كان الأسبوع الماضى هو أسبوع الأخبار السارة لأسرة الطالب المصرى فى الولاياتالمتحدة يوسف مجاهد المتهم بدعم الإرهاب، حيث أصدر قاضى الهجرة الأمريكى كينيس هورفيتز براءته ورفض طلب الحكومة الأمريكية ترحيله فى الوقت الذى حصلت فيه أسرته على الجنسية الأمريكية وأدت اليمين القانونية الأسبوع الماضى. ورغم ذلك، من المنتظر أن تستأنف الحكومة الأمريكية قرار القاضى الرافض لترحيل مجاهد خلال 30 يوما، وفقا للقانون وذكر القاضى «أن الوثائق التى قدمها محامى وزارة الأمن الداخلى الأمريكى لم تكن كافية لإدانة الطالب المصرى. وكان يوسف مجاهد يدرس الهندسة بجامعة جنوب فلوريدا، واتهم من قبل الحكومة الأمريكية بالتخطيط للقيام بأنشطة إرهابية، إلا أنه برئ منها يوم 3 أبريل الماضى. وجاء قرار المحكمة بالإفراج مفاجأة لكل أطراف القضية، بدءا من محامى العائلة المصرية تشارلز كوك وعائلة الطالب يوسف مجاهد، خاصة والده سمير مجاهد الذى ذكرت صحف محلية بولاية فلوريدا أنه لم يصدق قرار المحكمة. وكانت عائلة الطالب المصرى قد حصلت على الجنسية الأمريكية الأسبوع الماضى، وأدت اليمين الأمريكية، وأصبحت تتمتع بكل الحقوق والواجبات التى يتمتع بها المواطنين الأمريكيين، إلا أن أبنها يوسف مجاهد، كان الاستثناء الوحيد للعائلة التى هاجرت للولايات المتحدة منذ 20 سنة. وخلال مداولات القضية، طالب محامى العائلة المصرية من القاضى رفض الدعوة، وشبه أدلة الحكومة الأمريكية فى هذه القضية «بالزبالة». مما أدى لاعتراض محامية الحكومة السيدة جينا جاريت. وسمح القاضى هورفيتز لشاهدين حكوميين بأن يدلوا بشهادتيهما، وحاول الضابط فريدريك هامفريز من مكتب التحقيقات الفيدرالى، أن يربط يوسف مجاهد بصديقه أحمد عبداللطيف (الذى اتهم واعترف بتهم تتعلق بتقديم مساعدة مادية لإرهابيين)، ويقضى الآن عقوبة السجن لمدة 15 عاما فى أحد السجون الفيدرالية. كذلك قام الشاهد الثانى «تيم بيفنشينى»، وهو خبير كومبيوتر بمكتب التحقيقات الفيدرالية، بالشهادة ضد يوسف مجاهد، وذكر أن يوسف حمل على جهاز الكمبيوتر الخاص به 9 مقاطع فيديو يظهر خلالها أرهابيون يدمرون مركبات عسكرية وأهدافا أمريكية فى إحدى دول الشرق الأوسط. ورأى القاضى أن الأفلام التى تظهر هجمات على أهداف أمريكية مدة كل منها أقل من دقيقة واحدة، ولا يعنى وجودها على جهاز كمبيوتر العائلة، أن يوسف مجاهد شاهدها. وطبقا لقرار الإفراج، يقع على يوسف مجاهد عبء الذهاب مرة كل شهر لسلطات الهجرة الأمريكية حتى يتم الانتهاء من إجراءات الاستئناف التى تنوى الحكومة الأمريكية التقدم بها. وقال سمير مجاهد والد يوسف: إن الحكم الذى أصدره القاضى يوم الجمعة لصالح نجله هو أقوى من البراءة إذ إنه أسقط الدعوى برمتها. واصطحب سمير مجاهد نجله الحبيس بسجن مقاطعة جليدز فى فلوريدا منذ الأسبوع الأول من أبريل الماضى إلى البيت. وقال: «إننى سعيد للغاية لأننى سأعود بيوسف إلى منزلنا لنمضى شهر رمضان معا»، كما ذكرت صحف محلية بولاية فلوريدا. وكانت مأساة هذا للطالب المصرى قد امتدت لسنتين كاملتين، قد بدأت عندما تم القبض عليه مع شخص آخر يدعى أحمد عبداللطيف، وهو مبعوث مصرى للدراسات العليا بجامعة جنوب فلوريدا. وكانت السلطات الأمريكية قد أوقفت الاثنين فى أثناء قيادتهما سيارة فى ضواحى مدينة «شارلستون» الواقعة فى ولاية «ساوث كارولينا» فى شهر 7 أغسطس عام 2007 متجاوزين السرعة القانونية المسموح بها. وأثارا الطالبان الشبهات على حد قول شبكة سى.إن.إن التليفزيونية إثر قيام أحدهما لم تحدده الشبكة بإغلاق جهاز لاب توب ووضعه فى المقعد الخلفى. وقالت سى.إن.إن حينذاك إن عملية تفتيش السيارة أسفرت عن العثور على مواد تستخدم فى صنع القنابل، فى حين أسفرت عمليات مراجعة الكومبيوتر المحمول عن العثور على عدة ملفات تتضمن معلومات عن كيفية صنع واستعمال القنابل والصواريخ والمتفجرات وغيرها، وذلك طبقا للبيان الذى أصدره حينذاك أحد المدعين الأمريكيين الحكوميين فى هذه القضية. إلا أن محكمة أمريكية بولاية فلوريدا قد حكمت فى 3 أبريل الماضى ببراءة يوسف مجاهد من تهمة حيازة متفجرات، لكن السلطات الأمريكية ألقت القبض عليه بعد ثلاثة أيام فقط من الإفراج عنه، وقدمته لمحكمة الهجرة بغرض ترحيله بنفس التهم التى تم تبرئته منها، تحت ذريعة احتمال أن يمثل تهديدا لسلامة وأمن الولاياتالمتحدة.