•• الغضب كبير بسبب كارثة الكرة الثانية، التى ذهب ضحية لها 19 مشجعا للزمالك، والغضب أكبر لأننا نحذر منذ سنوات من سوء إدارة عمليات دخول وخروج الجماهير إلى الملاعب. إنها قضية قديمة تعود إلى عشرات السنين، وجعلت مشاهدة مباراة عذابا، وتهذيبا وإصلاحا للمواطن كما هو حال السجن، باعتبار أن الملعب يتحول إلى سجن، والمشجع إلى سجين. ولن نقبل أبدا بعد اليوم أن يعامل الجمهور كما يعامل المجرمين، خاصة أن الأمر كله ليس اختراعا ولا هو يحتاج ملايين الجنيهات من أجل تطبيقه.. فعندما يعود الجمهور فى المستقبل البعيد قليلا إلى مدرجاته، سيكون دخول الملاعب والخروج منها من عشرات المداخل والأبواب. ** كانت هناك تجربة ممتازة فى بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2006، وكانت هناك دوائر أمنية تحيط بالاستاد والملاعب، وتسمى «فلاتر» بمعايير الأمن والسلامة. وهذا يعنى أنه من الممكن تطبيق هذا النظام. وقد كان ذلك جزءا من حوار دار بينى وبين وزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبدالعزيز، ولكنه يرى أن الحادث جلل، والأسف وحده لا يكفى، ولابد من سرعة القصاص من كل من يثبت إدانته فى سقوط الضحايا. •• سألت الوزير: هل يعود الجمهور قريبا ؟ فأجاب أن الموضوع الآن ليس عودة الجمهور، فهناك احتقان إضافى بسبب الضحايا ولابد من العقاب لمن يدان.. وقد قلت للمهندس خالد عبدالعزيز إننى كنت متحمسا لعودة الجماهير وأخشى فى الوقت نفسه من التجاوزات، إلا ان جماهير الاتحاد السكندرى أعطتنا أملا فى تلك العودة، ثم اغتيل الأمل فى مباراة الزمالك وإنبى، وأظن أن علينا التعامل مع كرة القدم على أنها بدون جماهير لفترة طويلة، وهذا فى حالة عودة كرة القدم. •• نعم كرة القدم يجب أن تعود، وإلا أغلقوا المدارس والجامعات والمصانع والمسارح والسينمات. أوقفوا الحياة فى بلادنا بسبب عشرة الآلاف أو عشرين ألفا يختصر البعض فيهم شباب مصر كله وهو أمر غير حقيقى إطلاقا.. ومن أسف أن يسقط ضحايا فى مباراة كرة قدم. وعلى الرغم من اعتراضى على فكرة الاقتحام والاستقواء بالجموع والحشد.. إلا أنه من المؤكد أن هذا القفص الحديدى الذى أنشئ فجأة يمثل لغزا، فلماذا ؟ من صاحب فكرته ؟ كيف يعامل هؤلاء الشباب بهذه الإهانة ؟ وحتى لو كانوا على خطأ فى رغبتهم الدخول عنوة أو بالعافية، فلا يوجد مبرر واحد لسقوط ضحية واحدة فى مباراة. هذا القفص يستحق التحقيق وإعلان المسئول عنه بأسرع ما يمكن، لأنه من أهم أسباب الكارثة، ولأنه إهانة لا مثيل لها ولا يمكن أن يقبلها إنسان.