اعتماد التنسيق العام للقبول بالمدارس الثانوية الفنية بكفرالشيخ    اقتصاد تحت القصف.. قراءة فى عوامل صمود الاقتصاد الإسرائيلى رغم الحروب المستمرة    محمود مسلم: مصر ترعى هدنة قابلة للتطبيق.. ومن غير المنطقي مطالبة حماس بتسليم السلاح    مقتل 14 جنديا جراء تفجير انتحاري بسيارة في شمال غرب باكستان    مقتل شخص وإصابة آخر بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في جنوب لبنان    رسميا.. موناكو يعلن التعاقد مع بوجبا    العثور على جثة مجهولة الهوية بأسوان    أيام لها تاريخ!    منافسة قوية بين نجوم الغناء بألبومات جديدة فى موسم الصيف    الكشف عن 3 مقابر جديدة من الدولة القديمة في جبانة قبة الهوا بأسوان    محافظ سوهاج يشارك في فعاليات اليوم العالمي للتبرع بالدم    لمدة 15 يومًا.. فتح باب التظلمات لطلاب الشهادة الإعدادية بالبحر الأحمر    النيابة العامة: نلتزم بكشف ملابسات حادث إقليمى المنوفية تحقيقا للردع العام    غياب تام للولايات المتحدة.. 3 دول عربية في قائمة أفضل شركات الطيران في 2025    ليس وسام أبوعلي فقط.. 8 لاعبين على أبواب الرحيل من الأهلي    نادي سلاسك البولندي يرد على عرض الأهلي لضم أسد الحملاوي (خاص)    «بيضحي عشان شغلي».. كيف تحدثت عبير صبري عن زوجها قبل انفصالهما؟    الحمل «النمر» والحوت «الغزالة»..تعرف على الحيوانات التي تمثل لكل برج    يوم عاشوراء 2025.. متى يصادف موعده وما فضل صيامه؟ (التفاصيل كاملة)    هل سيدنا الخضر نبي أم ولي؟.. عالم بالأزهر يفجر مفاجأة    ما حكم تيمّم المرأة التي تضع مستحضرات التجميل (المكياج)؟    رسميًا.. موعد إجازة 30 يونيو 2025 للقطاعين العام والخاص بعد قرار الحكومة    في اليوم العالمي للتبرع بالدم.. محافظ دمياط يشارك بحملة التبرع: «التبرع بالدم رسالة إنسانية»    بنفيكا يخطط لإنقاذ جواو فيليكس من دكة تشيلسي    انطلاق منتدى مصر الدولى للتعدين 15 يوليو المقبل    وزيرا الأوقاف والعمل يضعان حجر الأساس لبناء مسجد برأس غارب بتبرع من رجل أعمال    البابا تواضروس الثاني يلتقي وكلاء المطرانيات وأعضاء المجالس الإكليريكية الفرعية (صور)    "صبحي" و"حبشي" يتفقدان نادي بورسعيد الرياضي (صور)    تداول 13 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بمواني البحر الأحمر    إسماعيل كمال يتفقد مستشفى أسوان التخصصي العام بالصداقة الجديدة    فوائد مشروب الكركم وأفضل طرق لعمله والاستفادة منه    انطلاق مؤتمر «شعب مصر» لإحياء ذكرى ثورة 30 يونيو    الحرس الثوري الإيراني: سنرد على أي اعتداء جديد "بشكل مختلف وأشد قوة"    قمة برازيلية.. الموعد والقناة الناقلة لمباراة بالميراس وبوتافوجو في كأس العالم للأندية    كل ما تريد معرفته عن تطورات ميركاتو الزمالك والمدير الفنى الجديد    خبير: ترامب سبب فشل تحجيم إيران نوويًا والوكالة الذرية أداة فى يد واشنطن    الليلة شيرين عبد الوهاب وماجدة الرومي وطوطو نجوم حفلات ختام موازين    اتحاد اليد يبدأ تسجيل اللاعبين الجدد للأندية 3 أغسطس فى فترة القيد الثانية    انتصار السيسي توجه الهلال الأحمر بتقديم الدعم لأهالي ضحايا حادث المنوفية    «طيران الإمارات» تمدد إلغاء الرحلات من وإلى طهران حتى 5 يوليو    أسفار الحج (6)..