ما أبشع أن يُقتل بداخل الطفل برائته ويتحول إلى أداة للإرهاب من قِبل جماعة متطرفة تسعى إلى أغراض دنيئة تهدف لتدمير وتخريب الأوطان. ظهر في الأيام الأخيرة فيديو لأحد الأطفال لم يبلغ من العمر 10 سنوات وهو يحمل سلاح من النوع الثقيل مرتديًا زي تنظيم «داعش» المتشح بالسواد مهددًا الرئيس الأمريكي بارك اوباما بأن ستُقطع سيوف الخلافة رأسه، إن لم يفق من نومه ويبادر إلى دفع الجزية للتنظيم، وذلك الأمر يثبت وحشية تنظيم داعش الذي يستغل الأطفال ويسقيهم أفكار متشددة ليكونوا عون لهم وأداة لتنفيذ مخططات متطرفة تخيم على العالم بالدمار. فعلى الصعيد الخارجي قامت طفلة أفغانية عمرها 10 سنوات تدعى سبوزمي بتسليم نفسها إلى الشرطة الأفغانية بعد محاولة شقيقها الأكبر القيادي بحركة طالبان الذي أجبرها على إرتداء حزام ناسف للهجوم على أحد أقسام الشرطة بولاية هلمن جنوبافغانستان. وفي قطاع غزة تقوم حركة حماس بتجنيد الأطفال القصر على حمل السلاح وتفجيرات لإستخدامهم في العمليات الانتحارية. وفي مالي، تقوم جماعة التوحيد والجهاد بتجنيد الأطفال في الحروب والنزاعات الأهلية مما أدى إلى مقتل مئات الأطفال. وأيضًا في العراق تستخدم جماعة إرهابية تسمى طيور الجنة بمحافظة صلاح الدين العراقية الأطفال المعاقين ذهنيًا والأطفال القصر فى عمليات انتحارية ضد الجيش العراقي والأمريكي. وفي سوريا أنشأت جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة مدرسة عسكرية بمدينة دعش السورية لتدريب وتجنيد الأطفال على القتال بالأسلحة الثقيلة. وعلى الصعيد الداخلي، ألقت القوات المسلحة في سيناء القبض على طفل في 11 من عمره يدعي أيوب موسى بعد اكتشاف محاولته لتفجير عبوة ناسفة من خلال جهازه اللاسلكي بشمال سيناء واعترف الطفل لجهات التحقيق أنه تم تجنيده من قبل جماعات التكفير المتمركزة في مناطق سيناء. وفي نفس السياق ظهر أثناء اعتصام رابعة مجموعة من الأطفال لا يتجاوز سنهم ال 10 يدعوا أنفسهم أطفال ضد الإنقلاب وداعمين للشرعية الرئيس المعزول محمد مرسي، بالإضافة إلى المشهد المروع لإرتداء الأطفال الأكفان أثناء اعتصام جماعة الإخوان في رابعة والنهضة. ووفقًا لمنظمة اليونيسيف، أن الأطفال في الدول العربية والإسلامية هم أكثر الفئات المعرضة للتجنيد من قِبل الجماعة الإرهابية وأبرز هذه الدول هي (السودان وسوريا) وبالرغم من الاتفاقيات الدولية الموقع عليها من قبل هذه البلدان فهي تضربها بعرض الحائط ودليل تزايد احصائيات استغلال وإجبار الأطفال في التورط بأعمال تخريبية وانتحارية تستهدف منشأت حيوية داخل الدولة. وفي نهاية المطاف كل هذه الأحداث تثبت مدى العنف والقسوه التي وصلت إليها الجماعة الإرهابية دخل الدول العربية والإسلامية متخذين راية الإسلام سيتارا لأعمالهم الإرهابية.