العملاني". واكد "ادراكه ضرورة الاسراع في اعتماد الالية الثلاثية" (الحكومة والمتمردون والاممالمتحدة) للاشراف على اتفاق السلام. وتعتزم الاممالمتحدة نشر بعثة تضم نحو 450 مراقبا عسكريا في كولومبيا يتحدرون من غالبية دول اميركا الجنوبية. وتقضي مهمة هؤلاء بالتاكد من نزع سلاح نحو 7500 متمرد والاشراف على وقف اطلاق النار. لكن اتفاق السلام النهائي الموقع في 24 اب/اغسطس بعد مفاوضات استمرت اربعة اعوام، لا يزال يتطلب استفتاء سيجري في الثاني من تشرين الاول/اكتوبر. وينبغي ايضا ان تحدد الاممالمتحدة وبوغوتا في اتفاق التفاصيل العملانية لكيفية عمل البعثة. وستكون البعثة برئاسة الدبلوماسي الفرنسي جان ارنو علما بان طلائعها وصلت. ورحب القرار الدولي "بالمساهمات التي عرضتها" الدول الاعضاء في منظمة دول اميركا اللاتينية وجزر الكاريبي لافتا الى انه "ينتظر باهتمام مساهمات جديدة" لانجاز عديد البعثة. واسفر النزاع في كولومبيا، وهو الاقدم في اميركا اللاتينية، عن 260 الف قتيل على الاقل و45 الف مفقود و6,8 ملايين نازح مدى اكثر من نصف قرن. وهنأ السفير البريطاني ماثيو رايكروفت الذي قدم مشروع القرار الحكومة الكولومبية والمتمردين ب"اعطائهم لكل كولومبي املا بالمستقبل"، مؤكدا ان الاممالمتحدة ستعمل على "ضمان ان يؤدي الاتفاق التاريخي الى سلام تاريخي". ووجه الشكر الى كوبا والنروج وفنزويلا وتشيلي لمساهمتها في عملية السلام في كولومبيا.