جلست أضرب أخماساً في أسداس ولمّا أتعب أضرب جبهتي بكف يدي من فرط دهشتي من هذه المؤامرة الجديدة في كأس العالم ضد الكرة العربية، وجاءت حساباتي التي أجريتها بالمسطرة والقلم وبالطول والعرض وفي كل الاتجاهات لتؤكد كلها نظرية المؤامرة الأوروبية ضد الكرة العربية لكنها هذه المرة ضد الكرة المصرية بالتحديد رغم أننا اكتفينا بالجلوس على المقاهي الشعبية نحتسي الحسرة سادة بالقرفة حتى لا يرتفع السكر في أجسامنا أكثر!!. لقد أكدت الحسابات أن الفوز الهولندي على الفريق الأسباني بطل كأس العالم السابقة بخماسية بعد أن ترك دون كيشوت الأسباني شوارع دفاعاته مفتوحه وذهب ليقاتل طواحين الهواء.. تأكدت أن الهدف منها هو لفت الأنظار عن هدف مجدي عبد الغني في مرمى هولندا عام 1990 والذي يمثل اللبانة التي تلوكها البرامج الرياضية التي يشارك فيها الكابتن مجدي على الترع الفضائية حتى إنني أسارع لإغلاق التليفزيون كله حتى لا أجد نفسي فجأة أتكرع الهدف. وهذه ليست المؤامرة الأولى في كأس العالم بشكل عام، أو ضد الكرة العربية بشكل خاص ، ولن تكون الأخيرة والأيام بيننا بإذن الله، فقبل المؤامرة الهولندية الحالية على هدف الكابتن مجدي عبد الغني نذكركم بالمؤامرة التي تعرضت لها الجزائر في بطولة كأس العالم 1982 بأسبانيا ، وكانت قد فازت على ألمانيا 2/1، وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من الوصول للدور الثاني.. لكن مؤامرة بين ألمانياوالنمسا في مباراتهما في المجموعة نفسها عندما لعب الفريقان على الواقف لتنتهي المباراة بفوز ألمانيا بهدف سجلته في أول عشر دقائق من المباراة ليصعد الفريقان للدور الثاني على حساب الجزائر. وقد اعترف بعد انتهاء البطولة لاعبو المنتخبين الالماني والنمساوي بالاتفاق على نتيجة المباراة سلفاً لاخراج الجزائر ومنهم المدافع الألماني الشهير بريجل ولاعب النمسا المعروف كرانكل . وبعد اعترافهما لجأ الاتحاد الدولي لكرة القدم للعمل بنظام الثلاث نقاط للحد من إمكانية التواطؤ حيث أن الفوزين بست نقاط يعطيان أفضليه أكثر. والمؤامرة الثانية بشكل عام كانت في بطولة كأس العالم 1978حيث تمكنت الأرجنتين في مباراتها في الدور الثاني من الفوز على بيرو بستة أهداف نظيفة كانت هي المطلوبة للصعود للدور النهائي وقيل وقتها أن الحارس البيروفي صاحب الأصول الأرجنتينية، رامون كويروجا تعمد تسهيل مهمة المنتخب الأرجنتيني في تحقيق فوز كبير. والغريب والطريف أن يخرج سيناتور سابق بحكومة بيرو بعد 34 عاماً من الصمت ليعترف أنّ بلاده تعمدت الخسارة أمام الأرجنتين في نصف نهائي كأس العالم 1978 مقابل مساعدتها في التخلص من المعارضة!. وفي بطولة كأس العالم 1998 كانت مؤامرة أخرى ضد الكرة العربية بطلاها البرازيلوالنرويج وضحيتها كان المنتخب المغربي الشقيق الذي كان قد فاز في مباراته الأولى 3/صفر على اسكتلندا، وتعادل في مباراته الثانية مع النرويج التي أصبح محتماً عليها الفوز على البرازيل للصعود إلى الدور الثاني، وعلى عكس كل التوقعات ونتائج لقاءات الفريقين الأربعة السابقة تمكنت النرويج من الفوز على البرازيل وفاحت رائحة المؤامرة عندما تقدمت البرازيل 2/صفر، لكنها فتحت الإشارة الخضراء في شوارع دفاعاتها لتتعادل النرويج في الدقيقة 83، ثم سجل لاعب النرويج ريكدال هدف الفوز بسهولة في الدقيقة 90 وكان كافياً لاقصاء المغرب من البطولة. وليصعد الفريقان للدور الثاني على حسابه، لكن العناية الإلهية التي لا تغفل ولا تنام عاقبت الفريق البرازيلي المتآمر فخسر النهائي أمام فرنسا بثلاثية مذلة . ولم تخل كأس العالم الحالية من الحديث عن مؤامرة وإن كانت حتى الآن في طور التوقعات كما قال: هوجو دي ليون اللاعب الدولي السابق لمنتخب الأورجواي والذي يعيش حالياً في البرازيل متوقعاً وجود مؤامرة ضد منتخب بلاده بقوله:."على اللاعبين أن ينتبهوا جيداً للصعوبات التي ستقابلهم في الدور الأول، لأنه سيحدث الكثير من الأشياء الغريبة داخل منطقة الجزاء"، في إشارة منه إلى إحتمالية عدم نزاهة القرارات التحكمية لكنه لم يبرر سبب توقعاته التآمرية. من جانب آخر فإن الحديث يدور بشده هذه الأيام عن مؤامرة جديدة تتعلق بكأس العالم ولكن بطلها بلد عربي حيث ذكرت جريدة الصنداي البريطانية: إن قطر اشترت تنظيم كأس العالم 2022 مقابل خمسة ملايين دولار، ومازال اللغط مستمراً. لكن رغم كيد الكائدين وتآمر المتآمرين الهولنديين والأسبانيين ورغم أنف المصريين سيبقى هدف مجدي عبد الغني هو الأغنى في تاريخ الكرة المصرية حتى لو فازت مصر بكأس العالم لأن هذا الهدف سيكون بالطبع هو الحافز الأعظم وراء ذلك الإنجازإذا تحقق!!. وكل كأس عالم وأنتم بخير. ونلتقي بإذن الله على خير.