فنان كبير يعد واحدا من جينات السينما المصرية في فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي لم يكن ممثلًا عاديًا بل اشتهر في تلك الفترة بإتقانه للأدوار الرومانسية، ما جعل جميلات السينما يقعن في حبه، هو من الممثلين المميزين الذين استطاعوا أن يتركوا بصمه واضحة في ذاكرة السينما العربية لم ينافسهم عليها أحد. انه الفنان " عماد حمدي ." ولد حمدي فى الخامس والعشرون من نوفمبر عام 1909م في سوهاج حيث كان والده يعمل مهندسا بالسكة الحديد وقبل أن يتم " عماد " الشهر الأول ترقى فانتقلت الأسرة إلى القاهرة"حي شبرا " وكان عماد منذ صغره يحب هواية الفن والتمثيل، وبدأت هواية التمثيل تظهر بشكل اكبر في مرحلة الثانوي فانضم إلى جماعة التمثيل بالمدرسة، وكانت تحت إشراف الفنان الكبير عبد الوارث عسر، الذي قام بتدريبه على فن الإلقاء لكن أولى خطواته للتمثيل بدأت حينما عمل كرئيس حسابات لأستوديو مصر بعد أن تخرج من مدرسة التجارة العليا وأصبح بحكم وظيفته يجلس مع جميع الممثلين الذين يأتون للأستوديو ووطدت علاقته أكثر مع الفنانين عندما نقل من رئيس قسم الحسابات إلى مدير للإنتاج، وهنا انغمس أكثر في العمل الفني وعاصر إنتاج أفلام كبيرة ومهمة، وخاصة أفلام نجيب الريحاني و التي زادته خبرة. كان أول ظهور سينمائي له كان عام 1942 في فيلم «عايدة»، و لكن بدايته الحقيقية في السينما جاءت عام 1945 عندما قدمه المخرج كامل التلمساني، في فيلم «السوق السوداء»، أمام الفنانة عقيلة راتب و الذي تلاه مجموعه كبيره من الأفلام حتى أصبح عماد حمدي، في وقته هو القاسم المشترك لجميع المخرجين في أفلامهم الرومانسية واستمرت المسيرة من نجاح إلى نجاح حتى تربع على عرش السينما في الخمسينات فكان هو فتى الشاشة الأول بلا منافس، ومن أشهر أفلامه " جنون الحب ، ليت الشباب ، الخطايا ، ليله من عمري ، موعد مع السعادة ، عفريت مراتى ، أبى فوق الشجرة ، ارحم حبي ، ثرثرة فوق النيل ، الكرنك ، الأخوة الأعداء ، بديعة مصابنى، اقوي من الحب ، لا تطفئ الشمس ، قلب يحترق ، أم العروسة ، الحرمان ، الصعود إلى الهاوية ، سيدة القطار ، انى راحلة " وغيرها. **وعن حياته الشخصية: تزوج لأول مره من الفنانة " حوريه محمد " ولكنهم انفصلا ليتزوج من "فتحية شريف " التي كانت تعمل في فرقة نجيب الريحاني، بعد أن وقع بحبها فتم الزواج عام 1946م ، وكانت فتحية "وش السعد" عليه، حيث انهالت عليه بعدها العروض لبطولة أفلام كثيرة، وعاشوا حياة سعيدة، وأنجبت له ابنه الأول "نادر"، وظلا معًا لمدة سبع سنوات، حتى انفصلا ليقع بعدها بحب دلوعة السينما المصرية الفنانة " شاديه " وبدأت قصة الحب منذ أول فيلم جمع بينهم وهو " اقوي من الحب " ووقتها أصر عماد حمدي على عقد القران أثناء تصوير الفيلم، وذلك في الإسكندرية عام 1953م لم يمر على الزواج سوى ثلاث سنوات إلا وكان الثنائي قد اتخذا قرارًا بالانفصال، فالمشاكل والخلافات دبت بينهما، خاصة بعد سقوط جنينها منه ، في عام 1960 كان عماد حمدي على موعد مع زيجته الثالثة، بعدما قام ببطولة فيلم "زوجة من الشارع"، وظهرت معه نادية الجندي في عدة مشاهد، وكانت وقتها في عمر المراهقة، ولكنه وقع في غرامها، وهى الأخرى لم تصدق أن فتى الشاشة قد أحبها، فوقعت في غرامه، وبدأت بينهما قصة حب قوية، انتهت بالزواج بعد الفيلم، وتعتبر هذه الزيجة هي الأطول في زيجات عماد حمدى، حيث استمر الزواج لمدة 12 عامًا، وأثمر الزواج عن الولد الثاني لعماد حمدي "هشام". **وعن تكريماته فقد حصل على عدة جوائز منها وسام الفنون والآداب من جمال عبد الناصر، ووسام الفنون والعلوم من الدرجة الأولى في عيد الفن 1978 من الرئيس الراحل أنور السادات، وحصل على جائزة أحسن ممثل من مهرجان القاهرة الدولي الأول عام 1976، عن دوره في فيلم "المذنبون"، كما نال جائزة النقاد عن نفس الدور، وكان آخر أدواره في السينما فيلم "سواق الأتوبيس" مع الفنان نور الشريف. وفي يوم السبت 28 يناير عام 1984م توفى وحيداً في منزله عن عمرٍ ناهز ال74 عام على إثر أزمة قلبية حادة جداً بعد رحلة طويلة للغاية مع العمى التام والاكتئاب المزمن.