رغم توجه الآلاف من المتظاهرين الجمعة الماضية الي مقر المجلس العسكري بوزارة الدفاع إلاأن ميدان التحرير ظل متوهجا بالثائرين الغاضبين والمرددين للهتافات المعادية «لحكم العسكر» والمطالبين بنقل السلطة لادارة مدنية في اسرع وقت. وفيما يعد مجاراة للنهضة العلمية الحديثة استخدم المتظاهرون بالتحرير تقنيات «الفوتوشوب» لعرض مجلس الشعب المنحل بقيادة فتحي سرور وكل اعضائه ملتحين في اشارة الي أن المجلس الجديد لا يختلف عن المنحل الا في «اللحي» فقط ولكن السياسات مازالت كما هي وقرر عدد من المتظاهرين الإعلان عن تشكيل مجلس لقيادة الثورة يضم محمد أبوحامد عضو مجلس الشعب عن حزب المصريين الأحرار وزياد العليمي ومصطفي الجندي النائبين بالمجلس وتفويضهم في تشكيل حكومة إنقاذ وطني والعمل علي تسلم السلطة من المجلس العسكري وكذلك إنشاء محاكم ثورة لمحاكمة المخلوع حسني مبارك ورموز نظامه، بالاضافة الي الدفع في سبيل استرداد الاموال المنهوبة والمهربة الي الخارج. وشدد أصحاب الفكرة علي أن تكون المهمة الرئيسية لمجلس قيادة الثورة هي الاشراف علي انتخابات رئاسية وتشكيل لجنة من أجل وضع دستور للبلاد. ومن أهم الشعارات واللافتات التي رددها المتظاهرون في جمعة الرحيل «الشعب في التحرير هيحبس المشير»، «الشعب في الميدان هيحبس سامي عنان»، «وحياة دمك يا شهيد اعدامهم مش بعيد، طنطاوي يا أبوبندقية تعالي موت الثورة دية، وابعت هات ميت عربية وابعت هات مليون شاويش يا مجلس مبيختشيش»، «قتلوا الالتراس قتلوا مينا كل رصاصة بتقوينا»، «ألف سلام وألف تحية علي شهدائك يا حرية»، «مرت سنة وما تحكموش واحنا خدنا علي الخرطوش»، «أرحل يا مشير ده الشعب خطير»، «ثوار أحرار هنكمل المشوار»، «افتح صدرك للرصاص احنا طالبين القصاص»، «ارفع صوتك زيي.. احنا كرهنا الظلم خلاص»، «صحي الخلق وهز الكون مصر بلدنا مش هتهون وأكد الدكتور عبدالتواب خلف استشاري طب الاسنان بقصر العيني وأحد المتواجدين بميدان التحرير ان المجلس العسكري قام بعمل كمين للاخوان لان المجلس علي حد قوله ضد الثورة ولانه أعطي الفرص للفلول لكي ينظموا صفوفهم ويضعوا الألغام لتجفيف منابع الثورة والثورة من جهة أخري تواجه مطبات صناعية متمثلة في المجلس العسكري وأمن الدولة الموجود رغم قرار الحل ورجال الاعمال الفاسدين مما جعل الشباب يتوصل الي فكرة انتزاع الحقوق من المجلس الذي لا يلبي الطلبات الا بالضغوط لانه شبيه «بالمسمار لا يأتي الا بالطرق علي رأسه»، والجيش به شرفاء قادرون علي اعتقال هؤلاء وطردهم حتي تنجح الثورة. وذهب الدكتور جمال زهران استاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السويس الي أن المجلس العسكري يتكتم تخوفاته ويحاول أن يفصح عنها في اعادة انتاج فكرة مبارك من خلال العناد وتعبئة الاتجاه الديني وتجريم الاعتصامات وتوظيف الحكومة ضد العصيان فمثلا وزير التعليم أكد علي مجازاة المدرسين الذين يمتنعون عن الذهاب هذا اليوم، وما يفعله المجلس العسكري هو وسيلة من وسائل الفتنة السياسية فالمجلس يحاول أن يضرب التجمعات السياسية فلا يعقل حتي الآن عدم وجود جدول محدد الايام لكي يعرفنا موعد التسليم الفعلي للسلطة بل ان المجلس جعل رئيس المحكمة الدستورية يكذب علينا فرغم أن المجلس صرح بأن 10 مارس هو موعد فتح باب الترشح للرئاسة فإن رئيس المحكمة الدستورية يقول إنه من حدد الموعد والمجلس ليس له سلطة فهو يوظف الرموز السياسية من نظام مبارك لمساندته والثورة مثل البلدوزر لما يمشي ما يهموش حد والبلدوزر سيقتلع كل ما يواجهه من عقبات. بينما اشار الدكتور أحمد دراج عضو الجمعية الوطنية للتغيير الي أنه مع فكرة العصيان المدني لان المجلس قاد أجنحة الثورة المضادة ولم ينجح في تحقيق أهداف الثورة ومطالبها التي ينادي بها الثوار ليلا ونهارا. ومن ناحية أخري انطلقت مسيرة من غمرة بوسط القاهرة متجهة الي المجلس العسكري بمقر وزارة الدفاع، وعند وصول المسيرة الي مقر حزب الحرية والعدالة بغمرة، رفع المتظاهرون اصواتهم بالهتاف: «بيع بيع.. الثورة يا بديع»، مما دفع عدد من شباب الحزب الي الوقوف في نوافذ مقر الحزب مشيرين بعلامة النصر، ورفعت إحدي الفتيات لافتة مكتوب عليها «يسقط يسقط حكم العسكر والاخوان والشعب إيد واحدة كما خرجت مسيرة من حدائق القبة متجهة في نفس الاتجاه وأخري قادمة من مسجد رابعة العدوية ومظاهرة رابعة خرجت من شبرا لنفس الهدف. وأشار الشيخ مظهر شاهين الي أن التطهير لابد وأن يكون شاملا فمن غير المعقول ألا نعرف من هو وراء مذبحة محمد محمود وماسبيرو ولابد من محاكمة مرتكبي هذه الجرائم وأنا مع الصعيان المدني ولكن دون التعرض لمؤسسات الدولة .