كتبت فرنسا تاريخا جديدا لكرتها النسوية، عندما تمكن منتخبها من الفوز بكأس العالم للسيدات تحت 17 سنة أذربيجان 2012 إثرفوزه الثمين والصعب جدا على كوريا الشمالية (7-6) بفارق ركلات الترجيح بعد أن تعادل الفريقين في الوقت الأصلي (1-1). جاءت المباراة النهائية التي احتضنها ملعب توفيق بهراموف عامرة بالاثارة والندية على مدار شوطيها وامتد لركلات الترجيح التي أضفت الكثير من التوتر على المدرجات قبل أن تنفجر فرحا مع أنصار فرنسا المتوجين باللقب. رغم أن الدقائق الأولى أوحت للجميع بتعادل الكفتين فوق أرضية الملعب، لكن التهديد الجدي جاء من الطرف الفرنسي، ذلك أن ساندرين عكست كرة عرضية نحو ديكليرك فتسرعت الأخيرة بتسديدة الكرة رغم خلوها من الضغط لتمر تسديدتها فوق المرمى بقليل (11). منحت هذه الكرة المزيد من الثقة للفرنسيات لمواصلة التدرج بالايقاع الهجومي، وهو الأمر الذي جعل من الصعوبة بمكان على منافساتهن الكوريات صنع اللعب والانتقال للهجوم، بل أن الدفاع الفرنسي عرف كيف يتعامل مع كل الانطلاقات الكورية فنصب مصيدة التسلل بشكل ممتاز، فأوقع بها الآسيويات وألغى خطورتهن المتوقعة على المرمى. تصاعدت حدة الهجمات الفرنسية التي تميزت بخفةالحركة واختصار المسافة نحو المناطق المؤثرة، فتقدمت ديكليرك من الجهة اليسرىوعكست الكرة عرضية داخل المنطقة حولتها دياني بسرعة لتمر بجانب القائم (26). ونظرا لنجاعة التحركات الفرنسية في الثلثالهجومي، أثمرت تحركات ديكليرك عن إيجاد المساحة بين الدفاع "الوهن"فانطلقت خلف الكرة الطويلة والمميزة التي أرسلتها كارشوني من قبل خط المنتصف، لتتقدم ديكليرك وتسدد عند دخولها المنطقة عن يسار الحارسة الكورية، لتهز الشباك بالهدف الفرنسي الأول (33). حاولت ممثلات آسيا إيجاد الإيقاع الهجومي الخاص بهن، لكن الدفاع الفرنسي بقيادة تونكارا حرم الهدافة الأولى ري أون سيم من التحلي بأي مساحة لاستلام الكرة وتهديد مرمى برونو، لينتهي الشوط الأول على التقدم الفرنسي بهدف نظيف. كان طبيعيا أن تعود لاعبات كوريا الشمالية بشكل هجومي أفضل من الذي حاولن الوصول إليه في الحصة الأولى، ولذلك فقد نظمن ألعابهن وتقدمن بموجات متلاحقة نحو مناطق الخطر الفرنسية، ولاحت أولى الفرص بوقت مبكر، حيث مرت الكرة الركنية من الجميع لتصل على قدم كيم بيونج هوا، التي سددتها فوق العارضة بقليل (46). ظهر ضعف التركيز على محيا الأداء الدفاعي الفرنسي خصوصا في الكرات الثابتة والعرضية، ومن كرة عرضية على خط المنطقة تصل الكرة إلى ريهيانج سيم التي اخترقت بمهارة وواجهت المرمى لكنها سددت بعنف لترتد طرتها من بطن العارضة (63). مع تسارع وتيرة الأداء الهجومي الكوري، لاحت فرصة مثالية أمام ري كيونج التي اخترقت بسرعة من الجهة اليمنى وحاولت مغالطة الحارسة بتسديدة مباشرة نحو المرمى، لكن روماني برونو كانت عند حسن الظن وأوقفت الكرة بقدميها (78). ولكن في الهجمة التالية، لم تستطع برونو التعامل مع الكرة المسددة من شوي يون بمكر شديد لترتد من العارضة، فكانت الهدافة الأولى ري أون سيم بالمتابعة لتعيد الكرة نحو الشباك، هدف التعادل بعد طول انتظار (79). كاد الهدف أن يودي بأحلام الفرنسيات، حيث افتقدن للتركيز في اللحظات الحاسمة من عمر اللقاء، فمرت ركلة ركنية من الجميع لتصل إلى المتربصة شوي يون المتواجدة على بعد 3 أمتار من خط المرمى لكنها لم تحسن التعامل لتمر كرتها بجانب القائم (88). وفي الرمق الأخير من الوقت المبدد، تلقت ري هيانج كرة عرضية خلف الدفاع الفرنسي لتنقض عليها وتسددها دون تركيز أيضا فمرت فوق العارضة، قبل صافرة النهاية التي أعلنت التعادل بهدف لكلا المنتخبين. توجب على الفريقين التوجه لركلات الترجيح، وجاءت حكايتها عامرة بالاثارة، حيث تصدت برونو لكرة الكورية أون هوا، ليستمر مسلسل التسجيل، حتى تمكنت الحارسة الكورية من التصدي لركلة ماريون رومانيلي، لتفرض التعادل وتحترق الأعصاب مع ركلتين إضافيتين، حتى تصدت المتألقة برونو للركلة الأخيرة التي سددتها ري أون يونج وفي مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع ، نجحت فتيات غانا في تحقيق إنجاز فريد بفوزهن بالميدالية البرونزية وذلك بعد تفوقهن الثمين على المانيا 1-0 . وضربت غانا عصفورين بحجر واحد حيث توجن بالمركز الثالث للمرة الأولى في ثالث مشاركة لهن في البطولة، كما سددن حسابهن مع الألمانيات اللواتي تفوقن عليهن في الدور الأول بهدفين لهدف..