•• عند شراء سيارة، أو شقة، أو شبكة. عليك أن تحدد ماذا تريد وفقا لما تملكه.. وبناء عليه هل من الجائز أن يعلن اتحاد كرة القدم عن رغبته فى التعاقد مع مدرب أجنبى بدون أن يحدد قيمة هذا التعاقد؟ •• هناك الآن أخبار تتناول عدد المدربين الأجانب الذين يتقاتلون ويحترقون شوقا لتدريب منتخب مصر، وقد وصل العدد إلى 25 مدربا حتى صباح الأحد، أو حتى إقفال أبواب الاتحاد وهو أمر قابل للزيادة، باعتبار أنها بورصة، ولها مواعيد إفتتاح وإقفال.؟ •• ماذا يفعل الأجانب عند التعاقد مع مدرب جديد؟ •• يحددون أولا الهدف من التعاقد، وأهدافهم ليست كلاما مرسلا أو عاما، يصلح لكل عصر ولكل تعاقد جديد، وبرجاء مراجعة أهداف اتحادنا الموقر من التعاقد مع مدرب أجنبى عام 1971، وكيف تم التعاقد مع الألمانى ديتر كرامر وكيف تم الإستغناء عنه بعد أن خسر المنتخب بطولة كأس الأمم الإفريقية على أرضه وفى قلب استاد القاهرة وكان الفريق محصنا ومدرعا بالنجوم والمهارات؟! •• ماذا يفعل الأجانب إذن؟ يحددون الهدف من التعاقد، ووفقا للقدرات المالية، وهى هائلة طبعا، ثم تتنوع أهدافهم بين الفوز بالبطولات، وبين بناء فريق، وبين البطولات وتقديم متعة كرة القدم، وبين تطوير آداء فريق على الرغم من البطولات التى حصل عليها.. وهناك أسماء فى عالم التدريب لاعلاقة لنا بها، مثل كارلو أنشيللوتى، ودييجو سيميونى، وجوارديولا، ومورينيو، ومانويل بيلجرينى، وسابيلا، أنطونيو كونتى، ويواكيم لوف، وفان جال، وأرسين فينجر، ويورجن كلوب، وكابيللو لكن إختيارهم يكون وفقا لحسابات خاصة، كما حدث فى تعاقد بايرن ميونيخ مع جوادريولا، مثل تطوير آداء الفريق، وجعله أكثر شهرة لتسويقه أوروبيا وعالميا بصورة أفضل.. •• عند البحث عن مدرب من الدرجات الأقل، الثالثة والرابعة، يحدد الباحث عن هذا المدرب قراره، وفقا لنتائج هذا المدرب أولا، فرصيده من البطولات التى حازها يؤثر فى قراره، وعدد المباريات التى لعبها والتى فاز بها والتى خسرها، لأن ذلك يعكس فى ذهن الأجانب، طبيعة وإسلوب هذا المدرب وهل هو مهاجم أم مدافع أم موظف؟ •• المسألة مع منتخب مصر تتطلب اللغة الأسهل، والشخصية، واعتراف اللاعب المصرى به، وإدراك هذا اللاعب أن ما فى رأس المدرب الجديد من كرة القدم أكثر بكثير مما فى رأس اللاعب من كرة القدم.. وليس اللاعب فقط، وإنما الصحفيين والإعلاميين الرياضيين والمدربين المصريين أيضا، فهم من يجب إقناعهم بالمدرب الأجنبى قبل اللاعبين، وإلا فإنه لايفهم فى كرة القدم.. وكنت سمعت رأيا فى دون ريفى من مدرب مصرى جلست بجواره فى مران الأهلى عام 1985.. وكان رأيه أن دون ريفى »أى كلام» ولم يكن قد بدأ عمله بعد فى الملعب..؟! •• هل تعرفون متى بدأنا تلك القصة.. قصة البحث عن مدرب للمنتخب بنفس التفاصيل والحكايات والتسريبات؟! •• الإجابة: منذ أيام أن خسرنا كأس الأمم الإفريقية فوق هضبة الحبشة فى إثيوبيا.. عام 1962..؟!