فنان قدير، يعد أحد أعمدة الفن المصري، عرفته السينما المصرية بشخصية السيد أحمد عبدالجواد في «ثلاثية» أديب نوبل، والتي أصبحت مضربًا للأمثال وتعبيرًا متداولًا خاصة لدى المرأة التي تسخر من تبعية زوجته أمينة له، كما أنه أيضًا أبدع في العديد من الشخصيات التي أداها بتميزه وبراعته الفنية، إنه الفنان «يحيي شاهين». وفي هذه المناسبة، تتطرق «صوت الأمة» إلى تفاصيل من حياته قد لا يعرفها البعض. اسمه بالكامل يحيى يحيى حسن شاهين، ولد في 28 يوليو 1917 بميت عقبة، وحصل على دبلوم الفنون التطبيقية قسم «نسيج» في 1933، ثم حصل على بكالوريوس في هندسة النسيج. بدأ مشواره الفني عام 1942م، بفرقة دار الأوبرا الملكية، بعدها انضم إلى الفرقة القومية للمسرح، والتي كانت وقتها تطلب وجوهًا جديدة، وكان هذا من قبل أستاذه «بشارة واكيم»، والذي كان مديرًا لمسرح الأوبرا الملكية وقتها. حتى أعلنت الفنانة فاطمة رشدي، عن حاجتها لفنان يؤدي دور «جان بريمير»، وذلك في فرقتها الجديدة، فتقدم «شاهين» وأدى الدور ببراعة، فاختارته لدور الفتى الأول في فرقتها خليفة لفتاها الأول أحمد علام. كان أول ظهور له في السينما من خلال فيلم «لو كنت غني»، بدور هامشي وسرعان ما سطع نجمه، حتى أكتشفته كوكب الشرق «أم كلثوم»، وأسندت اليه القيام بدور البطولة أمامها من خلال فيلم «سلامة» وكان هذا عام 1944م. وكان هذا الدور هو الإنطلاقه، قدم بعدها العديد من الأعمال السينمائية منها، «شيء من الخوف، بين القصرين، جعلوني مجرمًا، بلال مؤذن الرسول، قصر الشوق، الشك يا حبيبي، لا أنام، المراهقان، هذا هو الحب» وغيرها. أما في التليفزيون فقدم «أحببتها ولكن، شارع المواردي، الطاحونة». وفي المسرح قدم «مجنون ليلى، روميو وجولييت، مرتفعات ويذيرينج». وقد نال «شاهين» العديد من الجوائز والأوسمة خلال مشواره الفني عن أفلام «نساء في حياتي، وجعلوني مجرمًا، وارحم دموعي، وثلاثية نجيب محفوظ»، كما حصل على الجائزة التقديرية الذهبية من جمعية كتاب ونقاد السينما المصرية، ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى كمهندس تطبيقي عام 1980م. بالإضافة إلى شهادة تقدير من مهرجان القاهرة الدولي عام 1987م، وجائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1989م، وجائزة غرف السينما عام 1989م، وأيضًا وسام الجمهورية من الطبقة الثالثة من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وشهادة تقدير وتفوق للرواد السينمائيين عام 1993م من جريدة الأهرام المسائي. وقد تزوج «شاهين» مرتين بحياته الأولى كانت عام 1959، من سيدة مجرية «مُطلقة» وكان لديها طفلان، وبعد أن أنجب منها ابنتين، قررا الانفصال بعد ست سنوات من الزواج لاختلاف طباعهما. واخذت طليقة الفنان المصري ابنتيه وسافرت بهما إلى المجر، فأصيب بإحباط شديد وعاش في عزلة كبيرة لمدة عامين، بعدها تزوج للمرة الثانية والأخيرة من السيدة مشيرة عبدالمنعم. وتم هذا الزواج بعد فترة خطبة قصيرة من السيدة مشيرة وهى مصرية وتم عقد القران بشكل عائلي محدود، وأهدى العروس «خاتم سوليتير» كشبكة الزواج، وأنجبا منها ابنة وحيدة تُدعى داليا. وفي 18 مارس عام 1994م توفى شاهين عن عمر يناهز 78 عامًا، ورحلة من العطاء دامت نحو 58 عامًا.