"الداخلية زي ما هي مش هتتغير أبدا".. بهذه الكلمات وصوت خائف مرتجف بدأت هاجر المشهورة ب "فتاة شبرا" تحكي ما حدث لها من تعذيب في قسم الشرطة في قضية أثارت غضب الكثير. هاجر محمد إبراهيم عبد العال، تدرس في الصف الثاني ثانوي تجاري تروي القصة كلاملة ل صوت الأمة واستهلت:"صباح يوم الأربعاء الماضي قمت بزيارة خالتي لأبلغها أن هناك خمسة فتيات يرغبون في أخذ درسا خصوصيا عند أبنة خالتي لأنها تعمل مدرسة دراسات، وكان ذلك بناء على رغبة خالتي أن أبحث لها عن فتيات يبحثن عن درس خصوصي في مادة الدراسات، وبالفعل ذهبت لها وكانت أبنتها تجلس معنا وخالتي الثانية وعندما طلبت الانصراف بعد أن أبلغتها بالأمر طلبت مني خالتي الانتظار كي أجالس أبن بنت خالتي الصغير فوافقت ولم تخبرني خالتي في ذاك الوقت أنها تعرضت للسرقة. وتقول منذ أن كانت نائمة على فراشها يوم الأربعاء الماضي لتفاجئ بصوت دقات الباب التي أيقظت كل من بالمنزل في الثالثة والنصف فجرا، ليفتح والدها باب المنزل ويفاجئ بثمانية ضباط من ضباط مباحث قسم ثاني شبرا الخيمة، يقفون على باب المنزل ومن يتقدمهم يسأل عن هاجر ليجيبه والدها أنها نائمة بالداخل، فيقتحم كل من كان يقف بالخارج المنزل ليدخلوا إلى غرفة هاجر ويقومون بتفتيش الغرفة وإلقاء كل محتوياتها على أرضية الغرفة من ملابس وجهاز كانت تخزنه والدة هاجر ليوم عرسها كباقي الفتيات وقاموا بخلع باب الدولاب من المكان المخصص له وإلقائه على الأرض وكأن مشهد منزل تلك الصغيرة تحول إلى مشهد بلدة العراق عندما اقتحمتها القوات الأمريكية بحثا عن أسلحة نووية ثم أخذوني معهم إلى قسم ثاني شبرا الخيمة بعد أن ارتديت عباءة. وتضيف هاجر عندما وصلت إلى القسم أدخلوني غرفة انتظرت بداخلها لمدة ساعة كاملة،وبعدها أخبروني أن هناك بلاغ مقدم ضدي من قبل خالتي تتهمني فيه بسرقة 25 ألف جنية وكيلو دهب واب توب، ثم قاموا بتحرير محضر وقمت بالإمضاء عليه وأبلغوني أنه سيتم ترحيلي صباحا للنيابة. وتستكمل هاجر: في صباح اليوم التالي أخبر وكيل النيابة خالتي أن تتنازل عن المحضر فأخبرته أنها لن تقوم بالتنازل الإ في حالة أن تقوم هاجر بإعادة مبلغ 25 ألف جنيه وكيلو دهب ولاب توب، فرد عليها وكيل النيابة "يعني عاوزة تمشيها قانوني" فأجابت بالموافقة، ثم أخبرني وكيل النيابة أنه سيتم عرضي عليه مرة أخرى بعد إجراءات المباحث. وتقول هاجر عندما وصلت القسم في الليل تم عرضي على ضابط يدعى "مصطفى لطفي" والذي قام بإهانتي بأبشع الشتائم التي تخص أمي وقال "أنا مش هخرجك من هنا بنت لو معترفتيش بالسرقة" وبعد أن انتهى عرضي عليه أخذوني إلى غرفة بها ضابط برتبة نقيب يدعي "حسين" وكان يقف معه ضابط أخر لم أستطع التعرف على أسمه. تسترسل هاجر في حديثها قائلة الضابط حسين قالي "أقعدي هنا قدام رجلي" وعندما نفذت كلامه صفعني على وجهي أكثر من مرة مع أهانتي بشتائم عن الأم وسألني "أنتي بنت ولا مرة" فرديت عليه "بنت" فرد قائلا " أنا هنزلك من هنا واحدة مش بنت ما تقلعي يا بت العباية ديه ورينا " ثم قاموا بتقيد يدي ورجلي وظللت على هذا الحال من الساعة 12 ليلا إلى الساعة 6 صباحا ضرب بشومة ثقيلة على كتفي وظهري ورجلي وأيدي وبطني على مكان العملية التي أجريتها منذ فترة سابقة ثم دخل إلى الغرفة ضابط "م.