شهدت الآونة الأخيرة تخبط فى التصريحات الحكومية بشأن انعقاد مؤتمر المستثمرين الذى دعى إليه العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمساعدة مصر اقتصاديا. حيث قال مصدر مسئول إن الحكومة يعتريها القلق حتى فى حالة انعقاد المؤتمر وجديته والنتائج المترتبة عليه، خاصة ان الحكومة المصرية اعدت بالفعل دراسات جدوى بالعديد من المشروعات العملاقة لتقديمها للمستثمرين العرب مثل مشروع تنمية قناة السويس وتنمية سيناء وغيرها من المشروعات العملاقة المتوقع حال تنفيذها احداث طفرة اقتصادية غير مسبوقة بمصر وهوما لن توافق عليه امريكا بطبيعة الحال لذلك لجأت واشنطن للضغط على دول الخليج لعرقلة انعقاد المؤتمر باكثر من وسيلة منها تنظيم «داعش» الإرهابى الذى بات يهدد المملكة العربية السعودية ودول اخرى بالخليج العربى. كما ضغطت امريكا ايضا عبر اذرعها وعملائها فى المنطقة سواء دول اوافراد اومنظمات وذلك بصورة غير معلنة وبات الهدف من ارجاء مؤتمر الاستثمار والضغط على الدول لإفشال مصر اقتصاديا وحتى تتحول الى مصاف الدول الفاشلة اقتصاديا مثلما حدث فى اليونان من قبل والتى كادت ان تعلن افلاسها لولا الخطة الاقتصادية التى وضعها وزير المالية الألمانى «فولفجانج شويبلة» والذى اعترف لأول مرة بفشل خطة الاتحاد الأوروبى والبنك المركزى الأوروبى وصندوق النقد الدولى فى إعادة الاستقرار المالى لليونان وطالب بإعادة جدولة ديونها وبمنحها حزمة إنقاذ مالية ثانية تصل الي100 مليار يورو واقتراح بأن تكون مدة الحزمة ثلاث سنوات وقيمتها من80 إلى 100 مليار يورو. وحذر شويبلة من أن تصبح اليونان اول دولة فى منطقة اليورو تعلن إفلاسها موضحا أن برنامج المساعدات المخصص لليونان فى العام الماضى بقيمة 110مليارات يورو لم يعد كافيا، وتزامن ذلك مع إعلان صندوق النقد الدولى إنه يجب على أوروبا أن تتخذ قرارات صعبة لكى يتسنى للصندوق صرف الحزمة الثانية من المساعدات لليونان بينما عبرت مؤسسات للتصنيف الائتمانى وبنوك ألمانية عن شكوكها بشأن إمكانية مشاركة مستثمرى القطاع الخاص فى المساعدة وهو المخطط الذى تنبهت اليه القيادة المصرية بل إن أراد الرئيس عبدالفتاح السيسى أراد رفع الحرج عن دول الخليج بعد ضغوط امريكا عليها وبدلا من الاعتماد على قرض صندوق النقد وشروطه المجحفة وانتظار المعونات والمساعدات الخارجية قرر الاصلاح الاقتصادى من الداخل وانقاذ البلاد من مخطط الفشل الاقتصادى وانهيار الأمن القومى المصرى بالقرارات الاقتصادية الأخيرة التى رآها البعض انها تزيد من اعباء الفقراء لكنها فى واقع الأمر كانت ضرورية حتى لا تسقط مصر فى الفخ الاقتصادى الذى نصبته لها الصهيو أمريكية وهو ما يعضده تصريحات عمرو سنبل الباحث فى الشئون السياسية والاستراتيجية والذى أكد ان احد اعضاء الوفد الدبلوماسى المصاحب لجون كيرى والذى حضر اجتماعه الاخير مع الرئيس السيسى فى زيارته قبل الاخيرة لمصر صرح لشبكة فوكس نيوز الاخبارية بان كيرى قد عرض على الرئيس السيسى اجراء مصالحة مع الجماعة الارهابية وقبولهم فى الحياة السياسية مقابل مساعدات قوية وسريعة للاقتصاد المصرى المنهار بحسب تصريحات الدبلوماسى الامريكى ولكن السيسى رفض هذا العرض. حيث ان امريكا تعى جيدا ان مصر تمر بازمة مالية طاحنة غير مسبوقة وان من ضمن آمال انعاش الاقتصاد المصرى هو مؤتمر دول المستثمرين المرتقب والمقرر انعقاده فى السعودية وبالتالى فامريكا تسعى بكل السبل لعرقلته وعدم اتمامه من خلال ضغوط كبيرة وغير مسبوقة على دول الخليج، حيث ان ادوات هذه الضغوط هى التعاون اللامتناهى بين المؤسسات الاقتصادية العربية فى السعودية والامارات وبين المؤسسات الاقتصادية العالمية الامريكية وكذلك التعاون الاقليمى الأمريكى الخليجى فى العديد من القضايا الخاصة بكل شئون المنطقة العربية من الارهاب ومحاربة الارهاب وما يرجح الضغوط الغربية على الخليج عودة بندر بن سلطان مسئولا عن شئون الارهاب فى الخليج، خاصة فى العراق بعد ان كانت السعودية قد سحبت منه الملف السورى بعد فضيحة استخدام الغاز فى مدينة الغوطة.