دائماً ما تشغل الأحلام والكوابيس من يراها وتظل تنغص عليه حياته أو تمنحه دفعة للأمام حسب نوعها واستبشاره بها أو نفوره منها ودائماً ما تشغل أحلام المشاهير البعض لأنها تؤثر بالسلب أو الايجاب على المجتمع حسب الوضع الذى يشغله صاحب الحلم فى هذا المجتمع ويعد حلم الرئيس عبدالفتاح السيسى والذى ذكره خلال حوار صحفى جرى تسريب جزء منه مع الكاتب الصحفى ياسر رزق هو الأشهر والأحدث إذ حلم السيسى انه رأى من يقول له «سنعطيك ما لم نعط أحداً من قبل» وقال الرئيس إنه رأى نفسه يحمل سيفاً مكتوباً عليه «لا إله إلا الله» باللون الأحمر، يقول مفسر الأحلام الشيخ سيد حمدى فى أحد حواراته الصحفية: طلبنى شيخ الأزهر السابق جاد الحق على جاد الحق ليقول لى إن الرئيس مبارك رأى نفسه فى المنام يبكى دماً ويضرب 3 فئران وكان ذلك عام 1995 فقلت له إن الذى يبكى دماً معناه أنه سيسافر إلى الخارج ومعنى قرب الفئران وفاة ثلاثة أشخاص وبالفعل لم تمض على هذا الحلم سوى 17 يوماً حتى سافر الرئيس مبارك إلى أديس أبابا وأخذ معه مصفحة حملت فى طائرته وتعرض لحادث اعتداء مات فيه ثلاثة أشخاص. وفى عهد الزعيم الراحل عبدالناصر اعترض الشيخ الشعراوى على ادخال المناهج العلمية فى الأزهر مثل الطب والهندسة حيث كان عبدالناصر يرى أنه يجب أن تكون مثل هذه العلوم بجوار العلوم الدينية يقول الشيخ الشعراوى رحمة الله عليه: لقد أتانى عبدالناصر فى المنام ومعه صبى صغير وفتاة صغيرة والصبى ممسك بمسطرة هندسية كبيرة والبنت تمسك بسماعة طبيب وأخذ يقول لى ألم يكن لدى حق أيها الشيخ فقلت له بلى يا عبدالناصر أصبت أنت وأخطأت أنا، كما قال الشيخ عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق رحمة الله عليه أنه رأى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يعبر قناة السويس ومعه علماء المسلمين وقواتنا المسلحة قبل حرب أكتوبر. يقول الكاتب الصحفى ممدوح الشيخ فى مقدمة كتابه «أشهر الأحلام فى التاريخ»: «النوم ليس مواتاً ولكنه عالم خاص ملىء بالأحداث وملىء بالحركة لكل وظائف الجسم ويتطرق الكتاب إلى رؤى الأنبياء والملوك إلى أن يصل إلى الخليفة الفاطمى العاضد الذى رأى فى منامه أن عقرباً خرج من مسجد بمصر يعرفه الخليفة. ولدغته وقطع ذلك الحلم الرهيب على الخليفة الشاب هدوء النوم فاستيقظ مذعورا وخشى أن يكون ذلك تذيكر بما يدبر حوله واستدعى الخليفة الشاب مفسرى الأحلام فى عصره ليفتوه فى الرؤيا التى أقضت مضجعه فأتى أحدهم بأن شرا سيصل إلى الخليفة على يد شخص بذلك المسجد وتساءل الخليفة من يكون ذلك الشخص المقيم بذلك المسجد المرئى فى الأحلام حتى يصل منه الأذى؟ فلا كنت أذن وارث الخلافة المهدى الفاطمى ولا حفيد الفاتح المعز إن لم أقبض على ذلك الرجل الذى تسول له نفسه أن يصل إلى هيبة مقامى وجلال سلطانى وأصدر الخليفة العاضد وهو فى فورة الغضب والذعر من تلك الرؤيا المفزعة أمره إلى والى مدينة القاهرة بأن تحضر له الشرطة كل من يصادفونه فى ذلك المسجد فأحضروا له شخصا غريبا عليه ثياب المتصوفة وملامح الزهد وأمارات النساك يقال له نجم الدين الخويشانى فسأله الخليفة عن سبب مقدمه ومقامه واستخبره عن أمور لعلها تكشف النقاب عن حقيقة أمره وصرفه وقال له ادع لنا يا شيخ ولم تمض على تلك الرؤيا المفزعة بضعة عشر شهرا حتى شاء الله أن يتحقق ذلك الحلم الذى رآه الخليفة وأن تقع الحقيقة كلها كما عبر المفسرون وأن يكون هذا الشيخ بعينه الذى يصل منه الأذى إلى الخليفة فالسلطان صلاح الدين الأيوبى الذى أزال الدولة الفاطمية استفتى جماعة من الفقهاء فى أمر مصادرة أموال الفاطميين وكان الشيخ مبالغا فى التأويل وصرح بتعديل مساوئهم حتى كان من أهم الأسباب التى حملت صلاح الدين الأيوبى على التخلص منهم، ويقول المؤلف فى موضع آخر من الكتاب إن هناك حلماً أثر بشدة على تصرفات يوليوس قيصر الإمبراطور الرومانى وأدى إلى استيلائه على روما فقد رأى أنه ينام فى فراش واحد مع أمه ويرضع ثديها وفسر المفسرون الحلم بأن الأم تعنى روما التى كان يرمز إليها دائما بذئبة ترضع أطفالها فقام بالزحف إلى روما ونصب نفسه إمبراطورا على البلاد ويحكى المؤرخ الرومانى ماكسيموس أن هانيبال كان يكره روما وإمبراطورية الرومانية فحلم يوما أنه رأى شابا جميلا كألملائكة يقول له إنه رسول السماء ليحث هانيبال على غزو إيطالياوروما عاصمتها وتشجع هانيبال وقام بغزو إيطاليا واحتلال روما أما «هتلر» فقد روى حلما فى كتابه الشهير «كفاحى» يقول فيه إنه أثناء الحرب العالمية الأولى والتى كان فيها مجندا فى الكتيبة البافارية وفى سنة 1917 قام من نومه مذعورا لأنه وجد نفسه فى الحلم مدفونا تحت أكوام من التراب والحديد بينما كانت الدماء تسيل بغزارة من صدره ورغم أنه استيقظ ورأى كل شىء هادئ فى الميدان من حوله إلا أنه أحس بالضيق يملأ جوانبه وترك المكان وزحف إلى المكان الفاصل بين الجيشين المتحاربين وفجأة انهالت القذائف، ما دعاه إلى الإسراع للاختفاء فى المكان الذى تركه وعندما وصل إليه لم يجد المخبأ وحلت مكانه حفرة عميقة ودفن كل ما فيه تحت أكوام من التراب والحديد المنصهر كما رأى فى الحلم.