تقرير – نجوم لم يتحملوا المسئولية .. وأخرين استحقوا التحية

حلم الوصول بعيدًا في مونديال البرازيل يراود دائمًا جماهير المنتخبات المشاركة في الحدث العالمي الذي يقام كل 4 سنوات، هؤلاء المشجعين المهوسين بشغف كرة القدم يعلقون تلك الأحلام والأمال علي نجوم منتخب بلدهم.
الحلم الذي يتكون في مخيلة الجماهير هو عندما يكون لديك نجما بارزًا في احدى الدوريات الأوروبية الكبري، تراه انه باستطاعته قيادة بلده وزملائه بالفريق الي ابعد ما يكون.
هناك نجوم في مونديال البرازيل لم يكونوا على قدر المسئولية الملقاه علي عاتقهم من قبل جماهير منتخباتهم، ظهر البعض منهم تأها في الميدان منهك الجسد فاقد القدرة علي الثبات والاتزان لا يبالي من العواقب الوخيمة التي ستصيب مشجعي منتخب بلده من اثار الهزيمة ، وهو ماحدث باصابة اكثر من مشجع بازمة قلبية نتيجة اخفاق منتخب بلده وتوديع المونديال مبكرا.
كان بالفعل هناك لاعبين لم يتحملوا المسئولية ، ولكن كان هناك ايضا لاعبين استحقوا أن يحملوا علي الأعناق وأن يرفعوا الي أعلي درجات النجومية بعد تقديمهم اداء بدرجة "المية مية" مع منتخباتهم، رغم استبعاد الترشيحات والتوقعات ومركز تصنيف منتخب بلدهم في الوصول للأدوار النهائية.
يرصد لكم موقع "الشروق الرياضي" عددًا من النجوم الذين لم يتحملوا تنفيذ وصية جماهيرهم، وأخرين استحقوا الاشادة والوقوف لهم سلاما وتحية.
1 – كريستيانو رونالدو ولويس ناني :
الدون أفضل لاعب في العالم نجم ريال مدريد قطار ماديرا كما يقال عليه لم يكن علي قدرا من المسئولية مع منتخب البرتغال في مونديال البرازيل، اصابته الخطيرة بمنطقة الركبة لم تشفع له الاداء السلبي في ال3 مباريات التي خاضها مع برازيل اوروبا.
كان تأها في الملعب وحيدا لم نشاهد عزيمة رونالدو المعروفة باخذه الكرة ومراوغة المدافعين والتوجه الي المرمي مباشرة لتسجيل الأهداف بشباك الخصوم كما يفعل مع النادي الملكي، خاصة وأن معنوياته يجب أن تكون مرتفعة بعد تحقيقه مع الميرنجي لقب الشامبيونزليج ال10.
الأمر نفسه انطبق علي صاحب المستوي المتدني ناني الذي أثبت أن اداءه مع مانشستر يونايتد يدل علي انه أصبح من ذاكرة اللاعبين المميزين.
2 – ستيفن جيرارد وواين روني :
القائد جيرارد تلك المرة حمل شارة قيادة منتخب انجلترا في مونديال البرازيل ويبدو أنها كانت ثقيلة علي كتفيه، فلم يستطع نجم ليفربول تحقيق اماني ووصية الجماهير الانجليزية له بأن يقود منتخب الأسود الثلاثة لأبعد ما يكون في كأس العالم بل انه كان سببا مباشرا في خروج الفريق بعدما صنع بطريق الخطأ هدفا برأسه لزميله في الريدز لويس سواريز الذي استغل الكرة وسجلها مباشرة في شباك جو هارت خلال مباراة انجلترا والاوروجواي والتي عصفت باحلام الاسود خارج المونديال.
روني هو الأخر أكمل اداءه السلبي في موسم 2014 فبعد أن كان ضائعا مع مانشستر يونايتد، ظل علي مستواه السيء مع انجلترا في المونديال، كل مافعله هو فك صيامه واحراز اولى اهدافه ببطولات كاس العالم في مرمي الاوروجواي بعد ان شارك في نسختين سابقتين.
3 – بالوتيلي :
أماني كبيرة عاشتها الجماهير الإيطالية وتمنت أن يحققها نجم خط هجومها صاحب الأصول الغانية ماريو بالوتيلي خاصة وأنه في بطولة الأمم الأوروبية الماضية باوكرانيا وبولندا تحمل المسئولية وأستطاع ان يسجل 4 اهداف للازوري، ولكنه في مونديال البرازيل ظهر لاعب ميلان مرة واحدة بتسجيله هدف في شباك الانجليز.
