النمسا تعتبر المفوضية الأوروبية تجاه اللاجئين «غير مفهوم ومتناقض»

أعرب رئيس وزراء النمسا، المستشار فيرنر فايمن، عن عدم تفهمه للانتقادات التي وجهتها كل من المفوضية الأوروبية وألمانيا إلى حكومة بلاده بشأن أزمة اللاجئين، لافتاً إلى مطالبة النمسا باستقبال جميع اللاجئين الذين يصلون إلى حدودها، معتبراً أن ذلك يعد "موقف غير مفهوم ومتناقض".
وكانت مفوضية الاتحاد الأوروبي انتقدت سياسة حكومة النمسا في التعامل مع أزمة اللاجئين ومساعدتهم للتوجه إلى الحدود الألمانية، مطالبة النمسا بعدم غلق حدودها في وجه اللاجئين قبل التوصل لحل مشكلة تدفق اللاجئين في اليونان، وذلك رداً على تبني حكومة النمسا لحزمة إجراءات مشددة بدأت في تطبيقها بشكل فردي لتقليص عدد اللاجئين الجدد وجعلها أقل جاذبية بالنسبة لهم وتضمنت وضع حد أقصي لعدد اللاجئين الجدد خلال العام الجاري بواقع 500ر37 لاجيء، أي بحد أقصى يوميا 85 لاجئا.
وأكد المستشار فايمن أن حكومة النمسا تعتزم اتخاذ المزيد من الإجراءات في حالة عدم التوصل إلى حل جماعي لأزمة اللاجئين على نطاق أوروبي، يؤدي إلى حماية الحدود وتوزيع اللاجئين على الدول الأعضاء بشكل عادل، موضحاً أن "النمسا لا تستطيع التغلب على مشكلة اللاجئين بمفردها".
من جانبه أعلن نائب رئيس الوزراء، راينهولد ميتللينر، رئيس حزب الشعب المحافظ، الشريك الائتلافي في الحكومة، عن "استعداد حكومة النمسا لخوض نزاع قانوني مع المفوضية الأوروبية إذا لزم الأمر"، وذلك بعد أن أعلنت المفوضية الأوروبية عن استعدادها لتحريك دعوى قضائية ضد النمسا، بسبب إعلانها عن وضع سقف يحدد عدد اللاجئين الجدد سنوياً.
يأتي ذلك في الوقت الذي يلحظ فيه المراقبون تأثير أزمة اللاجئين في تقليص حجم الفجوة التي كانت تفصل بين مواقف حزبي الائتلاف الحاكم، الاشتراكي الديمقراطي والشعب المحافظ، ما أسفر عن انصهار مواقف الحزبين إزاء أزمة اللاجئين بشكل غير مسبوق.