الصفا والمروة وزهرة اللوتس    عيبك أولى بالإصلاح من عيوب الآخرين    مصر وتركيا تبحثان سبل تعزيز التعاون في قطاع الصناعات المعدنية    غلق وتشميع 35 محلا وكافيه غير مرخص فى أسوان    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى فيصل دون إصابات    وزير الزراعة: الصادرات الزراعية المصرية إلى هولندا 500 مليون دولار    شيماء عبد الحميد.. من مدرسة الصنايع إلى كلية الهندسة ثم وداع لا يُحتمل    تأجيل محاكمة عاطل قتل نجل زوجته بالسلام إلى جلسة 27 أغسطس    مديرية الصحة في شمال سيناء تطلق حملة لتعزيز الوعي بأهمية وفوائد نقل الدم    موعد مباراة الهلال القادمة في كأس العالم للأندية بعد الصعود لدور الستة عشر    مصر ترحب باتفاق السلام بين الكونجو الديموقراطية ورواندا    السبت 28 يونيو 2025.. نشرة أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع    حكومة غزة: ارتفاع عدد الشهداء من الأطفال نتيجة سوء التغذية ل66    الإنتاج الحربي: الشركات التابعة حققت إيرادات نشاط بنسبة 144% بمعدل نمو بنسبة 44% عن العام الماضي    قصة كفاح مهندسي مصر من أجل تحقيق حلم.. 8 سنوات تلخص رحلة إنشاء مصيف مطروح.. 25 مليون جنيه تكلفة المشروع    5 حالات يجوز فيها التعاقد لحالات الضرورة بقانون الخدمة المدنية    حزب الجبهة الوطنية يقدّم العزاء و100 ألف جنيه لاسره كل متوفى و50 الف جم لكل مصاب فى حادث المنوفية الاليم    شيماء طالبة بالهندسة.. خرجت لتدبير مصروف دراستها فعادت جثة على الطريق الإقليمي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



8 سبتمبر.. اليونسكو تحيي الذكري ال50 لإعلان اليوم الدولي لمحو الأمية
نشر في صوت الأمة يوم 03 - 09 - 2016

تحيي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة " اليونسكو" يوم 8 سبتمبر الحالي الذكري ال50 لإعلان اليوم الدولي لمحو الأمية وذلك إبان المؤتمر العالمي لوزراء التعليم المعني بمحو الأمية في ايران عام 1965، والذي اعتمد توصية طهران التي اقترحت اعتماد اليوم الدولي لمحو الأمية وقدم فكرة محو الأمية الوظيفية.
ويجري الاحتفال هذا العام 2016 تحت شعار " قراءة الماضي ، كتابة المستقبل" ، حيث يهدف الاحتفال إلى مراجعة الإنجازات والعِبر التي تم التوصل إليها خلال نصف القرن الماضي، بالإضافة إلى تحديد التحديات والحلول في إطار خطة التنمية المستدامة لعام 2030. ويوجد في العالم اليوم حوالي 758 مليون شخص بالغ لا يتقن أبسط مهارات القراءة والكتابة.. وقد أفاد معهد اليونسكو للإحصاء أن ثلثي هذا العدد هم من النساء.
وسوف تقدم إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكوخلال الاحتفال الذى يقام في مقر اليونسكو في باريس جوائز المنظمة الدولية لمحو الأمية لخمسة برامج ابتكارية من الهند والسنغال وجنوب أفريقيا وتايلاند والفيتنام.. وسيتم منح هذه الجوائز لمشاريع تتعلق بالموضوع "الابتكاري" للجوائز الدولية لمحو الأمية لهذا العام.
