"روح الفانلة الحمراء" صفة تاريخية ارتبطت بكل فرق الكرة التي ترتدي هذا اللون، إلا أن بداية عام 2014 كانت كارثية على العديد من الأندية صاحبة الرداء الأحمر سواء في العالم العربي أو أوروبا، البعض اقتصرت إخفاقاتهم على بطولات الدوري في بلادهم، والآخر امتد فشله بخروج مهين من البطولات القارية. ولعل النادي الأهلي بطل أفريقيا المحتفل مؤخرًا بتجاوز ميلان الإيطالي كأكثر ناد في العالم يتوج ببطولات دولية برصيد 19 لقبًا، من أبرز الأمثلة التي عانت من بداية صعبة في العام الجديد، فالمارد الأحمر فقد توازنه بعد اعتزال ورحيل نجومه الكبار مثل أبوتريكة وبركات وحسام غالي، وتعثر كثيرًا في بطولة الدوري، ولم يفز سوى في مباراة وحيدة من أصل خمسة مواجهات، ونال ثلاثة هزائم أمام الجونة، والداخلية، والمقاولون العرب. فقد "الشياطين الحمر" هيبتهم في الدوري، وباتوا مطمعًا لجميع المنافسين، وتراجعوا للمركز الرابع في المجموعة الأولى، وتركوا سباق الصدارة للثلاثي الذي تم إلغاء هبوطه في آخر مسابقة دوري مكتملة في مصر، سموحة، والاتحاد السكندري، والمقاولون العرب، وحتى انتصاراتهم الخمسة لم تكن عريضة أو بأداء مقنع. كانت بارقة الأمل الوحيدة للأهلي، تتويجه بكأس السوبر الأفريقي بصعوبة بالغة على حساب الصفاقسي التونسي بنتيجة 3-2، ولكن في المباراة التالية خسر بطل أفريقيا أمام يانج أفريكانز في تنزانيا، قبل أن يتأهل لدور ال16 بصعوبة بركلات الترجيح على حساب نفس الفريق. الأوضاع مشابهة تمامًا ل"شياطين" إنجلترا، مانشستر يونايتد، فبطل الدوري الإنجليزي بات يخسر من "طوب الأرض" تحت قياده مدربه الجديد الاسكتلندي ديفيد مويس الذي تولى المسئولية هذا الموسم، تراجع إلى المركز السادس في جدول "البريميير ليج"، بعدما نال الفريق 8 هزائم في 28 جولة، وأصبحت فرصه ضعيفة للغاية في التأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. إخفاقات مانشستر يونايتد لم تتوقف عند حدود الدوري الإنجليزي، بل صدم اللاعبون جماهير النادي، بأول خسارة أمام فريق يوناني أولمبياكوس بهدفين، لتشن وسائل الإعلام الإنجليزية هجومًا حادًا على النجوم روني الذي وقع مؤخرًا على أعلى عقد في تاريخ النادي، وفان بيرسي، وشككت في قدرة الفريق على التعويض في العودة على ملعب الأحلام "أولد ترافورد". أما آرسنال الإنجليزي، فالسيناريو يبدو مختلفًا، بدأ "الجانرز" الموسم بطريقة رائعة بفضل تألق مسعود أوزيل الذي انضم مقابل 42.2 مليون جنيه إسترليني من صفوف ريال مدريد، إلا أنه مع بداية 2014، انقلبت الأمور رأسًا على عقب، حيث تنازل آرسنال عن الصدارة وتراجع للمركز الثالث متساويًا مع ليفربول بعد مجموعة من الخسائر، وتركها مشتعلة بين تشيلسي ومانشستر سيتي. وعلى الصعيد الأوروبي، كالعادة توقف قطار آرسنال مبكرًا، وسقط أمام بايرن ميونخ البطل، بالخسارة على ملعبه ذهابًا 0/2، والتعادل 1/1 في ألمانيا، إلا أن آرسين فينجر المدير الفني للفريق يحلم بالفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي بعد خروج الكبار، وإنهاء الصيام عن البطولات الذي دام 10 سنوات. الوضع في إيطاليا يعد الأصعب، فميلان بطل أوروبا 7 مرات بات "ملطشة" لمنافسيه في الدوري .. "الروسونيرو" نال 10 هزائم وتراجع للمركز العاشر بعد مرور 27 جولة في "الكالشيو"، وتعد فرصه في المشاركة بأي بطولة أوروبية الموسم المقبل شبه مستحيلة. إدارة ميلان غيرت مدرب الفريق ماسيمليانو أليجري، وجاءت بنجم وسط الفريق المعتزل العام الماضي كلارنس سيدورف، النتائج تحسنت نسبيًا مع المدرب الشاب، إلا أنه ودع "الشامبيونز ليج" بطريقة مهينة أمام أتليتكو مدريد، حيث خسر ذهابًا على ملعبه بهدف، وسقط برباعية شوهت تاريخه في إسبانيا. برشلونة يعد أفضل حالاً من أقرانه، فالفريق الكاتالوني فقد صدارة الدوري الإسباني لصالح غريمه التقليدي ريال مدريد، وتراجع أداء نجمه ليونيل ميسي، ولكنه وضع قدمًا في دور ال8 لدوري الأبطال بفضل فوزه على مانشستر سيتي بإنجلترا 0-2. إلا أن المردود السيء للاعبي البارسا ينذر أن الفريق لن يكمل مشوار المنافسة على الألقاب الثلاثة للنهاية، لتراجع أداء نجومه، والمشاكل الإدارية التي هزت جدران النادي، وأسفرت عن استقالة رئيسه ساندرو روسيل لاتهامه بالتربح من صفقة المهاجم البرازيلي نيمار. ولأن لكل قاعدة استثناء، فإن أندية بايرن ميونخ وروما، وليفربول كسرت إخفاق أصحاب القمصان الحمراء في العام الجديد، الفريق البافاري واصل اكتساح جميع منافسيه في الدوري الألماني، ويتصدره بفارق 20 نقطة عن أقرب منافسيه، وعبر إلى ربع نهائي دوري الأبطال بسهولة على حساب آرسنال الإنجليزي. أمام روما وليفربول، استعاد مكانتهما وسط الأربعة الكبار في الدوريين الإيطالي والإنجليزي، ويستعدان للعودة مجددًا إلى أجواء دوري الأبطال. روما يتصارع مع نابولي على الوصافة خلف قطار يوفنتوس المتصدر، أما ليفربول أبهر الجميع بأدائه، ويحل ثانيًا برصيد 59 نقطة متفوقًا بفارق الأهداف عن آرسنال، ويتصدر مهاجمه لويس سواريز قائمة هدافي "البريميير ليج" برصيد 24 هدفًا.