مادة "تى إن تى" يستخدمها الإرهابيون لتصنيع العبوات الناسفة لاستهداف قوات الجيش والشرطة وتجلب من غزة والسودان المادة شديدة الانفجار والتى يطلق عليها اسم «تى إن تي»، هى مركب كيميائى وصيغته الكيميائية C6H2(NO2)3CH3، تستعمل هذه المادة الصلبة صفراء اللون أحياناً ككاشف فى التركيبات الكيميائية، يعتبر المحصول الانفجارى من ال«تى إن تي» المقياس المعيارى لقوة القنابل والمتفجرات الأخرى. وحسبما يقول «أبورائد» اسم رمزى لمصدر كان من بين صفوف جماعة أنصار بيت المقدس سابقا: تعد «تى إن تى» أحد أكثر المتفجرات شيوعاً واستعمالاً فى تصنيع العبوات الناسفة محلية الصنع، فى شبه جزيرة سيناء التى تستخدمها الجماعات الإرهابية المسلحة بسبب عدم حساسيتها للصدمات والاحتكاك، مما يقلل خطر الانفجارات غير المقصودة، حيث لا تتحلل ال «تى إن تى» بالماء ولا يمتصها، مما يسمح باستخدامها بشكل فعال فى البيئات الرطبة، بالإضافة إلى ذلك، فهى مادة ثابتة مقارنة بالمتفجرات العالية الأخرى، ويمكن تفجير ال«تى إن تى» باستعمال محرض عالى السرعة أو بواسطة الصدمات الفعالة. وتعد مادة ال«تى إن تى» من أهم المواد المستخدمة فى تصنيع العبوات الناسفة المحلية الصنع فى سيناء والتى يتم تهريبها من جنوب السودان أو استخلاصها من دانات المدافع التى يتم العثور عليها فى شبه جزيرة سيناء من مخلفات الحروب التى شهدتها سيناء، الى جانب الكميات الكبيرة التى يتم تهريبها عبر الأنفاق من قطاع غزة الى سيناء لصالح الجماعات الجهادية والتكفيرية التى تستخدمها فى تصنيع عبوات ناسفة لاستهداف قوات ومعدات الجيش والشرطة. وتمكنت قوات الجيش، قبل أيام، من محاصرة أحد أكبر مخازن المتفجرات بقرية «أبوطويلة» جنوب الشيخ زويد، تستخدمه جماعة أنصار بيت المقدس فى عمليات تهريب الأسلحة من قطاع غزة، حسبما أكدت مصادر أمنية رفيعة المستوى، حيث تلقت قيادات الجيش معلومات استخبارتية عن تخزين جماعة أنصار بيت المقدس كميات كبيرة من المتفجرات المهربة تم تهريبها من قطاع غزة إلى سيناء عبر الأنفاق، فداهمت القوات المخزن تحت غطاء جوى بمشاركة قوات الصاعقة. وبعد حصار عسكرى محكم تزامن معه قطع الاتصالات عن المنطقة، تم ضبط حوالى 6 أطنان من مادة «تى إن تي» شديدة الانفجار، وأعداد كبيرة من العبوات الناسفة المعدة للتفجير. وأكدت مصادر عسكرية أن المداهمة تعد أكبر ضربة موجهة لجماعة أنصار بيت المقدس منذ بدء العمليات ضد الإرهاب، مضيفةً أن المواد المتفجرة نقلت إلى العناصر التكفيرية عبر أنفاق غزة عقب انتهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع. وكانت قوات الأمن قد عثرت مؤخرا على ثلاثة مخازن سرية للمتفجرات عثر بداخلها 57 صاروخاً مضادا للطائرات ليرتفع إجمالى المضبوطات الى 82 صاروخا مضادا للطائرات، حيث يقوم المهربون بالتنقيب عن هذه المتفجرات بصحراء سيناء بهدف تخزينها وتفكيكها لاستخلاص مادة «تى إن تى» شديدة الانفجار منها وبيعها لعناصر «متطرفة» بسيناء. وحسب تقرير صدر عن وزارة الخارجية المصرية جاء فيه أن 252 شرطيا و187 من أفراد الجيش استشهدوا فى هجمات إرهابية سواء بعبوات ناسفة أو هجوم مسلح، منذ عزل مرسى، غالبيتهم فى شبه جزيرة سيناء. وحسب «أبورائد» فإن الجماعات المسلحة تحصل على المواد المتفجرة التى تستخدمها فى صناعة العبوات الناسفة، ومن بينها الألغام الأرضية بعدة طرق، ومنها تجميع مخلفات الحروب السابقة التى دارت رحاها على أرض سيناء، وأن الإرهابيين يجمعون كميات كبيرة من البارود، بعد تفريغ الدانات والألغام الموجودة بأرض سيناء، والباقية من مخلفات الحروب بين مصر وإسرائيل، ويحصلون على المواد المستخدمة فى صناعة المتفجرات من خلال عمليات التهريب سواء من قطاع غزة عبر الأنفاق المنتشرة بطول الحدود لمصر، أو عن طريق الدروب الجبلية الوعرة، حيث تأتى إليهم مهربة من السودان أو ليبيا.