وسوف تمنح جائزة محو الأمية للملك سيجونغ والتى ترعاها حكومة جمهورية كوريا، ويعطي اهتماما خاصا لتطوير واستخدام القراءة والكتابة باللغة الأم والتدريب، إلى مركز مساعدة المعرفة وتنمية المجتمع في فيتنام لبرنامجها "كتب للمناطق الريفية في فيتنام" حيث يهدف المشروع الفيتنامي إلي جلب الكتب والقصص الفنية لإنشاء مكتبات للمجتمعات الريفية ؛ ومعهد بحوث اللغات وثقافات آسيا من جامعة ماهيدول في تايلاند بسبب برنامجها مشروع التعليم المتعدد اللغات الملايو-التايلاندية ، حيث يهدف المشروع في تايلاند لتحسين إدماج اقلية الملايو فطاني عن طريق توفير التعليم في لغتهم الخاصة.
أما جائزة اليونسكو كونفوشيوس لمحو الأمية المدعومة من قبل حكومة جمهورية الصين الشعبية ومخصصة لمحو الأمية يستفيد منها سكان الريف والشباب خارج المدرسة وخاصة الفتيات والنساء ، وقد منحت الجائزة إلي جنوب أفريقيا في حملة محو الأمية بمنطقة "خاري غود" التابعة لإدارة التعليم الأساسي في جنوب أفريقيا باستخدام متطوعين من المجتمع حيث تم تدريب أكثر من 4 ملايين نسمة من البالغين المسجلين في البرنامج بين عامي 2008 و 2015 على شهادة إكمال التدريب وعلى مواصلة تعليمهم وتحسين فرص حصولهم على عمل .
الجدير بالذكر أن هذه الجوائز تهدف إلى تكريم مشاريع محو الأمية التي تستهدف المجموعات المهمشة والمعرضة للخطر.
وقد شهد العالم تقدماً كبيراً منذ إعلان اليونسكو اليوم الدولي لمحو الأمية في عام 1966، إذ انخفض عدد الشباب الذين لا يملكون مهارات القراءة والكتابة بنسبة 25% في الفترة الممتدة من عام 1990 إلى عام 2015 على الرغم من الزيادة الكبيرة في عدد سكان العالم.
وشهد العالم أيضاً تقدماً فى زيادة فرص التعلم المتاحة للنساء، إذ حقق 43بلداً إنجازات كبيرة في مجال التكافؤ بين الجنسين. وكان للحركة العالمية للتعليم للجميع دور رائد في الكثير من التغييرات الإيجابية التي شهدها العالم. وتعد هذه الإنجازات عظيمة بيد أنها لا تكفي ..و قالت بوكوفا /لا يزال 758 مليون نسمة من سكان العالم الراشدين أميين لا يستطيعون قراءة أو كتابة جملة واحدة، ويعادل عدد النساء بينهم الثلثين.. فقد خلف ركب العولمة الذي جعل العالم قرية صغيرة كما يقال هؤلاء الناس وراءه، فلا نصيب لهم في خيرات العولمة ولا مناص لهم من شرورها. ويكون هؤلاء الرجال والنساء أكثر عرضة للمرض والاستغلال وانتهاكات حقوق الإنسان، فضلا عن البطالة والأجور الزهيدة. ويحول عجزهم عن القراءة والكتابة دون الانتفاع بإمكانياتهم على أكمل وجه، ويدخل مجتمعات بأسرها في حلقة الفقر المفرغة التي توفر الظروف المواتية للعنف والنزاع.
ولذلك تقترن الأمية بالاستبعاد والحرمان والفقر، ولابد لنا من السعي إلى تصحيح هذا الوضع.. وهذا ما تعد به خطة التنمية المستدامة لعام 2030، إذ تقدم هذه الخطة رؤية عالمية جديدة للازدهار والاستدامة والسلام في 17هدفا للتنمية المستدامة، ومنها هدف خاص بالتعليم يتمثل في "ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع."
وذكرت بوكوفا أن معرفة القراءة والكتابة تعد مفتاح النجاح في جميع المجالات وعلى كل المستويات.. وتعد أيضاً عماد حقوق الإنسان وكرامته ، وعاملاً حاسماً في القضاء على الفقر وتحقيق المساواة بين الجنسين وبناء مجتمعات أكثر شمولا واستدامة.. وهذا ما يدفعنا الآن إلى إنشاء التحالف العالمي لمحو الأمية من أجل الحث على الاستثمار في وسائل في محو الأمية وتشجيع المبادرات المبتكرة، مع التركيز على قضايا الجنسين وتكنولوجيات المعلومات والاتصالات الجديدة.
