أجرت قناة روسيا اليوم، حوارًا مع الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق عمرو موسى حول أهم المحطات، التي ناقشها أثناء لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وقال موسى: "الآن وقت حركة، حركة سياسية وحركة دبلوماسية دولية وإقليمية في مواجهة عدد من المشاكل القائمة، من هذه الحركة المؤتمر في فيينا بشأن سوريا، ومنها أيضا الحركة الإقليمية والعربية، التي ترى أن الأمور لا يصح أن تقف عند النقطة الحالية، لأنها ضارة للغاية والتوتر كبير والاحتمالات السلبية كثيرة، فتجد أن هناك احتجاجًا عربيًا على الوضع في القدس والسياسة الإسرائيلية، ومن ثم هناك اجتماع في الأسبوع القادم في الرياض بشأن والوضع في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة". وأضاف موسى: "في موضوع سوريا، بالطبع هناك حركة لمحاولة ضبط الأمور بعد التدخل الروسي وبعد التردد الأمريكي وعملية فقدان البوصلة بالكامل في الداخل السوري". س. بخصوص نقاط التقارب أو التماس بين القاهرةوموسكو في الأزمة السورية بشكل عام، ومصير الرئيس السوري بشار الأسد؟ كيف برأيكم وبخبرتكم الدبلوماسية ترصدون أو ترون خطوط التماس هذه. ج- من طبيعة الأمور في مثل هذه المشاكل المعقدة أن تكون هناك نقاط تماس كثيرة، بعضها مؤقت والأخرى عميقة وثالثة جديدة، وأخرى سهل التعامل معه، لا يمكن في مشكلة مثل سوريا بكل تعقيداتها وامتداداتها من العراق إلى الأردن إلى لبنان إلى باقي العالم العربي والخليج بصفة خاصة، لأن إيران مرتبطة بهذا الموضوع، لا يمكن في مثل هذا الموقف أن تجد فيه خطوطا مستقيمة بصفة دائمة، وستجد خطوطا متداخلة ومتعرجة على الدوام، ولا يصح أن يخيفنا هذا الأمر أو يشغلنا، لأنه من طبيعة الأمور أن يكون هذا هو النمط الذي تسير عليه المشكلة. متابعًا "المهم أن نأخذ بالاعتبار، أن دولتي مصر والسعودية عليهما مسؤولية كبرى بالنسبة للأوضاع في العالم العربي حاليا والتطور والمستقبل، وهناك اختلافات تحدث على هذا الهامش، لكن ما يجب علينا عمله هو التأكيد على أن تظل الدولتين مصر والسعودية سوية في الخط الاستراتيجي الذي يتعامل مع الأمن والوضع ومستقبل المنطقة". س- رباعية فيينا عقدت أول اجتماع لها في 23 أكتوبر، كما وعقدت اللقاء الثاني تمهيدا للقاء الموسع، ماهي الخلافات التي يمكن أن ترصدوها أنتم بين الدول أو إذا شئنا الدقة بين التكتلات الموجودة في المجموعة الموسعة؟. ج- دور ووجود ومستقبل الرئيس الأسد، هو محور الخلاف الكبير. السؤال الذي تطرحه السعودية وعدد من الدول العربية والإقليمية وحتى الدولية: هل بعد كل ما حصل من دمار ومشاكل إنسانية كبرى تعرض لها الشعب السوري، هل يمكن العودة إلى المربع الأول كحل؟، هذا سؤال منطقي جدا. هناك مجموعة أخرى تتحدث عن الرئيس السوري ليس من منطلق الاهتمام بوجوده أو عدم وجوده بالذات، وإنما من الدرس الذي وعوه في العراق، ماذا بعد بشار الأسد؟، هل إذا خرج بشار الأسد اليوم، ستتعدل الأوضاع في سوريا؟، ومن هو البديل؟، وكيف نصل إلى هذا البديل والاتفاق على هذا البديل؟. الجميع يتحدث عن تغير جذري في الحكم السوري، إنما هل سيحدث اليوم أم غدا أم بعد غد؟، وماذا يمكن أن يحل محله؟، هل صيغة "جنيف" كافية لتأكيد أن سوريا تستطيع بحكومة وحدة وطنية أو حكومة ائتلافية أن تحقق استقرارا وتعيد البناء وتعالج المشاكل كافة؟، أم أن المسألة تحتاج إلى شخص واحد آخر؟. فالشخص الواحد الآخر هو نفس العلاج القديم، يحتاج إلى إجراءات عنيفة كي يدعم حكمه، إذا التفكير العام لحل المشكلة السورية يجب أن يبنى على صيغة جنيف، ممكن ترتيبها وتحديثها وتطويرها، ولابد أن تصدر هذه الصيغة من مجلس الأمن بقرار ملزم، هنا تحصل الحركة الحقيقية إلى الأمام. طبعا روسيا لاعبة رئيسية في سوريا، وتعرف كعربي، أن هناك حالة من الود إزاء روسيا في العالم العربي، وذلك لموقفها من القضية الفلسطينية، مقارنة بمواقف أخرى كانت غاية في السلبية في الإضرار بالعرب وبحقوقهم، ومن هذا المنطلق فإن هناك تفاهما، أو إذا كان هناك خلاف فإنه يعالج عن طريق التفاهم، فتجد هنا كبار المسؤولين من السعودية والإمارات بالإضافة إلى الزيارات المصرية على أعلى مستوى، إذا هناك مجال للتفاهم أو تضييق شقة الخلاف. س- العلاقة بين السعودية وإيران، هل تعتقدون بأن لقاءات فيينا قد تقرب بين مواقف السعودية وإيران بشكل عام في المنطقة، وبالذات في الملف السوري؟ ج- لقاء حول مائدة لن يعالج الموقف، إنما يفتح نافذة، من الممكن أن تؤدي إلى نوع من الحوار وسؤال وحوار، ومن ثم التقارب، إنما نحن نعتبر اجتماع فيينا، ولمجرد أنهم سيجتمعون لساعة أو اثنين وكأن شيئا لم يكن؟، فهذا إغراق في السطحية السياسية. أنا أرى، أن تأصيل الأمور يعني: 1- إيران دولة في الشرق الأوسط، لا جدال في ذلك، هي دولة كبيرة ومحترمة ولها معنا (نحن العرب) علاقات قديمة جدا منها المتوترة ومنها الإيجابية، إنما تاريخ طويل من العلاقات، الأمر الذي يجعل من الواجب متابعة العلاقات الإيرانية العربية متابعة دقيقة وبعناية فائقة. 2- من المفروض أن يخلق هذا الأمر جوا يمكننا نحن وهم من التعايش سوية. 3- هناك تصرفات وسياسات إيرانية، مؤخرا، لا تطمئن الكثير من العرب، يعني: السياسة في البحرين. الجزر الإماراتية. عدم القبول بالمبادرة العربية بشأن النزاع العربي الإسرائيلي. الموقف في اليمن، والكلام الذي قيل "نحن أصحاب نفوذ في صنعاء"، الذي قاله أحد المسؤولين الإيرانيين، ما يعني أنهم مسؤولون عما يجري في اليمن، وعن دعم الحوثيين وغيرهم. تحدي المملكة العربية السعودية في حدودها الجنوبية، كل هذا بالإضافة إلى ما يجري في سوريا، ممكن أن تؤدي إلى اضطرابات أكثر، ويجب لفت النظر، إلى أن استمرار مثل هذه السياسات، من جانب إيران، لن يؤدي إلى تقدم بل يؤدي إلى اضطراب في العلاقات الإيرانية العربية، وليس من السهل السيطرة على العرب. ليس سهلا، لعب دور إقليمي وأن إيران أو تركيا تقولان "نحن نستطيع أن نوجه ونقود الشرق الأوسط"، هذا مستحيل، لأن الشرق الأوسط معظمه عربي، والعرب لن تقودهم لا أنقرة ولا طهران، وإنما يستطيعوان التعايش وتحقيق الفوائد المشتركة والتعبير القوي عن الصداقة مع أنقرة ومع طهران، إذا نظرت العاصمتان من زوايا مختلفة. س- هناك انطباع أيضا وهناك تقارير تتحدث عن أن هناك رغبة من جانب موسكو ورغبة من جانب واشنطن لدمج إيران في ملفات المنطقة، ويتحدث البعض عن أهداف مختلفة لموسكو وأخرى لواشنطن، باعتقادكم هل يمكن أن تنجح كل من موسكووواشنطن في دمج إيران بدون مراعاة النقاط التي ذكرتموها؟. ج- أولا هما في المنطقة، نحن لم نستورد تركيا أو إيران من خارج المنطقة، هما في المنطقة، دول في الشرق الأوسط، حتى لما حاول أردوغان أن يقول "إن تركيا أوروبية" أو ربط تركيا بأوروبا لم تنجح محاولاته، هم في المنطقة سواء دمجتهم أولا، هم هنا أعضاء في المنطقة على اتساعها أي في الإقليم، إنما كيف يمكن التعايش بين السياسات المختلفة والمصالح المختلفة وربما الأطماع المختلفة، نعود إلى جوابنا السابق، تحقيق أطماع على حساب العرب لأنهم ضعفاء، أو باعتبارهم ضعفاء حاليا، أدى إلى رد الفعل العنيف للمملكة العربية السعودية وحلفائها، ومنهم مصر، في موضوع اليمن، لأنه كان تحديا واضحا في أن العرب ضعفوا فخذوا منهم ما تقدروا عليه، وها نحن نرى النتائج. والنتيجة في سوريا، لن تستطيع إيران وحدها أبدا أن تحل المشكلة في سوريا، يعني ليس هناك حل إيرانيلسوريا، ولن يكون، ولكن حلا إقليميا. دعني أحدثك عن عملية الدمج في الملفات، ماذا يعني الدمج في الملفات؟، فالملف الخاص بسوريا لا يمكن حله بدون أن تتعاون إيران في الحل، وموضوع اليمن في العلاقة مع الحوثيين، إنما هذه الملفات "مشاكل"، السؤال: هل يمكن لإيران أن تندمج في ملفات إيجابية للتعاون والتقدم والتنمية؟ هذا هو السؤال؟. أما أن نبقى، كلما تذكر مشكلة تذكر إيران، هذا ليس الباب أبدا لدمج إيران في الشرق الأوسط. https://www.youtube.com/watch?v=NZxJ6ZBurEg