أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربى ضرورة توفير الدعم للحكومة العراقية الجديدة ومساعدتها على الاضطلاع بمسئولياتها فى صيانة السلام والأمن فى العراق ومواجهة المخاطر والتحديات المحدقة به، خاصة المواجهة المصيرية التى يخوضها العراق وبالشراكة مع أشقائه العرب والمجتمع الدولى ضد تنظيم "داعش" الإرهابى وامتداداته المتشعبة فى المنطقة والتى لا علاقة لها بدين الإسلام الحنيف. وطالب العربى فى كلمته اليوم الاثنين أمام "المؤتمر الدولى حول السلام والأمن فى العراق" فى باريس ، بالإعداد الجيد للمواجهة الشاملة مع ظاهرة الإرهاب والتطرف فى كل مكان ومهما كانت التسمية التى تظهر بها، مشيرا إلى أنه لا يجوز ربط الإرهاب بأى دين أو جنسية أو عرق أو حضارة، مؤكدا ضرورة تعزيز ثقافة الحوار والتسامح والتفاهم بين الأديان والحضارات والثقافات المختلفة. وأعرب العربى فى كلمته التى وزعتها الجامعة العربية، عن تطلعه فى أن يسهم المؤتمر وبفاعلية فى حشد الدعم الإقليمى والدولى للحكومة العراقية الجديدة ومساعدتها على تحقيق الأمن والاستقرار وصيانة الوحدة الوطنية للشعب العراقى بكافة مكوناته ونسيجه الاجتماعى الحضارى المتعدّد، مؤكدا أن الوحدة الوطنية العراقية تشكل الضمانة والركيزة الأساسية لتعزيز قدرات حكومة الوحدة الوطنية العراقية برئاسة حيدر العبادى. ودعا إلى أهمية تضافر الجهود من أجل بلورة خطط وبرامج عملية مشتركة تفيد فى وضع جميع أحكام قرار مجلس الأمن الدولى رقم 2170 موضع التنفيذ. وكان مجلس الأمن اعتمد فى شهر 15 أغسطس الماضى بالإجماع القرار 1270 تحت الفصل السابع، والمقدم من بريطانيا، ويدعو إلى تشكيل فريق مراقبة ورصد لمدى تنفيذ سلة عقوبات واسعة ضد تنظيمى الدولة الإسلامية فى العراق والشام "داعش"، وجبهة النصرة، وقطع التمويل عن هذه "التنظيمات الجهادية" ومنع المسلحين الأجانب من الانضمام إليها. وأشار العربى إلى أن مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزارى اتخذ قراراً هاماً فى السابع من الشهر الجارى عبر فيه وبالإجماع عن التزام الدول العربية باتخاذ تدابير عملية سياسية وأمنية وقضائية وفكرية وثقافية شاملة لمواجهة مخاطر تحديات الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وفى هذا الصدد، أكد مجلس الجامعة على الاستعداد للتعاون التام مع مختلف المبادرات والجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب والقضاء على هذه الظاهرة ومسبباتها. وعبر الأمين العام للجامعة العربية فى هذا الإطار عن التأييد التام لمبادرة مملكة البحرين حول مكافحة تمويل الإرهاب. ونبه العربى إلى ضرورة أن يؤخذ فى الاعتبار حالة الشلل أو الجمود التى أصابت جهود تحقيق السلام والأمن فى المنطقة، وفى مقدمتها إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية، إضافة إلى حالة العجز التى أصابت المجتمع الدولى ومجلس الأمن فى تعامله مع الأزمات الأخرى المتفجرة فى سوريا واليمن وليبيا والصومال، والتى تغذى جميعها موجات التطرف والإرهاب. وشدد العربى على ضرورة الاستجابة للتحديات التى تفرضها ظروف ومتطلبات المواجهة الشاملة مع الإرهاب، والتى لا يجوز أن تقتصر فقط على الجوانب الأمنية والعسكرية فحسب، وإنما يجب أن تتعداها لتشمل سبل ترسيخ مفاهيم الحرية والعدالة والمواطنة والمساواة فى الحقوق والواجبات والحكم الرشيد باعتبارها مفاهيم تشكل الأسس الضامنة للميثاق الاجتماعى والتعايش المشترك والسلم الأهلى بين مختلف مكونات المجتمعات العربية الغنية بتعددها الحضارى، وذلك دون إقصاء أو تمييز. ووصف العربى "الجرائم البشعة" التى ترتكب بحق المسيحيين والأيزيديين والتركمان والأكراد والشيعة والسنة وغيرها بأنها ليست جرائم ضد أقليات عرقية أو دينية طارئة على بنية المجتمعات العربية وتاريخها، وإنما هى جرائم ضد الإنسانية جمعاء ترتكب بحق مكونات اجتماعية أساسية أصيلة فى تاريخ المنطقة العربية وحاضر شعوبها ومستقبلها. وأكد العربى مجددا على ضرورة الالتزام باحترام سيادة العراق ووحدة أراضيه واستقراره السياسى ووحدته الوطنية ورفض التدخل فى شئونه الداخلية.