مقر القسم مؤقت فى شركة السكر وبه غرفة حجز واحدة مساحتها 35 مترا وتضم 142 سجينا كشف مصدر أمنى رفيع المستوى بمديرية أمن الجيزة ل«الشروق» عن تفاصيل مهمة بشأن واقعة محاولة الهروب الجماعى لمساجين قسم الحوامدية، إذ أوضح أن مقر القسم يقع داخل عقار تابع لشركة السكر، وهو مقر مؤقت منذ حرق المبنى الرئيسى لقسم الحوامدية فى أحداث الشغب التى أعقبت ثورة 25 يناير 2011، مشيرا إلى أن القسم لا توجد به الا غرفة حجز واحدة فقط لا تتجاوز مساحتها 30 مترا. وأضاف المصدر الذى فضل عدم ذكر اسمه أن السبب الحقيقى وراء محاولة هروب السجناء هو التكدس الرهيب داخل الحجز حيث وصل عدد المحبوسين إلى 142 متهما فى حين أن الغرفة لا تتحمل سوى 30 أو 35 متهما فقط وفقا للقانون الذى يؤكد أن لكل متهم مترا مربعا داخل الحجز. وأوضح المصدر ل«الشروق» أن الكارثة بدأت بعد تشاجر المتهمين داخل الحجز حيث أثاروا الفوضى بعد رفضهم استقبال متهمين جدد لعدم وجود مكان يقفون فيه، مشيرا إلى أنه أثناء مشاجرة المتهمين على مكان الوقوف داخل الحجز سقط الباب وجزء من الجدران «الضعيفة» بسبب كثافة العدد وتدافعهم من الداخل، مؤكدا أن السبب الرئيسى وراء سقوط الباب هو التدافع وليس التخطيط من أجل الهرب من القسم. وأضاف المصدر أن الضابط النوبتجى طالب المساجين بالهدوء وأطلق أعيرة نارية فى الهواء وطلب الدعم من باقى قوات القسم التى أسرعت برئاسة العميد رجب غراب مفتش مباحث قطاع جنوبالجيزة وتمكنت من السيطرة على المساجين وأغلق ضباط وأفراد القسم أبواب المبنى. وأكد المصدر أنه أثناء نقل المساجين إلى غرفة أخرى حاول بعضهم الهرب من القسم ما تسبب فى حالة من الفوضى وفى محاولة للسيطرة عليهم ومنعهم أطلقت القوات قنابل الغاز المسيلة للدموع والمياه وسط تدافع المساجين ما أدى لوفاة أحدهم وإصابة 18 اخرين بينهم 5 بإصابات خطيرة، واختناقات وتم نقلهم للمستشفى للعلاج، وأشار المصدر إلى أن الأحداث بدأت فى تمام الساعة 4.30 فجرا بعد عودة الضباط بمأمورية ضبطوا خلالها 4 متهمين جدد وحاولوا ايداعهم مع المحتجزين. فى السياق ذاته قالت التحقيقات المبدئية التى أشرف عليها اللواء أحمد حجازى مدير أمن الجيزة أن حالات شغب وقعت داخل قسم شرطة الحوامدية، حاول خلالها 120 محتجزا بقسم الشرطة من المتهمين فى قضايا جنائية تنوعت ما بين مخدرات وحيازة أسلحة نارية الهرب، وحطموا باب الحجز والباب الرئيسى للقسم فدخلت القوات وواجهتهم فى بداية الأمر بعدة طلقات تحذيرية وأطلقوا صوبهم مدافع المياه. وأضافت التحقيقات أن محاولات الشرطة الأولية باءت بالفشل فى ظل العدد الكبير من المتهمين الذين حاولوا الهرب واندفعوا بقوة خارجين من القسم ما دفع القوات لإطلاق مزيد من الطلقات التحذيرية وقنابل الغاز المسيلة للدموع، وهو ما أدى إلى تراجع جموع المحتجزين والسيطرة على الوضع. وكشفت التحقيقات أن عدد المصابين فى الأحداث 18 جميعهم يعانون من الاختناق بينهم 5 مازالت حالاتهم غير مستقرة وتم نقلهم لمستشفى البدرشين المركزى للعلاج. وأضافت أن المتوفى الوحيد سقط نتيجة التدافع وقنابل الغاز التى تم إطلاقها وتبين أنه محمد كمال إمام وضبط فى بداية شهر يناير الماضى لتورطه فى الاتجار بالأسلحة النارية، وكان محبوسا على ذمة القضية رقم 616 / 2016 جنح القسم، وضُبط بحوزته آنذاك 3 قطع سلاح نارى بدون ترخيص. وكشفت معاينة النيابة عن وجود كسر بالباب الخارجى وباب الحجز وفوارغ عدد من الطلقات وبقايا آثار قنابل الغاز، واستدعت النيابة مأمور قسم شرطة الحوامدية لسماع أقواله حول الواقعة، وعدد من المحتجزين والمصابين فى الأحداث، وطلبت تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة للوقوف على ظروفها وملابساتها، وفرضت قوات الأمن كردونا أمنيا فى محيط المركز، واستعانت بقوات من الأمن المركزى والعمليات الخاصة لمنع أية محاولات اقتحام من قبل أهالى المحتجزين الذين تجمهروا خارج القسم للاطمئنان على ذويهم. وكان مسئول مركز الإعلام الأمنى بوزارة الداخلية أكد أنه فى الساعات الأولى من صباح السبت الماضى أبلغت الخدمات الأمنية المعينة على حجز قسم شرطة الحوامدية بمديرية أمن الجيزة بحدوث مشاجرة داخل حجز القسم بين عدد من المتهمين واستغل عدد منهم المشاجرة وكسروا الباب الداخلى للحجز للخروج إلى الردهة المؤدية إلى باب الحجز الرئيسى فى محاولة للهرب ما دعا القوات إلى إطلاق محدث صوت للسيطرة عليهم ومنع هروبهم إلا أنهم لم يمتثلوا ونزعوا باب الحجز الرئيسى وتدافعوا للخروج فقررت القوات غلق باب القسم الرئيسى وإطلاق عبوة غاز أمام باب القسم لمنع هروبهم، وتمكنت من السيطرة عليهم وإيداعهم بمحبسهم.