قال المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، إن تنظيم "داعش" استغل التطورات التكنولوجية الهائلة التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة، في تجنيد وحشد الفئات الشبابية، باعتبارها الأكثر احتكاكًا بالتكنولوجيا. وأضاف المركز، في دراسة بعنوان "آليات تنظيم داعش في تجنيد الشباب"، أن التنظيم طور أدوات جديدة لنشر أفكاره بين الفئات الشبابية المختلفة، وأطلق خط لإنتاج الملابس للترويج لذاته، تباع عبر الإنترنت من تركيا وإندونيسيا. وأضافت الدراسة أن التنظيم استطاع خلال فترة وجيزة جذب وتجنيد بعض العناصر الشبابية للانضمام إليه في كلٍّ من العراقوسوريا، وبعض الدول الآسيوية والأوروبية، وهو ما أثار تساؤلات عديدة حول أسباب ذلك. وتابعت الدراسة: "لم تعد تلك النوعية من التنظيمات تعتمد على استغلال الظروف الاقتصادية، والمشكلات الاجتماعية، وتدني مستوى التعليم لضم أعضاء جدد إليها فحسب، بل أنها طورت آليات جديدة لتحقيق ذلك، بشكل ربما يفرض تحديات ليست هينة أمام الدول التي ينضم بعض مواطنيها إلى هذه التنظيمات، خاصة بعد عودتهم المحتملة إليها من جديد". وختمت الدراسة، بأن الانتصارات المتتالية التي حققها تنظيم "داعش" بسيطرته على مساحات شاسعة في كل من سورياوالعراق، ونشر أخبارها بصفة مستمرة، ساهمت في الترويج للتنظيم باعتباره "النموذج الجهادي" الأكثر نجاحًا، خاصةً بعد التراجع الملحوظ الذي شهده تنظيم "القاعدة" في السنوات الأخيرة، مشيرة إلى أنه مثل هذا النجاح أحد عوامل جذب القطاعات الشبابية المتطلعة لتكون جزءًا من نموذج يتسم بالنجاح تستطيع من خلاله القيام بدور أكثر اتساعًا وتأثيرًا.