لم يشهد الشرق العربي كله منذ عصر العباسيين راقصة بلغت من الشهرة والمجد والثراء ما بلغته شفيقة القبطية، فحياة «شفيقة» قصة عجيبة، مليئة بالطرائف والمغامرات، فهي تصلح لأن تكون سيناريو لفيلم سينمائي عظيم. وتبدأ الطرافة في هذه القصة وفقا لموقع Belly dance ، ومجلة «الكواكب» عدد يناير 1955، و«الأهرام» و«الشرق الأوسط» و«الوطن الكويتية» منذ اليوم الأول الذي بدأ فيه الفن يجتذب قلب «شفيقة»، ففي عام 1871، كانت في مصر راقصة عظيمة الشهرة اسمها «شوق»، وفي ذلك العام، دعيت «شوق» لترقص في بيت أسرة عريقة من أسر الأقباط لمناسبة زواج أحد أبناء الأسرة، واستطاعت «شوق» أن تدهش الفتيات برقصها الرائع، وفي فترات استراحة «شوق» كانت الفتيات المدعوات يرقصن مشاركة للأسرة في فرحها وكان هذا عرفا سائدا في ذلك الوقت. ونهضت من بين المدعوات فتاة سمراء جميلة الملامح فاتنة القسمات، وبدأت ترقص، وبعد دقائق كانت الدهشة والإعجاب أذهلا المدعوات، فلما ختمت الفتاة رقصتها، تقدمت إليها «شوق» وقبلتها، وقالت لها: «اسمك إيه يا عروسة؟»، وردت عليها الفتاة في استحياء: «شفيقة»، فقالت «شوق»: «إنتي خسارة.. ما تيجي أعلمك الرقص؟»، وثارت والدة «شفيقة»، معتبرة هذه الدعوة إهانة، لأن الرقص كان في ذلك الوقت عملا غير لائق في نظر الأسر المحافظة، وكان يطلق على محترفاته «الغوازي»، وعندما استعدت والدة «شفيقة» للانصراف بصحبة ابنتها، غمزت «شوق» بعينها ل«شفيقة» غمزة فهمت معناها.