ثم غاب بعد ذلك تماما عن فاعلياته رغم تواجده في الملعب بمباراتي كوستاريكا ثم الاوروجواي، وهو الأمر الذي جعل الجماهير الإيطالية تنهال عليه بعبارت الاساءة والتوبيخ وتحميله جزء كبير هو وبقية زملائه مسئولية خروج بطل العالم 3 مرات سابقا من المونديال مبكرا.
4 - دروجبا
الفيل الإيفواري ربما يكون هو الظهور الأخير له 34 عام، لم يستطع أن ينهي مسيرته مع منتخب كوت ديفوار بقيادته لبلوغ أعلي الأدوار في المونديال، شارك قليلا أمام اليابان ثم كولومبيا، قبل أن يلعب أساسيا في المباراة الحاسمة للصعود لدور ال16 أمام اليونان والتي أنتهت بفوز المنتخب صاحب الحضارة الإغريقية، 2 – 1 بهدف قاتل حطم قلوب الجماهير العاجية ، ظهر نجم تشيلسي السابق وكأن الشيخوخة تضرب جميع اجزاء جسده غير قادر علي فتك شباك المنافسين كما كان يفعل في سابق عهده.
5 – كاسياس :
القديس كما يلقب أثبت انه أصبح حارس مرمي من الماضي ، تلقت شباكه 7 أهداف في مباراتين في حين أن اسبانيا كانت قد تلقت في كأس عالم 2010 بجنوب افريقيا التي توجت به، حتي نهاية البطولة هدفين فقط. ، كاسياس حامي عرين ريال مدريد شمت فيه منتقديه برعونته في التصدي لكرات كان من الممكن اخراجها بسهولة ولكنه أكمل إستهتار مدافعي الماتادور الاسباني الذي وضح وكأن أضعف مروض للثيران يستطيع احكام السيطرة علي نطحاته.
7- صامويل ايتو :
ما قدمه ايتو مع الكاميرون في مونديال البرازيل أثبت أنه أسد تحول الي قطة فاقدة ايضا لأهم اسلحتها، كان شبحا في الميدان مع منتخب بلاده لعب مباراة واحدة أمام المكسيك ،ثم اصيب ولم يشارك في فضيحة الأربعة بمبارتي كرواتيا والبرازيل، مشاركته الأولي كانت كفيلة لتؤكد حديث مدربه في تشيلسي جوزيه مورينيو الذي كان قد أشار بأن ايتو شاخ أصبح رجلا عجوز غير قادر علي تسجيل الأهداف مثلما ما كان يفلعه مع برشلونة.
8 – ديجو كوستا :
فشل في أول اختبار له مع منتخب اسبانيا، كوستا الذي فضل ارتداء قميص اللاروخا عن بلده الأصل البرازيل ظهر خلال كأس العالم لا يبالي لكم التحديات التي واجهتها اسبانيا لدفاع عن لقبها، حيث شارك في كارثة مباراة هولندا والتي انتهت بفضيحة الخماسية ثم شارك في خسارة تشيلي .
وظهر في اللقائين وهو منعدم التركيز تحركاته خاطئة داخل الصندوق وهو ما اثار حفيظة الجماهير الاسبانية لفشله الذريع في تقديم ربع ما قدمه مع فريقه اتلتيكو مدريد بمساهمته في اقتناص بطولة الدوري من الغريمين برشلونة وريال مدريد بالأضافة لحصوله علي المركز الثاني كهدافا لليجا خلف المتصدر كريستيانو رونالدو.
** لاعبون اعتلوا سلم النجومية في مونديال البرازيل :
1 – اليكس سانشيز
لاعب برشلونة الجميع يعرف نجوميته مع الفريق الكتالوني وقدراته الكبيرة التي يقدمها مع البلوجرنا في كافة البطولات، ولكن ظهوره الرائع مع منتخب بلاده تشيلي بمساعدة زملائه جعل الجميع يشيد بدوره القيادي في وسط الميدان وما قام به من تسجيل هدف في مرمي استراليا وحصوله علي لقب رجل المباراة وصناعة العديد من الفرص لزملائه.
