أكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية، أن التحديات التي نواجهها على جميع المستويات الداخلية والخارجية تفرض علينا ضرورة المواجهة والتواصل مع العالم والارتفاع إلى مستوى الحدث ومواكبة التطور وامتلاك القدرة الفكرية على المساهمة في صناعة المستقبل. وشدد مستشار مفتي الجمهورية في لقائه الدكتور أنتوني بوبالو - مدير معهد لووي للدراسات الدولية في سيدني - على أن الإرهاب لا يمكن بحال أن يخرج من رحم الإسلام، وإنما هو مسلك عنيف متعلق بسلوكيات أفراد وجماعات ومدركات مشوهة أسهمت في تشويه الصورة والإساءة إلى الأديان بشكل عام. وأضاف نجم خلال جولته بأستراليا لنشر صحيح الإسلام، أن التحرك العسكري فقط لا يكفي لوقف الزحف الإرهابي على بقاع العالم مطالبا بتحرك فكري مواز، لقطع الطريق على التنظيمات الإرهابية من الموارد البشرية التي تلتحق بها، موضحا أن دار الإفتاء أنشأت مرصدًا لرصد ومتابعة الفتاوى التكفيرية والمتطرفة والرد عليها، وأصدرت من خلاله العديد من المواد والتقارير العلمية والشرعية والإعلامية، والتي لاقت إشادة بالغة وتقديرًا من مختلف الجهات في الداخل والخارج. وأوضح مستشار المفتي أن مراكز البحوث ومؤسسات التفكير أصبحت الآن ضرورة ولم تعد ترفًا يمكن لأي مجتمعٍ يسعى إِلى التطور أَن يستغني عنه، مشددا أنه لا مجال لتقدم الدول دون الاهتمام بالبحث العلمي ومراكز الدراسات والبحوث في عالم تتزايد فيه المتغيرات في كل المجالات وتتنوع فيه التحديات التي تُفرض على الواقع الذي تعيشه الدول، وهو ما أدركته دار الإفتاء المصرية بإنشاء العديد من المبادرات التي تهدف إلى التواصل مع العالم في شرح صحيح الإسلام والتصدي للفكر المتشدد. من جانبه، أكد الدكتور أنتوني بوبالو مدير معهد لووي للدراسات الدولية في سيدني أن مرصد دار الإفتاء أصبح أحد أهم أدوات مكافحة فتاوى التكفير والتطرف في العالم من خلال المتابعة الدقيقة لأعمال المرصد خلال العامين الماضيين، وأوضح مدير المعهد تطلعه إلى شراكة بحثية مع مرصد دار الإفتاء في مجال مكافحة الأفكار المتطرفة. الجدير بالذكر أن معهد لووي للدراسات الدولية أكبر مركز بحثي للدراسات الاستراتيجية في القارة الأسترالية.