فكر معى قليلاً .... إذا كانت هناك دولة تستعمر أخرى، وتريد خروج قواتها منها، وهى تعلم أن اقتصادها يحتاج موارد الدولة المقهورة، إلى جانب أن الانتشار العسكرى لها بات مكلف من الناحيتين المادية والبشرية، أخبرنى كيف سيفكر المستعمر وهو يلملم اوراقه ويجمع قواته فى السفن مغادراً؟ ، سيدى المتابع الاجابات متعددة حاول أن تفكر بنفسك بعد المقال فهو مثال للعبة أمم حاولت فيها مراكز القيادة والسيطرة فى العالم تفكيك الأمم إلى عناصر متنافرة لا تجتمع إلا بشفرة لا يمتلك فكها واعادة تركيبها سوى من وضع اللعبة وأنشئ بيدية لعبة الصراع. تلك هى لعبة الجيل الرابع من الحروب، وبالرغم استسلام المخططين الامريكين الى حقيقة انها حروب لا يمكن اخفائها على الشعوب فسرعان ما ستنهض الشعوب لتدمير اركان المؤامرة... لكن رهان ماكس مانورينج مبدع النظرية وهو خبير فى المخابرات العسكرية الامريكية ... هى فى اللعب بنفس طويل حتى تتأخر استفاقة الشعوب حتى يتثنى للادوات الامريكية تدمير كيانات المجتمع وتفكيك الدولة ... وعندما تستيقظ الشعوب متاخرا يكون الاوان قد فات ... لذلك اطلق على نظريته اسم... كيف تجعل عدوك يستقيظ ميتا؟. المنطق الذى اتبعه الأمريكان يكشف لنا كيف تخلط القوى العظمى اوراق اللعبة، فهى توصلت بعد قرون من الاستعمار أن سيطرتها لا تتطلب التدخل بالقمع المباشر عبر العسكرى الذى يرتدى الكاكى، فهناك ما هو أعمق من فكرة السجن الجسدى، انما هو سجن العقل والنفسى، وتدمير طموحات الأمم والسيطرة على مقدرات وموارد الشعوب لصالح مزيد من الهيمنة، والحقيقة أننا ننجرف لمسميات الصراعات الدينية والإيديولجية والمذهبية والاثنية والعرقية تحت مسميات كثيرة كنوع من التأصيل لنزاعات موجودة حولنا نعيشها دائماً، لكن واقع الأمر أن لعبة التاريخ كلها مبنية على فرض الإرادة والهيمنة، التاريخ كله مبنى على صراع القوى التى تمتلك أدوات الانتصار، ثم نشأت المرجعيات الإيديولجية والصراعات الدينية والنزاعات العرقية كحالة تخدم دائرة الحرب، وتحولها إلى حالات متفاوته من القداسة. أنظروا بعمق إلى الصراعات الأثنية والعرقية والدينية والمذهبية وغيرها من الثأرات التاريخية لتعرفوا أن معظمها خلقته حقبة الاستعمار الاوروبى، بعضها له جذور تاريخية وأنتهت فانتهز الاستعمار الفرصة لتأجيجها واشعالها من جديد، وبعضها هو حالة مصنوعه بشكل مباشر حتى يطمأن المغادر على السفينة انه ترك وراءه تركه من الصراع لأصحابها الأصليين. هل فكرنا لماذا صنع المحتل اتفاقية سايكس بيكو والتى تقاسم فيها البريطانين والفرنسيين مناطق النفوذ فى الشرق الأوسط، وكيف كانت قسوة المستعمر عندما نزع منا شرف مواجهته العسكرية، ليجعل منا أمة تصارع فيها الدين مع الوطنية، والمذهب مع المذهب والطائفة مع الطائفة، ألم نسأل انفسنا يوماً كيف قامت الصراعات وعمليات القتل دون المساس بالقواعد الامريكية، أو انابيب النفط المتجهه