حازت عشق الجماهير وكانت طلتها بمثابة حلم لجمهورها، لها رصيد هائل من الأعمال التى تعتبر علامة فى تاريخ السينما المصرية بوجهها البرىء ورقتها المفرطة فمن ينسى « انجى» فى «رد قلبى»، « فاطمة » فى «موعد مع الماضى»، حبيبة العندليب فى « حكاية حب» هى الفنانة مريم فخر الدين أو حسناء السينما المصرية، التى يوافق غدا ذكرى وفاتها الأولى، لذا نستعرض أهم المراحل التى مرت بها خلال مشوارها الفنى. ولدت فى 1 من اغسطس عام 1933م فى مدينة الفيوم لأم مجرية مسيحية، وأب مصرى مسلم مولود بالسعودية، وحصلت على شهادة البكالوريوس من المدرسة الالمانية وهي الأخت الكبرى للفنان يوسف فخر الدين، تميزت مريم بذوقها الرفيع ليس فقط فى الفن بل بشكل عام فقد ظهر فنها فى اساس منزلها الذى كان يضم أكثر من غرفة بها انتيكات قديمة تتصدر الريسيبشن وصور تجمعها بالعندليب وفريد الأطرش وتليفون قديم وتلفزيون وبعض الأجهزة التى تمارس عليها الرياضة، كانت تحتفظ مريم بصورة خاصة جدا بالنسبة لها تحت مرتبة سريرها لأحمد مظهر عندما كان طالبا فى العسكرية وبجواره الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ومجموعة من الضباط الأحرار، لكن لايعلم احد مصير هذه الأشياء الان بعد أن بيعت فى مزاد علنى من قبل أبناءها بعد رحيلها. تزوجت مريم فخر الدين أربع مرات، الأولى كان من المخرج محمود ذو الفقار، وانجبت منه "ايمان" ثم انفصلت عنه بعد زواج دام 8 سنوات، بعدها تزوجت الدكتور محمد الطويل، وانجبت منه ابنها احمد ولكنها انفصلت عنه بعد زواج دام 4 سنوات، ثم المطرب السورى فهد بلان والذى لم يستمر زواجها به كثيرا بسبب انه كان كثير الشجار مع ابنائها، واخيرا شريف الفضالى وهو زوجها الأخير الذى ايضا انتهت معه بالطلاق. لم يكن الفن أحلامها ولا التمثيل هدفها ولكنها اقتحمته بعد فوزها كاجمل وجه فى مسابقه مجلة «ايماج » الفرنسية، ما أهلها لأول بطولاتها السينمائية عام 1951 فى فيلم «ليلة غرام »، لكن شخصيتها وملامحها الرقيقة العاطفية ونبرة صوتها وضعتها فى نطاق الرومانسية وكان هذا فى فترة الخمسينات والستينات ونجحت عن جدارة حتى اصبحت رمزا للرومانسية، إلا انها نجحت فى الخروج من هذه الشخصية النمطية التى برعت فى أدائها ففى مطلع السبعينات اختلفت ادوارها على الشاشة فأصبحت الأم وزوجة الأب فى عديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية. قدمت «الحسناء» أكثر من 240 فيلما كان من بينهم كثير الذى أثر فى تاريخ السينما، منهم « رد قلبى، القصر الملعون، حكاية حب، شباب اليوم، انا وقلبى، رحلة غرامية، اللقيطة، الأيدى الناعمة، ياتحب ياتقب، لقاء فى الغروب، أقوى من الحياة»، وغيرهم، وفى الدراما التليفزيونية مسلسل « أوبرا عايدة، الوتر المشدود، المرسى والبحار، لم تنسى انها امراة، مواطن بدرجة وزير »، وغيرهم. حصلت أيضا على عديد من الجوائز مثل جائزتها عن دورها فى فيلم « لا أنام » والتى كانت من وزارة الثقافة عام 1958 وأيضا شهادة التقدير التى منحها لها الرئيس الراحل «محمد أنور السادات » بمناسبة عيد الفن. ورحلت مريم فخر الدين عن عالمنا العام الماضى بعد صراح طويل مع المرض، وتحديدا بعد إجراء جراحة لإزالة تجمع دموى من المخ، وبالرغم من نجاح العملية إلا انها حالتها الصحية تدهورت، حتى وافتها المنية.