أظهرت دراسة جديدة أن الدماغ البشرى يمكنه أن يخزن ذكريات أكثر ب 10 أضعاف مما كان يُعتقد سابقا، ومفتاح هذه القدرة المذهلة يكمن فى نقاط الاشتباك العصبى والوصلات العصبية. وقد توصل العلماء إلى هذه النتيجة الجديدة بفضل مواصلة البحوث فى نقاط الاشتباك العصبى والوصلات العصبية المسئولة عن تخزين الذكريات فى المخ. ووجد الباحثون من معهد سالك Salk Institute أن كل نقطة اشتباك عصبى يمكن أن تخزن نحو 4.7 بايت من المعلومات، وهذا يعنى أن الدماغ البشرى لديه قدرة على تخزين واحد بيتابايت من المعلومات، أى ألف تريليون بايت، وهذا يعادل نحو 20 مليون خزانة من 4 أدراج لحفظ الملفات مليئة بالبيانات. وجاء اكتشاف هذه القدرات المذهلة للدماغ البشرى بينما كان العلماء يقومون بإعادة بناء نموذج ثلاثى الأبعاد من أنسجة فرس البحر لاستخدامه كبديل لخلايا الدماغ. وعند اكتشاف العلماء هذا الأمر، لم يستطيعوا تخيله فى البداية، ولكن لفهم حقائقه كان لابد لهم من فهم الآلية العلمية لعملية تكوين الذكريات فى المخ. ويقول العلماء إن الذكريات والأفكار هى نتائج أنماط النشاط الكهربائى والكيميائى فى الدماغ، ويحدث الجزء الحيوى من هذا النشاط عندما تتقاطع فروع الخلايا العصبية فى بعض مناطق المخ، والمعروفة باسم نقاط الاشتباك العصبى. وذهب فريق العلماء فى الدراسة الجديدة إلى استنتاج مفاده أنه يمكن أن يوجد فى المُخ نحو 26 فئة مختلفة الأحجام من نقاط الاشتباك العصبى، بينما كان يعتقد فى السابق أن عددها أقل من ذلك بكثير، كما توصل الفريق أيضا إلى أن الأحداث التى تمر على الدماغ تتسبب فى تغيير حجم نقاط الاشتباك العصبى، فهى «تضبط نفسها وفقا للإشارات التى تتلقاها».