وأضافت بوكوفا أنه يجب علينا أن نغتنم كل فرصة تتاح لنا ، ويجب على كل القطاعات أن تعمل معا من أجل محو الأمية.. وقد تغير العالم منذ عام 1966بيد أن عزمنا على تمكين الناس كافة رجالاً ونساءً، من اكتساب المهارات والقدرات اللازمة واغتنام الفرص المتاحة لتحقيق كل تطلعاتهم وهم ينعمون بالكرامة والاحترام ما زال عزماً ثابتاً لا يتزعزع ولا يتغير .
وتود اليونسكو، في هذا اليوم الدولي لمحو الأمية، تبليغ رسالة مفادها أن محو الأمية هو السبيل إلى بناء مستقبل أكثر استدامة للجميع.
وقد أكد تقرير صادر عن معهد اليونسكو للإحصاء وهيئة التقرير العالمى لرصد التعليم لعام 2016 ، أن هناك ما يقرب من 263 مليون طفل وشاب فى العالم غير ملتحقين بالمدارس، ويمثل ما يعادل نحو ربع سكان أوروبا، ويشمل 61 مليون طفل ممن هم فى سن التعليم الابتدائى (من 6 إلى 11عاماً)، و60 مليون صبى ممن هم فى سن المرحلة الدنيا من التعليم «الإعدادى» (من 12 إلى 14 عاماً ) ، و142 مليون شاب وفق أول تقدير من نوعه فيما يتعلق بالشبان الذين هم فى سن المرحلة العليا من التعليم الثانوى (من 15 إلى 17 عاماً .
وقالت إيرينا بوكوفا المديرالعام لليونسكو ، لقد وعدت البلدان أن نوفر التعليم لكل طفل فى مرحلتى التعليم الابتدائى والثانوى حتى عام 2030، والنتائج الجديدة تظهر مدى المشقة التى يتسم بها العمل المقبل إذا أردنا بلوغ هذا الهدف..وطالبت بضرورة أن يتمحور تركيزنا على إدراج السياسات التى تتناول العوائق التى تواجه التعليم فى كل مرحلة من مراحله، منذ سن الطفولة المبكرة وعبر كل مراحل دورة التعلم، مع إيلاء اهتمام خاص للفتيات اللواتى لا يزلن يواجهن أشد درجات الحرمان .
وذكر التقارير إن من بين جميع الأقاليم، تتكشف فى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أعلى معدلات الاستبعاد، إذ أن أكثر من خمس الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و11 عاماً ليسوا ملتحقين بالمدارس، ويلحق بهم ثلث الصبية الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و14 عاماً.
ووفقاً للبيانات المستمدة من معهد اليونسكو للإحصاء، أن هناك قرابة 60 % من الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاماً غير ملتحقين بالمدارس. أما العائق الرئيسى أمام تحقيق هذا الهدف فيتمثل فى أوجه التفاوت المستمرة التى تطغى على المشاركة فى التعليم والمرتبطة بالانتماء الجنسى والموقع والوضع المادى. وتمثل النزاعات المسلحة عائقاً رئيسياً آخر يحول دون الانتفاع بالتعليم.
فعلى الصعيد العالمي، هناك 35% من الأطفال غير الملتحقين بالمدارس أى ما يعادل 22 مليون طفل، و25% من المراهقين ممن هم فى سن المرحلة الدنيا (15 مليون مراهق)، و18% من الشبان غير الملتحقين بالمدارس ممن هم فى سن المرحلة العليا من التعليم الثانوى أى ما يعادل 26 مليون شاب يعيشون في المناطق المتأثرة بالنزاعات.
وأكد التقرير أنه على وجه العموم، يعد الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاماً أكثر عرضة لعدم الالتحاق بالمدارس من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و11 عاماً بنسبة أربعة أضعاف. ويعزى ذلك جزئياً إلى أن مرحلة التعليم الابتدائى والمرحلة الدنيا تعدان إلزاميتين فى جميع البلدان تقريباً فى حين أن المرحلة العليا من التعليم الثانوى ليست كذلك. وغالباً ما يكون هؤلاء الشبان فى الوقت نفسه فى سن العمل القانونى. وهناك عدد كبير منهم ليس لديه الخيار سوى العمل فى حين أن البعض الآخر يحاول التوفيق بين الالتحاق بالمدرسة والعمل.
