صرَّح اللواء عمر سليمان – رئيس المخابرات والنائب السابق للرئيس المخلوع حسني مبارك- خلال حوار له مع الكاتب جهاد الخازن بجريدة الحياة اللندنية بأن جماعة الإخوان المسلمين ليست مجموعة من "الهبل"، معربًا عن قناعته بأنهم يعدون أنفسهم عسكريًّا، وأنه خلال سنتين أو ثلاث سنوات سيكون عندهم حرس ثوري لمحاربة الجيش المصري، ومن ثم تواجه مصر خطر حرب أهلية مثل العراق، مشيرًا إلى إمكانية وقوع انقلاب عسكري في مصر من جانب القوات المسلحة. وقال عمر سليمان: "مصر الثورة تواجه ثلاث مشكلات رئيسة أهمها صعود التيار الديني وامتلاكه شرعية، فالتيار الديني لم تتح له فرصة من قبل ليزاول السياسة أو يفهم المجتمع، وقادته منغلقون على أنفسهم إذا وضعت مصر تحت حكمهم فستعاني كثيرًا وقد تصل إلى صدام مجتمعي وعنف وخطر حرب أهلية". وأضاف سليمان: "أداء البرلمان في الأشهر القليلة الماضية كان سيئًا، اهتم بالقشور، وأصدر قوانين لا تخدم مصلحة الوطن". وأبدى قلقه من استمرار هذا الوضع في الأشهر المقبلة، ومن احتمال إصدار قوانين خاصة بالمرأة تجعلها أسيرة بيتها، مع أنه توجد حاليًا قوانين أنصفت المرأة، وفق ما قال. وزعم سليمان أن التيار الإسلامي لا يملك كوادر قادرة على إدارة مؤسسات الدولة، ومع ذلك يريد السيطرة على مقدرات البلاد. وقال: "بما أن 40 في المئة من المصريين فقراء فإنه يسهل خداعهم بمساعدات مثل تأمين الولادة لحامل أو تقديم رز وسكر وما إلى ذلك من مواد غذائية". وأضاف سليمان في حواره مع جهاد الخازن: "هناك صراع مجتمعي إذا انتُخب عضو في التيار الإسلامي رئيسًا، خاصة أن هناك خفض حضانة الطفل ومحاولة خفض سن الزواج للفتيات، وقرارات أخرى تعكس الالتزام الديني لا حاجة المجتمع". وأردف: "الرئيس سيرأس دولة دينية لم يعرفها المصريون من قبل، وقد تعود جماعات كانت محسوبة عليهم في الماضي مثل الجهاد والجماعة الإسلامية والتكفير والهجرة". وتابع اللواء عمر سليمان: "المرشح عبدالمنعم أبو الفتوح أنشأ الجماعة الإسلامية وهي موجودة الآن وعندها حرية العمل التنظيمي، وبما أن الحدود مفتوحة مع ليبيا والسودان فهناك فرصة الحصول على السلاح، وهذا سيكون بأيدي جماعة تهدد بالرجوع إلى العنف إذا لم يسر المجتمع كما يريدون". وقال: "أخشى من وضع يستورد فيه أيمن الظواهري مجموعة من المسلمين المصريين لتصبح مصر في نظر الغرب دولة تصدر الإرهاب، ما يهددها بقطع المساعدات وبحصار وعقوبات، وفي المقابل، الرئيس الليبرالي سيعاني منهم إلا أنه يظل قادرًا على أن يعمل حكمًا بين السلطات، ويوقف أي اتجاه يناهض حرية المجتمع، كما أنه سيكون مقبولاً من المجتمع الغربي".