ر" أخبرهم أنه سيتم عرضي صباحا على النيابة ولا يصلح عرضها على النيابة بهذا الحال فأخرجوني من الغرفة بعد أن جسمي متورما وفمي ينزف ليضعوا لي الثلج والماء البارد كي تهدأ كدماتي. وتستكمل هاجر عرضت على النيابة مرة أخرى وعرضت كدماتي على وكيل النيابة الذي أمر بالإفراج عني بضمان محل أقامتي،لكن زوج خالتي أخبره "البنت ديه مش هتخرج من هنا" فوبخه الوكيل، وتم عرضي يوم السبت على مصطفى لطفي وقالي "أنا مش هخرجك من هنا أنا هنزلك تخزين"وأحضر شهود لي صانع مفاتيح يشهد بالزور مقابل ألف ونصف بجانب صديقتي الوحيدة والتي حصلت على 5000 من خالتي مقابل أن تشهد أنني سرقت الأموال وقضيت خمسة أيام في الحبس فبدلا من يفرج عنى يوم الجمعة أفرجوا عني يوم الأحد ولكن لولا مجهود المحامية الخاصة بي، الضابط مصطفى لطفي لم يكن سيسمح لي بالخروج أخبر والدي "الساعة 8 تاخد بنتك 8 ودقيقة مش هتلاقيها قدامك". واختتمت هاجر حديثها بمقولة:"خمسة أيام قضيتها في الحبس ممنوع عني زيارة أهلي والأكل والشرب،ومن كان يقوم بإطعامي زميلاتي بالحبس وأضافت "أنا مش هتنازل عن حقي ومش هسكت غير لما يجي حقي ويتعمل في الضباط اللي عملوا فيا كده نفس اللي عملوه فيا،أنا بقيت خايفة أخرج من باب البيت أو أروح المدرسة مش عارفه أشوف قرايبي ولا صحباتي،وخايفة ليكون القاضي اللي هيحكم عليا زى مصطفى لطفي أو حسين ويحسبني ظلم حسبي الله ونعم الوكيل فيهم". ويضيف والد هاجر أنا لم أطالب بثورة ولكني أطلب من وزير الداخلية أن يستعيد حق أبنتي، وأطلب من رئيس الجمهورية أن يسترجع حق أبنتي، وإذا لم يحاكم من فعل بإبنتي هكذا سأقتله بيدي وأتحاكم،مقابل أن تسترجع أبنتي حقها. وقالت والدة هاجر: لم أنم أو أتناول الطعام منذ 10 أيام ولن أضيع حق أبنتي وأطالب بمحاكمة من فعل بإبنتي هكذا مضيفة"ياريس هاتلي حق بنتي" اللي حكومتك ضيعته". من جانبه، قال مصدر أمني بوزارة الداخلية، طلب عدم الافصاح عن اسمه، في تصريحات خاصة ل «صوت الأمة» معقبا علي ما قالته هاجر الفتاة التى اتهمت ضابط الشرطة بتعذيبها والإعتداء عليها فى قسم شرطة ثان بشبرا الخيمة، إن الفتاة كاذبة وهذه تلفيقات منها وإدعاءاتها ليس لها أى أساس من الصحة، فليس لديها دليل علي أن الضابط قام بالإعتداء عليها فى قسم الشرطة. وأضاف "ازاى يحصل اعتداء عليها فى قسم الشرطة علي الأقل هاتصرخ، ده مستحيل وكلام غير معقول". وأكد المصدر، أن هدف الفتاة من هذه الإدعاءات الملفقة الهروب ونجاتها من القضية التى اتهمتها فيها شقيقة والدتها بسرقة مصوغات ذهبية ومبلغ من المال، وفى هذه الحالة تسقط القضية، فهى حيلة من الفتاة. وأضاف أن هذه الواقعة حدثت أكثر من مرة من قبل، وهناك فتاة 14 عام اتهمت شابًا بالإعتداء عليها، والطب الشرعى أثبت تلفيقها وأنها فقدت عذريتها فى الحادية عشر، مؤكدًا أن فى هذه الواقعة أيضًا سوف يكشف الطب الشرعى الحقيقة. وأفاد المصدر، أن هناك محاولات مستمرة للإيقاع بين الشرطة والشعب، ولن ينجح أحدًا فى أهدافه، مؤكدًا أن عناصر الشرطة التى تتجاوز القانون يتم محاسبتها، وتوقيع العقوبات عليهم إذا ثبت الإتهامات الموجهه إليهم. وطالب المصدر بوضع كاميرات للمراقبة طوال ال 24 ساعة داخل الأقسام، لمراقبة مايحدث داخل الأقسام سواء تجاوزات لأفراد الشرطة أو إدعاءات للأشخاص، مثلما حدث عام 1984، اصطنع جماعة الإخوان المسلمين أن هناك تعذيبا فى السجون، ولم يعلموا أن هناك كاميرات مراقبة داخلها، وكشفت كذب الإخوان ومايفعلوه فى أجسادهم كعلامات للتعذيب حتى تثبت عند عرضهم علي النيابة فى صباح اليوم التالى.