وتعد الفتيات أكثر عرضة من الفتيان فيما يتعلق بعدم دخولهن القاعات الدراسية، على الرغم من الجهود الحثيثة المبذولة والتقدم المحرز فى هذا الصدد على مدى العقدين الماضيين. ووفقاً لبيانات معهد اليونسكو للإحصاء، هناك 15 مليون فتاة ممن هن فى سن مرحلة التعليم الابتدائى لن تحظى أبداً بفرصة تعلم القراءة أو الكتابة فى مرحلة التعليم الابتدائى مقارنة بقرابة 10 ملايين من الفتيان. وأكثر من نصف تلك الفتيات ( 9 ملايين فتاة ) يعشن فى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
كما يضع الفقر الفتيات أمام عائق إضافى. ففى شمال أفريقيا وغرب آسيا، وفقاً لتحليل التقرير العالمى لرصد التعليم، تعد الفجوات بين البلدان التى تعانى الفقر المدقع فى الإقليم أوسع من ذلك بكثير حيث تلتحق 85 فتاة فقط بالمدارس مقابل كل 100 صبى فى سن المرحلة الدنيا من التعليم الإعدادى. .ومن بين من هم فى سن التعليم الثانوي، تلتحق 77 فتاة فقط بالمدارس ممن يعشن فى الفقر المدقع مقابل كل 100 صبى من الذين يعيشون في نفس الحالة.
في حين أشارت تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف " إلي أن 40 % من الأطفال في 10 بلدان تحتل أعلى معدلات عدم الالتحاق بالمدارس لا يتلقون تعليماً أساسياً، أي لا يننتظم ما يقرب من طفلين من بين خمسة أطفال في الدراسة ( أي 18 مليون طفل). وتعد ليبيريا موطناً لأعلى نسبة عدم انتظام الأطفال في الدراسة، حيث ينقطع ما يقرب من ثلثي الأطفال في عمر التعليم الأساسي عن الدراسة.. وتحتل جنوب السودان المركز الثاني، حيث لا يستفيد 59% من الأطفال من حقهم في التعليم الابتدائي ، كما أن مدرسة من كل ثلاث مدارس مغلقة بسبب الصراع. وضمن أعلى 10 بلدان من حيث معدلات عدم الانتظام في الدراسة الابتدائية أيضاً ، أفغانستان (46%)، والسودان (45%)، والنيجر) 38 % )، ونيجيريا (34%)، مما يعطي صورة واضحة لتأثير حالات الطوارئ الإنسانية والأزمات الممتدة التي تجبر الأطفال على التخلف عن الدراسة.
ويسلط تحليل البيانات الذي قامت منظمة اليونيسف، والذي يتزامن مع عودة ملايين الأطفال إلى مدراسهم هذا الشهر، الضوء على حجم أزمة التعليم التي تؤثر على البلدان التي تعاني بالفعل من الصراعات، ومن فترات طويلة من الجفاف والفيضانات والزلازل، ومن ارتفاع معدلات الفقر المدقع.
وأبدت اليونيسف خوفها من أن أجيالا من الأطفال الذين يعيشون في البلدان المتأثرة بالنزاعات والكوارث الطبيعية والفقر المدقع لن تتمكن من اكتساب المهارات التي تحتاجها للمساهمة في بناء بلدانها والنهوض باقتصاداتها، مما سيؤدى بدوره إلى تفاقم الأوضاع السيئة أصلاً لملايين الأطفال وأسرهم. وعلى الرغم أنها ليست من بين أكبر 10 بلدان من حيث معدلات التخلف عن الدراسة، إلا أن 2.1 مليون طفل في سن الدراسة تتراوح أعمارهم بين سن 5 و17 غير منتظمين في الدراسة في سوريا. كما أن 600 ألف طفل آخرين ممن يعيشون كلاجئين في المناطق المجاورة هم أيضاً خارج نظام الدراسة.
