فورين بوليسى: التنظيم نقل الهجوم إلى أوروبا للحفاظ على بقائه.. وسيستمر فى التراجع بسورياوالعراق شبهت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية تنظيم داعش بالحيوان المقيد الذى يحارب بشراسة، ويركل ويصرخ فى محاولة لتفادى الموت، مشيرة إلى أن التنظيم اليوم فى سورياوالعراق يقوم بنفس المحاولات، سعيا لاستنشاق بعض الهواء، بعد أن عانى خلال الشهور الأخيرة من خسائر فى الأراضى التى كان يسيطر عليها أمام القوات الكردية، فضلا عن فقدان كبار مقاتليه، وتزايد المنشقين عنه. وقالت المجلة إن الهجمات الأوروبية الأخيرة قد تبدو لمن ينظر من بعيد، دليلا على أن«داعش» أقوى من ذى قبل، إلا أن الأمر عكس ذلك، موضحة أن «التنظيم بحاجة ماسة لإظهار إشارات نجاح لدعم صفوفه، وإلهام الدعم الشعبى الدولى». وأضافت المجلة: «بما أن هذه المكاسب يصعب تحقيقها فى سورياوالعراق، فقد بدأ التنظيم فى البحث فى أماكن أخرى، ومن باريس لإسطنبول لبروكسل، انتقل مقاتلو داعش إلى أوروبا، ليصبحوا إرهابيين بلا حدود». وتابعت المجلة أن «داعش يتبع الطريق الذى سلكه سلفه، حركة الشباب فى الصومال، فى تنفيذ عمليات عنف شديد، سعيا للوصول لدولة يحكمها الإسلام، مشيرة إلى أنه «على غرار تراجع حركة الشباب فى الصومال، بدأ تنظيم داعش فى التحول من قوة تقليدية تسعى إلى الاستحواذ على أراض، إلى تهديد إرهابى إقليمى دولى يبحث عن حاضنة جديدة من أجل البقاء». وأوضحت «فورين بوليسى» أن التنظيم حاليا يتبع نفس خطى حركة الشباب، التى حولت هجماتها إلى كينيا وأوغندا وتنزانيا، إلا أن مخاطر داعش أعلى بكثير، وأهدافه المحتمل نجاحها لا حدود لها تقريبا، حيث يجلس زعيم التنظيم أبو بكر البغدادى على قمة شبكة أكبر وأكثر تنوعا من المقاتلين الأجانب المتدربين تدريبا هو الأعلى فى تاريخ الإرهاب. ونوهت المجلة إلى أن تنظيم «القاعدة» استغرق عقدا كاملا ليتمكن من تنفيذ هجومين كبيرين فى أوربا (مدريد 2004، لندن 2005)، بينما تفوق «داعش» على نجاحات «القاعدة» فى أوروبا خلال شهور قليلة، بدأت بالهجوم على أسبوعية «شارلى إبدو» الفرنسية فى يناير 2015، مرورا بهجمات باريس فى نوفمبر من العام ذاته، وأخيرا الهجمات الإرهابية فى بروكسل، والتى يبدو أنها كان مخطط لها منذ فترة. ورأت المجلة أنه بينما يشمت «داعش» فى هجمات بروكسل، سيستمر فى خسارة الأرض خلال الأشهر القادمة، حيث يستعد التحالف الدولى لاستعادة السيطرة على الموصل فى العراق، وربما يدفع القوات الكردية للسيطرة على الرقة فى سوريا، موضحة أنه «لكى يستمر التنظيم، فعليه السعى لأهداف جديدة لمقاتليه، وإحراز نجاحات جديدة للحفاظ على بقائه». وخلصت المجلة الأمريكية إلى أن الهجمات المستقبلية فى أوروبا ليست احتمالا، ولكنها ممكنة، لافتة إلى أن تفجيرات بروكسل ربما تكون استهلكت البقايا الأخيرة لشبكة باريس، إلا أن نجاح «داعش» فى المدينتين بالتأكيد سيلهم أتباعهم فى القارة الأوروبية، مؤكدة أنه «على وكالات مكافحة الإرهاب فى أوروبا أن تنتعش، وأن يتشاركوا المعلومات الاستخباراتية والقدرات، وإلا ستتلطخ المدن الأوروبية مرة أخرى بدماء الأبرياء».