يطلقون عليها زورا وبهتانا إسم "الحصان الجامح" وهي في واقع الأمر أقرب من حيث الوصف لخيل الحكومة الذي ينتظر رصاصة الرحمة ليريح ويستريح. هذا هو الوصف المثالي للسيارة "سمند" التي تبدو كجنين ولد ميتا، فالفشل يطارد تلك السيارة منذ ظهرت في السوق المحلي قبل أعوام وحتي اليوم. ولم يصدف وشوهدت أي منها في الشوارع كما هو الحال مع باقي الموديلات الأخري التي يكتظ بها السوق المحلي. الموديل تقدمه شركة ماسا وهي بمثابة الشقيق لمركز التنمية والتجارة "وجيه أباظه" وربما السبب في إنشاء شركة جديدة تتولي طرح وتوزيع هذا الموديل في مصر هو رغبة الشركة الأم التي يمتلكها اليوم أبناء وجيه أباظه في النأي بنفسها عن هذا الجنين المشوه المسمي سمند وخوفا من تأثيرات فشله علي أعمال شركتهم التي فقدت الكثير من اسهمها منذ وفاة مؤسس الشركة. كانت الشركة قد اعلنت عند طرح تلك السيارة في السوق المحلي عن خطة تسويقية لمنافسة الكبار في السوق المحلي! وكان من الطبيعي ألا تتمكن السيارة من منافسة الكبار ولا حتي الصغار ولم تفلح الدعاية للموديل بمحركه الفرنسي العتيق وتجهيزات الأمان التي تدعي الشركة ولا حتي السعر المنخفض في إغراء الناس بشراء تلك السيارة التي صار غسمها مثار تهكم كثير من الناس. فمسألة المحرك الفرنسي صارت قديمة لأن المحركات أجيال تماما كالسيارات ومحرك سمند ينتمي لجيل عتيق إختفي من خريطة بيجو الفرنسية منذ سنوات فلا مانع لدي الشركة من إنتاجه ما دام الموديل لن يحمل شعار بيجو بشكل صريح. أما القول بأن الموديل مزود بوسائل أمان كثيرة لفهو أمر لا يهم أيضا لسبب بسيط وهو ان السيارة لم تحصل علي أي تقييم في أي من إختبارات السلامة المتعارف عليها إلا إذا كنا نقر بإختبارات السلامة الأيرانية. يقال أيضا أن الموديل يحقق مبيعات كبيرة في أيران فهو أمر مفهوم إن علمنا أن سوق السيارات الأيراني يكاد يكون مقتصرا علي إنتاج المصانع الأيرانية تماما كما كانت مصر في الستينيات عندما كانت شركة النصر للسيارات تحتكر سوق السيارات المحلي بشكل شبه كامل. تستند الشركة في ترويجها للموديل بأنه حقق نجاحا مبهراً في سوريا حيث يتم تجميع السيارة بإسم "شام" بل وكان النجاح المبهر متمثلا في بيع حوالي ألف سيارة خلال أكثر من عام! ولكن من خلال مشاهداتي في سوريا أكاد أجزم بأن الإنتشار كان ضعيفا لسبب بسيط وهو أن الكثير من الموديلات الصينية تستحوذ علي نسبة كبيرة من مبيعات السيارات الإقتصادية في تلك السوق كما أن سمند هناك ليست سوي سيارة أجرة منخفضة السعر تم تسويقها ضمن خطة إحلال السيارات المتهالكة التي سبقتنا إليها سوريا بسنوات. ملحوظة أخري بدت واضحة في تلك السيارة وهي أنها تبدو كنسخة مشوهة من سيارات سكودا أما السعر التنافسي الذي تتحدث عنه الشركة فهو أعلي بكثير مما تستحق، وربما كان يغفر لموديل سمند قبح شكله وقدم تجهيزاته لو كانت أقل السيارات سعرا في السوق المحلي. وقد لا يكون في مصر كلها عاقل يقدم علي شراء تلك السيارة في الوقت الذي يتوافر فيه بديلا كوريا أو صينيا أكثر جودة وأقل سعرا.