خطف منتخبا المغرب وتونس أنظار الجميع بالمباراة الرائعة التي أقيمت بينهما في الجولة الأولى لمباريات المجموعة الثالثة من كأس الأمم الإفريقية والتي انتهت بفوز تونس بهدفين مقابل هدف. أحرز هدف نسور قرطاج صابر خليفة ويوسف المسكاني ، بينما أحرز هدف المغرب الوحيد حسين خرجه. جاءت النتيجة على عكس مجمل سير اللقاء ، فعلى الرغم من تقديم المنتخبان مستوى طيب ، وأبهرا الجميع بمستوى عالي للغاية ، إلا أن المغرب كانت أفضل في معظم أوقات المباراة ، وهددوا مرمى المثلوثي ، لكنهم لم يكونوا موفقين في إنهاء الهجمات في الشباك. هجمات مغربية وتونسية متبادلة : بدأ الشوط الأول بشكل سريع ، و لم يأخذ المديران الفنيان وقتا طويلا لجس النبض ، وإن ظلت الكرة في منتصف الملعب أول سبع دقائق ، عندما نجح المنتخب التونسي في الحصول على ركنية في الدقيقة السابعة نفذها خالد القربي سريعة ليحولها أحد لاعبي النسور من مساة قريبة ، لكن نادر المياغري حارس مرمى المغرب يتألق ويخرج الكرة في رد فعل رائع. ويرد المنتخب المغربي في هجمتين في الدقيقتين ال13 وال18 عبر لاعباه مروان الشماخ ومبارك بوصوفه ، لكن المثلوثي يتألق في الكرتين ويعيد إنفراد الشماخ إلى المعلب ، ويحول تسديدة بوصوفة إلى ركنية. ظهر واضحا على الفريقين الإلتزام التكتيكي بتعليمات الجهازين الفنيين ، وكثر اللعب في وسط الملعب في محاولة للسيطرة عليه ، وبالتالي تشكيل ضغط على دفاع الفريق المنافس. وفي الدقيقة 22 يفاجئ زهير الذوادي لاعب نسور قرطاج الجميع بتسديدة مفاجئة – عقب مراوغته عمار جمال – لكن القائم يحرم المنتخب التونسي من التقدم الأول عندما حول الكرة إلى خارج الخطوط. ومع حلول الدقيقة 35 ، يحصل المنتخب التونسي على ضربة حرة مباشرة ينفذها خالد القربي داخل المنطقة ، ويرتقي لها صابر خليفة ليسددها برأسه لكنه يفضل في الوصول لها ، وعلى كل حال ، فقد نجح صابر في تشتيت الحارس ليخطئ تقدير الكرة التي مرت منه وسكنت الشباك معلنة عن تقدم تونس بهدف نظيف. وبعد دقيقة واحدة ، يرسل مجدي تراوي تمريرة طولية إلى صابر خليفة ، لكن المياغري يتألق ويقوم بدور الليبرو في التغطية ، عندما نجح في توقع الكرة بشكل صحيح ، وخرج من مرماه ليشتت الكرة قبل وصول خليفة إليها ، وفي رد سريع ، نجح المنتخب المغربي في إرسال عرضية إلى منتصف منطقة الجزاء ، سددها الشماخ برأسه لكن المثلوثي نجح في إخراجها ببراعة ، لينتهي الشوط الأول بتقدم تونس بهدف صابر خليفة. تحول تكتيكي بهت الشوط الثاني تماما بعد أن قرر سامي الطرابلسي مواجهة مهارات وسرعة لاعبي المغرب بواقعية دفاعية ، خاصة بعد أن أشرك إيريك جيرتيس المدير الفني للمغرب اللاعب المهاري عادل تعربات بدلا من أسامة السعيدي الذي لم يفعل أي شيء في الشوط الأول. وبدأ أسود الأطلس في السيطرة على وسط الميدان ، والإستحواذ على الكرة بشكل أكبر ، ليجري الطرابلسي تغييرين متتاليين بإشراك يوسف المساكني بدلا من سامي العلاقي لمواجهة قوة المغرب في منتصف الميدان وحسين الراجي بدلا من ياسين الشيخاوي ، وفي منتصف هذه التغييرات أشرك إيريك جيرتيس تغيير هجومي بإشراك يوسف حجي – شقيق أسطورة المغرب مصطفى حجي – بدلا من مبارك بوصوفه الذي كأن أفضل لاعبي الفريقين بعد حارسا المرمى. وبعد دخوله بدقائق قليلة تلقى حجي تمريرة من منتصف الملعب ، ليراوغ أيمن عبدالنور بشكل رائع ليجد نفسه منفردا بالمثلوثي تماما ، لكنه سدد الكرة بغرابة شديدة ، لتضيع على أسود الأطلس فرصة التعادل. وبمرور الوقت ، وخاصة في الدقيقة 76 ، يتلقى صابر خليفة الكرة ويمررها إلى المساكني ، الذي نجح في مراوغة أحمد قنطاري وبدر القدوري قبل أن يسدد الكرة لترتطم بقدم مهدي بن عطية وتسكن الشباك ، ويعلن دانيال بينات هدف ثانيا لتونس. ويجري جيرتيس تغييرا ثالثا بإخراج مروان الشماخ وإشراك يوسف العربي بدلا منه ، ويرد عليه الطرابلسي بتغيير ثالث أيضا بإشراك أمين الشرميطي بدلا من زهير الذوادي لزيادة الفاعلية الهجومية ، والضغط على المنافس وإجباره على العودة للمناطق الدفاعية وتخفيف الحمل عن دفاعاته قليلا. وعل عكس ما أراد الطرابلسي أحرز منتخب المغرب هدفا في الدقيقة 87 ، عندما نجح نور الدين مرابط في إرسال عرضية إلى أحمد قنطاري – المتسلل – الذي حولها برأسه إلى حسين خرجه في منتصف منطقة الجزاء ليسدد الأخير الكرة مباشرة لقلص أسود الأطلس النتيجة قبل النهاية بثلاث دقائق ، وتوتر أعصاب الجميع ليدخل خرجه في شجار مع عمار جمال ، ويحصل الأخير على إنذار. ويستمر الضغط المغربي على الدفاع التونسي ، وتستمر محاولات إدراك هدف التعادل ، وبالفعل ينجح حسين خرجه في مراوغة الدافع في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلا من الضائع ، ويسدد الكرة لتمر أعلى العارضة بقليل , ويضيع على خرجه هدف التعادل لمنتخبه ، وتنتهي المباراة بفوز تونس بأول ثلاث نقاط في البطولة وتحتل المركز الثاني متشاركا مع الجابون صاحبة المركز الأول في عدد النقاط ، بينما احتل منتخب المغرب المركز الثالث.