وحول أهمية التحاق الأطفال في المدارس، أشار جو بورن رئيس قطاع التعليم في اليونيسف، إن المدارس في البلدان المتضررة من الصراعات، تزود الأطفال بالمعرفة والمهارات التي يحتاجونها لإعادة بناء مجتمعاتهم بعد انتهاء الأزمة، وتوفر لهم - على المدى القصير - الاستقرار والبنية اللازمة للتعامل مع الصدمات النفسية.
وأضاف بورن، كما يمكن للمدارس أيضاً حماية الأطفال من الصدمات والأخطار المادية المحيطة بهم. عندما لا يلتحق الأطفال بالمدارس، يكونون في خطر متزايد من إساءة المعاملة، والاستغلال، والتجنيد في الجماعات المسلحة.
في حين تشير الإحصائيات الصادرة عن المرصد العربي للتربية لعام 2015 التابعة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم " الألكسو"، إلى أن عدد الأميين في الوطن العربي بلغ 54 مليون أمي وأمية تمثل النساء ما نسبته 60 % منهم، وهو الأمر الذي دعا الألكسو سابقا إلى التأكيد على بذل جهود استثنائية لمحاربتها من خلال الخطط والاستراتيجيات المتخصصة في تعليم الكبار مما دعى الدول إلى مزيد من التركيز على توفير الفرص التعليمية المتكافئة لجميع المواطنين. إضافة إلى الخطة العربية لتطوير التعليم التي أقرتها القمة العربية (مارس 2008)، والتي لاقت اهتماما عربيا رسميا كبيرا تمثل في إعلان القمة العربية في دورتها 27 مارس 2015، "العقد العربي لمحو الأمية 2015/2024" ودعوة الدول العربية إلى تنفيذ مضامينه وتوفير التمويل اللازم لإنجازه، وتعزيز الشراكات بين المؤسّسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني ذات الصلة.
ويوازي هذا الائتلاف العربي لمحاربة الأمية تحالف دولي دعت إليه منظمة اليونسكو (معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة، 2016) بهدف تشجيع الدول ومساعدتها في تنفيذ سياسات تناسب سياقاتها الوطنية، وذلك لتحقيق التعهدات الست التي التزمت بها دوليا، ومنها تحقيق أهداف التعليم للجميع، وخاصة الهدف الرابع الذي يلبي حاجات التعلم لجميع الأطفال والشباب والكبار. وذلك ضمن مقاربة شاملة تدرج محاربة الأمية ضمن أطر إنمائية أوسع نطاقاً. وأمام الوضع الإنساني الصعب الذي تمر به بعض الدول العربية التي تشهد نزاعات وصراعات مسلحة، وموجة نزوح ولجوء كبيرة من نتائجها حرمان نحو 13.5 مليون طفل عربي في كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا من تلقي تعليم مدرسي، تدق المنظمة ناقوس الخطر، وتحذر من أن جيلا عربيا كاملا من الأطفال والشباب في هذه الدول سوف ينشأ بلا تعليم، مما يمثل رافدا جديدا للأمية.
وحذرت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، لتعبر عن مخاوفها الحقيقية المهددة لأمن وطننا العربي إنسانيا وثقافيا وحضاريا، وتوجه نداء استغاثة إلى كافة الدول والمؤسسات الدولية ومنظمات المجتمع المدني، وإلى الخيرين في العالم إلى مساندة جهودها في مواجهة الاحتياجات التعليمية لهؤلاء الأطفال.
وقدر تقرير لليونسكو عدد الأميين في العالم العربي بحوالى 70 إلى 100 مليون نسمة، يمثلون ما نسبته 27% من سكان المنطقة، وتبلغ نسبة الإناث من الأميين حوالى 60 الى 80%. وتصنف اليونسكو المنطقة العربية كأضعف مناطق العالم في مكافحة الأمية، وذلك بعد أن تجاوزت منطقة أفريقيا قبل بضع سنوات.
من جهته كشف تقرير لمنظمة المؤتمر الإسلامي أن نسبة معدل الأمية في العالم الإسلامي تناهز 40%، تتراوح بين 40% من الذكور و65% بين الإناث.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.