لا أحد يعرف من هو محمد ابراهيم مكاوي ؟ هل هو الملقب ب«سيف العدل» خليفة ابن لادن في تنظيم القاعدة أم أنه الملقب «بأبوالمنذر الجهادي» الذي فر من مصر بعد طرده من الجيش؟ أسئلة حائرة لا نجد لها اجابة، فالجانب الأمريكي يؤكد انه خليفة «ابن لادن» والمطلوب ضبطه من قبل المخابرات الأمريكية، في حين أنه أكد في التحقيقات انه ليس سيف العدل وان الامريكان تعمدوا نشر هذه الشائعات ضده، وهو ما أكد عليه قادة الجماعات الاسلامية والجهادية في مصر والذين أكدوا ان هذا الشخص هو محمد ابراهيم مكاوي ضابط الصاعقة المصري السابق؟ «مكاوي» كان عقيدا بالجيش المصري ومنتميا لخلية جهادية في مصر يتزعمها القياديان عصام القمري الذي كان برتبة رائد في سلاح المدرعات «وعبدالعزيز الجمل» المتهم حاليا في قضية العائدين من ألبانيا، وكشفت أوراق التحقيقات التي بدأها طاهرالخولي رئيس نيابة أمن الدولة العليا عن انه كان ضابطا سابقا بالجيش المصري وتولي قوة خاصة لمكافحة الإرهاب في وحدات تابعة لقوات الصاعقة انضم الي تنظيم الجهاد وصار واحدا من اهم قيادات تنظيم القاعدة بعد مقتل اسامة بن لادن. مكاوي له أصول سعودية فأبوه كان ابناً لمطوف الحجيج قبل ان ينتقل إلي مصر في الثلاثينيات، حيث تزوج في كفر الشيخ وأنجب ثلاثة ذكور وفتاة كان أحدهم محمد مكاوي، بينما تزوجت أخته من سعودي وسافرت معه وقد حصل مكاوي علي شهادة الثانوية العامة والتحق بصفوف الكلية الحربية وتخرج في وقت مبكر مثل غيره عام 1972 بسبب دواعي حرب 1973 ثم عمل ملازماً تحت الاختبار بسلاح المشاة وتلقي تدريبات في سلاح الصاعقة، نظراً لما يتمتع به من مؤهلات بدنية أهلته بعد ذلك للترقي في هذا السلاح الهام حتي وصل الي رتبة عقيد، كان مكاوي يسكن في عمارة بشارع صلاح الدين بميدان الجامع بمصر الجديدة فوق شقة اللواء الراحل زكي بدر وزيرالداخلية المصري الأسبق، وكانت اجهزة الأمن تقوم بإجراءات أمنية معتادة لفحص سيرة وتاريخ جيران الوزير حماية له ، ووقتها حاول بدر الحصول علي شقة مكاوي بالطرق الودية ولم يستطع اجباره علي تركها نظرا لكونه ضابطا في الجيش فقدم عرضا لمكاوي لكي يترك شقته لحاجته إليها الا ان مكاوي رفض العرض واصر علي البقاء في شقته رغم ان الوزير عرض عليه توفير شقة بديلة وظل في مكانه وهو ما دعا اجهزة الامن الي البحث خلفه لتكتشف بالصدفة ان مكاوي علي صلة بتنظيمات جهادية فتم اعتقاله بعد ذلك بعام وبالتحديد في عام 1987 . وواجه مكاوي اتهاماً في القضية رقم 401 لعام 1987 حصر أمن دولة عليا غير انه لم يثبت عليه التورط مع هذه التنظيمات بشكل كلي ليتم الافراج عنه الا أن أجهزة الأمن عادت وألقت القبض عليه بعد ذلك بشهرين علي ذمة القضية نفسها ثم أعيد الافراج عنه مجدداً في نوفمبر1987 لعدم ثبوت الأدلة.. وكانت هذه التحقيقات والاتهامات المتوالية كفيلة بإحالة مكاوي إلي التقاعد من وظيفته الأساسية كضابط في القوات المسلحة المصرية بسبب انتمائه للفكر الإسلامي فرفع في يوليو 1988 قضية ضد اللواء زكي بدر ووزارة الداخلية مطالبا بتعويض قدره مليون جنيه لأنه اعتقل بدون وجه حق وفي الوقت نفسه كان يقوم بتصفية أملاكه في مصر وبعدها غادر إلي السعودية. وعن طريق إحدي مؤسسات الإغاثة الإسلامية سافر مكاوي الي بيشاور، حيث صار اسمه الحركي (أبو المنذر) والتقي مكاوي بعلي أبو السعود المصري الذي عمل من قبل رقيباً في القوات الخاصة الأمريكية وعبد العزيز الجمل الضابط المصري الذي سلمته اليمن الي مصر والمحكوم عليه بالإعدام في قضية "العائدون من ألبانيا" ليبدأ اسم مكاوي في الظهور خاصة في العمليات التي كان يقوم بها الأفغان المصريون مع الأفغان العرب ضد قوات الاتحاد السوفييتي السابق. وشارك مكاوي مع بن لادن في العمليات العسكرية ضد الروس لفترة قصيرة في منطقة جلال آباد وقام بإنشاء معسكرات تدريب القاعدة في السودان وأفغانستان، كما قام بالتخطيط لتفجيري السفارتين الأمريكيتين في نيروبي ودار السلام عام 1998 .. استمر الحال هكذا مع «بن لادن» حتي معركة «مطار خوست» عندما رأي الفوضي ضاربة اطنابها بين العرب والأفغان فانسحب وعاد الي بيشاور واستمر في حالة توتر وصدام مع الاجواء العربية وفقدان تام للثقة في الأفغان حتي انتهت الحرب ضد الروس.. بعد الانسحاب السوفييتي انتقل مكاوي الي إسلام آباد وتزوج من سيدة باكستانية لكن صدر أمر بترحيله عام 1992 في إطار التعاون الأمني مع باكستان فاختفي ولم يظهر نهائياً من الساحة الجهادية الي ان وجهت له السلطات المصرية تهمة الاشتراك في تدبير محاولة اغتيال الرئيس السابق حسني مبارك في اديس ابابا وهي المحاولة التي نجا منها بأعجوبة، وحول قصة عودته إلي مصر قال مكاوي في التحقيقات التي تجريها معه نيابة امن الدولة العليا بعد ثورة 25 يناير سقطت بعض الأحكام العسكرية عن مجموعة من القيادات وأصبحت لدي ثقة في القضاء المصري، كما أنني لست مطلوبًا في أي قضية ولم تصدر ضدي أي أحكام ولهذا فكرت في العودة فاتصلت بالقنصلية المصرية في باكستان وطلبت العودة لمصر ثم تركت هواتف أسرتي وطلبت ضمانات خاصة لدي عودتي لمصر بعدم التحقيق الا انه لم يتم تقديم أي ضمانات ثم تم الاتصال بي لترتيب العودة وحجزوا تذكرة العودة للقاهرة علي أن اسودها في وقت لاحق. وأضاف مكاوي إنني علي استعداد لمواجهة أي جهة أمنية تستطيع أن تثبت أنني «سيف العدل» فهو شخص آخر يدعي «محمد صلاح زيدان» كان ضابطًا احتياطيا سابقا بالقوات المسلحة وتقمص شخصيتي وادعي أنني هو، وانه بعد مقتل بن لادن تردد إنه تم تعييني زعيما لتنظيم القاعدة لكنني كذبت الخبر في وقتها عبر عدة أحاديث صحفية لكن للأسف تم بتر الحقيقة