نجح في اقحام منتخب بلاده لتكون ضمن كبار منتخبات العالم، أستطاع أن يقودها من مجموعة توقع الجميع صعود منها بطل العالم اسبانيا وهولندا الي دور ال16 بالفوز علي استراليا ثم اسبانيا ، الا أن خرج منتخب تشيلي مرفوع الرأس من المونديال بعد الخسارة أمام منظم البطولة البرازيل بركلات الترجيح، كان سانشيز صاحب الفضل في الوصول لها بعد تسجيله هدف التعادل في شباك جوليو سيزار حارس السيليساو.
2- اوتشو :
لاعب بلا فريق نال الأشادة والتحية ليس من جماهير منتخب المكسيك فقط بل من كافة متابعي اللعبة الشعبية الأولي في العالم، وذلك بفضل قفازاته الذهبية التي كانت حائط صد للمهاجمين .
قدم مباراة طيبة أمام الكاميرون ثم تألق وبرع أمام البرازيل في لقاء لعب منتخب السامبا ضد اوشتو ليحصل علي جائزة رجل المباراة، ليجعل الصحف العالمية تتحدث وتتعجب من تفوقه الكبير، مما جعله محط انظار كبار اندية أوروبا كونه أصبح لاعب حر بعد أنتهاء عقده مع فريق اجاكسيو الفرنسي الذي هبط بنهاية الموسم المنقضي لدوري الدرجة الثانية.
اكمل أوتشو تألقه في لقاء دور ال16 أمام الطواحين الهولندية كان يقفز للتصدي في كافة مساحات خط المرمي ال3 خشبات، ليزود عن مرماه حتي أن جاءت الدقيقة 88 ليسدد شنايدر لاعب وسط هولندا تصويبة صاروخية لن يستطيع اي حارس مرمي التصدي لها، لتخرج المكسيك بشرف بعدما أحتسب الحكم ركلة جزاء تأهل من خلالها الهولنديون الي دور ال8، وحصل للمرة الثانية اوتشو علي لقب أفضل لاعب في المباراة.
3- تيم هاورد :
رغم خروج منتخب امريكا من دور ال16 بمونديال البرازيل الا اننا وقع اختيارنا علي أحد أفضل من قدموا انفسهم بقوة في البطولة وهو تيم هارود حارس عرين ايفرتون الانجليزي.
تحمل المسئولية بكل شجاعة في مباراة غانا ثم البرتغال والمانيا، ولكن الأقدار لم تقف بجواره في مباراة بلجيكا محققا رقم قياسي بتصديه لأكثر من 15 تصويبة علي مرماه، الا أن جاءت الدقيقة 93 من الشوط الأضافي الثالث لتقلب بلجيكا المباراة بهدف أول ثم ثاني، لتودع امريكا المونديال ورأسها مرفوعه لأنها تملك حارس عظيم حصل في نهاية المباراة علي لقب أفضل لاعب.
4- نجوم محاربي الصحراء :
منتخب الرجال "كلك علي بعضك حلو" هي العبارة الأنسب لمنتخب محاربي الصحراء لاعبين ومدرب، لا يوجد لاعب بعينه فالجميع تحمل مسئولية رغبة جماهيرهم في كتابة التاريخ بمونديال البرازيل.
بمجموعة شابة أستحق اللاعبين التحية من جميع مشجعي دول العالم والمحللين، في مقدمتهم اسلام سليماني وسوفيان فيجولي وبوقرة ورفيق حليش وبراهيمي وجابو ومديرهم الفني البوسني خلايلوفتش، والحارس العملاق الريس امبولحي الذي صال وجال وادهش المتفرجين من تصدياته الهائلة لتصويبات لاعبي الماكينات الالمانية.
المعنويات كانت مرتفعة قبل انطلاق المونديال فخسارة اول مباراة امام بلجيكا بصعوبة 2 -1 لم يزلزل او يربك حسابات لاعبي الجزائر في الصعود من مجموعتهم ففي المباراة الثانية قاموا بكتابة التاريخ كأول منتخب عربي يسجل 4 اهداف في كأس العالم بمرمي منتخب كوريا الجنوبية .
ثم التعادل مع روسيا والتأهل لأول مرة لدور ال16 ومواجهة المانيا التي فازت في نهاية المطاف بعد الوصول الي الأشواط الأضافية 2-1، لتخرج الجزائر بشرف من مونديال البرازيل وسط حالة من البكاء سيطرت علي اللاعبين في مشهد يدل علي حبهم لوطنهم الغالي الذي حلموا برفع اسمه في السماء.