يمر الاقتصاد العالمي منذ أعوام بحالة من الضبابية طغت على مشهده العام، وسط تباينملحوظ في توقعات النمو وتوجهات الاستثمار الرئيسة حول العالم، وانسحب ذلك على عددمن المؤسسات الكبرى، مثل صندوق النقد الدولي، الذي كان توقع في يناير الماضي نموًاأقل من 3% للاقتصاد العالمي خلال العام الجاري، ثم عاد بعدها بأيام وتوقع نموًا يزيدعلى 3%. وفي ظل هذه الحالة السائدة، يحاول منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر 2016، الذي يحظى برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي،عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والذي تنظمه هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير شروق، بالتعاون مع "فاينانشال تايمز" البريطانية، ومجلة الاستثمار الأجنبي المباشريومي 28 و29 سبتمبر المقبل، إلقاء الضوء على آفاق الاقتصاد العالمي وما يحمل منفرص ويواجهه من تحديات مستقبلية، كما يستعرضُ مجموعة من الخبراء والاقتصاديينخلال المنتدى توجهات القطاعات الاستثمارية الرئيسة في العالم ويقدمون رؤاهم فيمايتعلق بأهمية التركيز على النقاط الإيجابية فيها، وسبل الحفاظ على تحقيق نسب نمومستدامة في ظل مختلف التحديات. وخلال فعاليات اليوم الأول للمنتدى، يشارك سالم راشد النعيمي، الرئيس التنفيذيوالعضو المنتدب لشركة "الواحة كابيتال"، في جلسة بعنوان "نظرة طويلة الأجل علىالاستثمارات في الشرق الأوسط"، تحاوره فيها كورتني فينغار، رئيسة تحرير مجلةالاستثمار الأجنبي المباشر، التابعة ل"فاينانشال تايمز"، يستعرض فيها البنيةالاستثمارية في المنطقة ومدى جاذبيتها لرؤوس الأموال الدولية، وأبرز القطاعات التي تثيراهتمام الشركات العالمية للدخول فيها، كما يقدم نظرة تحليلية لحجم الاستثمارات التييتوقع أن تشهدها المنطقة خلال الأعوام المقبلة، والعوامل التي تساعد على تعزيز هذهالاستثمارات ومكانتها. ويشهد اليوم الثاني للمنتدى تنظيم جلسة نقاشية بعنوان "اتجاهات الاستثمار - ما هيآفاق الاستثمار الأجنبي المباشر في منطقة الشرق الأوسط والإمارات العربية المتحدة فيالعام القادم؟" يشارك فيها كل من: سعادة مروان بن جاسم السركال، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، وهنري لويويندهال، الرئيس التنفيذي لمجموعة ويفتيك المحدودة، وعوني رشود، المستشار في المعهد العربي للتخطيط في الكويت، وجيفري كولير، نائب حاكم ولاية كانساس الأميركية، ويديرها جاكوبو ديتوني، نائب رئيس تحرير مجلة الاستثمار الأجنبي المباشر. ويناقش المشاركون في الجلسة دور الاستثمار الأجنبي المباشر في الاقتصاد العالمي،وتقييم توجهات النمو والتحديات الماثلة أمامه، وكذلك المحركات والمزايا التنافسية الرئيسةللمدن عندما يتعلق الأمر بعولمة الابتكار. وقال مروان بن جاسم السركال، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير«شروق»: يسلط منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر هذا العام الضوء على عددمن أهم القضايا الاقتصادية على الساحة المحلية والإقليمية والدولية، بمشاركة نخبة منالخبراء والمحللين الماليين وصناع القرار، للخروج بعدد من التوصيات ذات الشأن، بهدفتحقيق نقلة نوعية في مخرجات العملية الاقتصادية، وتبسيط الإجراءات وتوفير الحلولاللازمة للتحديات. وأضاف السركال: يمر الاقتصاد العالمي منذ اندلاع الأزمة المالية العالمية عام 2008،بمرحلة من التقلبات التي تعصف به بين حين وآخر، نجم عنها مجموعة من التحدياتالاستثنائية التي لم يعدها العالم منذ عقود، والتي أثرت بشكل مباشر في حركةالاستثمارات الأجنبية العالمية، وغيرت من ملاذاتها الآمنة، ورفعت نسب المخاطرة فيانتقال رؤوس الأموال عبر الحدود إلى نسب غير مسبوقة؛ وفي ظل هذه الظروفالمضطربة، برزت دولة الإمارات العربية المتحدة، وإمارة الشارقة بصفتها واحدة منمحركات النمو الاقتصادي السبعة في الدولة، كوجهة استثمارية آمنة نجحت في استقطابرؤوس الأموال من شرق العالم وغربه، وباتت منصة لرجال الأعمال والمستثمرينالاستراتيجين الباحثين عن بيئة ذات مناخ فريد تتيح العوائد المجزية على رأس المالالمستثمَر.