يبدو أن أزمة محمود عبد الرازق "شيكابالا" صانع ألعاب الزمالك ونجم الفريق قد تتخذ منعطفا جديدا خلال الأيام القليلة المقبلة. ففي ظل سعي مجلس الإدارة لاحتواء أزمة اللاعب مع مدربه حسن شحاتة بشكل ودي ودفعه للاعتذار للمدير الفني تبدو الأمور تسير باتجاه حلقة جديدة من مسلسل الأزمات داخل القلعة البيضاء، لاسيما أن ذلك الحل لا يعد مطروحا بالنسبة للمعلم الذي كان قد طالب بعدم الإبقاء على شيكابالا على خلفية أزمة مباراة المغرب الفاسي الشهيرة. ولعل التحول المفاجئ في موقف مجلس إدارة النادي تجاه أزمة شيكابالا قد يدفع الأمور نحو الهاوية فيما يتعلق بعلاقة الجهاز الفني بالإدارة خاصة وأنه الأمور تسير بعكس ما يتطلع إليه المعلم وجهازه الذي يصر على رحيل اللاعب. موقف متناقض الأخطر من ذلك هو أن السماح لشيكابالا بالعودة للفريق حتى ولو بعد اعتذاره للجهاز الفني فسيفتح ذلك باب التجاوزات أمام جميع اللاعبين في الفريق، في الوقت الذي كان فيه قرار إعارة شيكابالا أو عرضه للبيع قبل ذلك أخلاقيا في المقام الأول. وسيتعين على مجلس إدارة الزمالك إذا ما أصر على موقفه فيما يتعلق بالدور الذي يلعبه للتوسط بين شحاتة وشيكابالا للصلح أن يتقبل حجم الانتقادات التي سينالها نتيجة لمخالفته قرار سابق أصدره ودافع عنه في وجه المنتقدين والمطالبين بعدم ذبح اللاعب وضرورة الصفح عنه. عروض وهمية وقد شهدت الفترة الماضية العديد من عروض الاحتراف بالنسبة لشيكابالا كان آخرها من نابولي الإيطالي قبل أن يخرج وكيل اللاعب ليؤكد أن تلك العروض وهمية ولا أساس لها من الصحة. وقبل ذلك توالت العرض على الزمالك لاستعارة النجم الأسمر، من بينها عجمان والشباب الإماراتيان، وأودينيزي الإيطالي، فضلا عن عروض أخرى من اليونان والصين وإسبانيا وتركيا، ولكن كل تلك العروض لم يصل أي منها إلى مرحلة "الجد" في التفاوض مع إدارة النادي ولكن كانت عن طريق ترشيحات من وكلاء لاعبين. موقف المعلم وعلى مدار الفترة الماضية وتحديد منذ بداية الأزمة التي تفجرت في منتصف الشهر الماضي فقد انتظر حسن شحاتة أن يبلغه مجلس إدارة نادي الزمالك بأنه قد تم التوصل لاتفاق بشأن إعارة اللاعب إلا أن ذلك لم يحدث. وقد ساهم تأخر مجلس الزمالك في حسم موقف اللاعب من الإعارة في زيادة حالة الاحتقان داخل الجهاز الفني خاصة أن تعامل المجلس مع ملف شيكابالا كان سببا في رحيل المعلم عن تدريب الفريق قبل العودة مرة أخرى بعد اتصالات مكثفة مع الإدارة لاحتواء الموقف. وقد يبقى الوضع على ما هو عليه خاصة أن شحاتة يرفض فكرة التصالح من الأساس باعتبار أنها ستعيد الأزمة إلى نقطة الصفر وستزيد الأوضاع صعوبة داخل الفريق وربما تفقد الجهاز الفني السيطرة على باقي اللاعبين إذا ما تم السماح للاعب بالعودة مرة أخرى. وشأنه كشأن كثيرين لم يقتنع المعلم بأن المجلس قد فشل في تسويق اللاعب معتبرا أنه ليس من الصعب أن تجد الإدارة عرضا مناسبا من الناحية المالية والفنية لنجم الفريق الأوحد على مدار السنوات الماضية. محاولات المجلس المثير في الأمر والغريب أيضا هو أن المجلس فشل حتى في التواصل مع اللاعب الذي أغلق هاتفه ولا يعرف أحدا في مجلس الإدارة طريقة للتوصل إليه، بما في ذلك عمرو الجنايني عضو المجلس الذي يعد حلقة الوصل دائما في احتواء أي أزمات للاعب نتيجة للعلاقة القوية التي تجمعه به. ولكن مازاد من حدة الأزمة هو ما قام به المجلس مؤخرا بإيداع جزء من مستحقات اللاعب في حسابه بحجة رغبتهم في تفويت أي هفوة او ثغرة قانونية تتيح له الرحيل بشكوى ضد النادي بسبب عدم الحصول على تلك المستحقات، ولكن البعض فسر تلك الخطوة التي قام بها المجلس بأنها إغلاق لملف احتراف اللاعب أو رحيله عن الفريق.