إلى أوروبا وامريكا، كيف يتم تدمير كل شيئ بأستثناء مناطق النفوذ العالمية. المستعمر صنع لدينا اسباب الفساد، نعم هو من صنعها واشرف على تفشيها، مؤخراً أراد لها غطاء من الدين ... حتى الدين بشفافيته ونقاءه دخل لعبه الفساد، لينتج لنا كائن مشوه، لا نعلم ماذا نفعل به، حتى نقول لأنفسنا أننا نريد الحرية لا نريد سلطة ولا نريد اى شيئ يمنعنا عن انتزاع اى شيئ فى أى وقت، عزيزى هو يريدك كائن رافض لنفسك لكن لا تعرف كيف تصلحها و متشكك فى ايمانك دون أن تعرف جوهر دينك، ورافض لمجتمعك لكنك لا تمتلك رؤية ، ناقم على الفساد لكنك لست سوى لعبة من العاب الفساد، المستعمر يريدك أن تتحول إلى أداة وليس هدف، وهو فى ذلك يغريك ليس بالمال وانما يدفعك بشيئ تقبله كرامتك ونفسيتك انها الحرية فى عالم بلا سلطات ( ايه الحلاوة دى)، أنت يا سيدى الكائن فى بلادنا تعانى من كل عوامل الاحباط، وهو يستعمل احباطك ليجعلك قنبلة موقوته تنفجر فى وجه نفسك ومن حولك فقط، اتعرف لماذا ستنفجر فى نفسك، ذلك لأنك لم تمتلك رؤية أو فكرة أو حتى سيناريوا للمستقبل، بمعنى هيا بنا ندمر الواقع لننتقل إلى اللا مستقبل. الحل بسيط هو ان تفكر ، وأن تقدر قيمة الاشياء ولا تنفعل بها، الفارق بين صاحب القضية ومن يتاجر بها، هو كالفارق تماماً بين الطبيب والحانوتى، الطبيب داخل غرفة العمليات يحاول انقاذ المريض فى صمت، والحانوتى عايز يشيل الجثة ويمشى فى وسط الشارع ليقول وحدوه ( لا اله الا الله). أخيراً ... رسالة موجهة أن أى فكرة لا تحتوى على عناصر البناء فى مقابل الهدم هى فكرة تستهدف الاستغلال ... عليكم ان تديروا مواقفكم بالتفكير فى دائرتين كبيرتين .... على طريقة إذا فعلنا كذا وكذا من هى دائرة الاستفادة من أفعالنا ومن هو المستهدف. الأمم لا تغير نفسها على طريقة اعلان ليسيكو انسف حمامك القديم، الأمم هى حالة تواصل زمنى لا تحتمل الفراغ، والهدف من الثورة والتحدى هو تحسين احوال السلطة ونقلها من التراخى إلى العمل الجدى، ومن الفساد إلى الشفافية، ومن ضياع الاهداف إلى المساهمة فى أيجاد الطريق وتحقيق المكاسب الجماعية للمجتمع تحت رقابه شعبية بناءه، وبعيداً عن كل ذلك عليكم أن تختاروا بين اجبار القانون او قهر الفوضى ... لا نريد تحت شعار دماء الشهداء ان نرفع من عدد القتلى ... وتضيع رمزية الدم ... اجبار القانون يمكن التعامل معه بالقانون ... لكن قهر الفوضى يجعلك اما قاتلا او مقتولا ... دماء الشهداء كتيره ... احسبوا كام شهيد مات فى مظاهرات وغيرهم مات سرقة بالاكراه وعدد الضباط اللى ماتوا ... وكم الناس اللى ماتت فى حوادث عنف هنا وهناك ... وقبل كل ده فكروا ما سيحدث لو بتنا عراق او سوريا او ليبيا ... ساعتها صدقونى حنموت من غير ثمن ... لعلمكم فيه مليون شهيد فى العراق ماتوا من غير زفه واعلام وشعارات ... أرفضوا الفساد والاستبداد لكن بعيون مفتوحه وعقول فاهمة مع قلوبكم المخلصة والطيبة.