شهدت أحد المستشفيات الخاصة بطنطا، مهزلة طبية جديدة ومأساة حقيقية تعيشها أسرة شاب لم يبلغ الثالثة والعشرين من عمره بسبب خطأ طبي والاهمال الذى يشهده اغلب مستشفيات الغربية والتي تكررت فيها حالات التلوث والوفاة نتيجة الأخطاء الطبية القاتلة. كان محمد جمال مصطفى العسال، الطالب بالخدمة الاجتماعية ابن قرية القضابة ببسيون يمارس هوايته في حراسة المرمى مع زملائه عندما سقط صارخا لإصابته بكسر في قدمه، وعلى الفور تم نقله لمستشفى خاص بطنطا، كما يقول والده مفتش بالأزهر في المحضر رقم 26795 في 30 أكتوبر الماضي، وعند توجهه لمستشفى خاص كان صاحبها يوما عميدا لكلية طب طنطا اشترط الطبيب المعالج، وهو نجل صاحب المستشفى الحصول على 8 آلاف جنيه عدا ونقدا قبل إجراء العملية. فور علم الطبيب بعدم توفير المبلغ المطلوب قرر تأجيل الجراحة للصباح لحين تجهيز المبلغ وسط صرخات الشاب المصاب وتوسلات والده إلا أن ملاك الرحمة أصر على موقفه حتى يضمن حقه، وعقب انتهاء العملية الجراحية وتركيب شرائح ومسامير بقدم الشاب قرر الطبيب المعالج إخراجه لاستكمال العلاج بمنزله. بعد خروج «جمال» لاحظ منذ الساعات الأولى خروج دم برائحة كريهة من قدمه وعند مخاطبة الطبيب طمأنه إلا أن الألم تزايد وبعد أسبوع كامل تنازل الطبيب وقرر رؤية حالته ولكنه قال لهم الأحسن نقله لمستشفى الطوارئ بجامعة طنطا، وهناك كانت الفاجعة عندما اكتشف الأطباء أن جرح الطالب ملوث بفيروس قاتل اضطر معه الأطباء لبتر قدمه إلا أن التلوث لم يتوقف عند هذا الحد، لأنه كان قد وصل لكل منطقة بجسد الطالب حتى أفشل كافة أجهزة الجسد، ووصل إلى المخ وتم وضعه على جهاز تنفس صناعي منذ أسبوعين بين الحياة والموت وابتهالات والديه له بالنجاة والانتقام من الطبيب والمستشفى الخاص. تم تحرير محضر بقسم الشرطة وانتقلت النيابة لسؤال المجني عليه إلا أنها عجزت لسوء حالته والوالد يتساءل من يأتي بحق ابني الوحيد خاصة بعد إبلاغ نقابة الأطباء وإدارة العلاج الحر بمديرية الصحة بالغربية وحتى الآن لم يتحرك أحد لإغلاق المستشفى مما ينذر بكارثة. وأكد الدكتور محمد الشبيني مدير مستشفى الطوارئ بجامعة طنطا، إن الطالب المصاب دخل المستشفى على مسئوليته الشخصية بعد اعتراض شديد من هيئة التمريض لصعوبة الفيروس الذي قال عنه الشبيني إنه كفيل بإغلاق مستشفيات كاملة وليس مستشفى واحد، وأبدى مدير المستشفى دهشته من استمرار المستشفى الخاص في العمل وإجراء العمليات رغم صعوبة الفيروس الناتج عن سوء التعقيم، مؤكدا أن ذلك يهدد حياة العشرات بمصير الطالب محمد جمال.