• مصادر: الأمين العام تلقى إشارات إيجابية من عواصم بتأييدها التجديد له لفترة ثانية مع قرب انتهاء الولاية الأولى للأمين العام للجامعة العربية نبيل العربى، بدأت التحركات المكثفة من أجل حسم هذا الملف قبل القمة العربية المقررة فى مارس القادم، والتى سيصدق فيها القادة العرب على اسم الأمين العام للجامعة، سواء كان العربى بالتجديد له، أو الاتفاق على خليفة له. وقال مصدر دبلوماسى مطلع ل«الشروق» إن العربى لا يبدو راغبا فى الاستمرار فى المنصب الذى تولاه فى يوليو 2011، فى الوقت الذى تبذل فيه مصر محاولات لإقناعه بالاستمرار فترة ثانية مدتها خمس سنوات. وأوضح المصدر أن مصر تنتظر موقف العربى، حيث تعتزم دعمه كمرشح لفترة ثانية إذا ما أراد الاستمرار، وهو ما أكده له وزير الخارجية سامح شكرى خلال لقائهما أمس فى مقر الجامعة العربية. وفى حين لم يتحدث الأمين العام عن فحوى لقائه بوزير الخارجية، قال شكرى إنهما بحثا تطورات الأوضاع فى المنطقة ومنها ما يتعلق بمتابعة تنفيذ قرار وزراء الخارجية العرب فى اجتماعهم الطارئ يوم 10 يناير الماضى الخاص بكيفية التصدى للتدخلات الإيرانية فى شئون الدول العربية . وقال شكرى فى تصريحات للصحفيين بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية إن لقاءه مع الأمين العام يأتى فى إطار التشاور الدورى والمستمر بين مصر، باعتبارها الرئيس الحالى للقمة العربية، وبين الأمانة العامة للجامعة العربية بشأن التطورات الراهنة، ومن بينها أيضا الأوضاع فى سوريا وليبيا ومتابعة التحرك العربى لدعم القضية الفلسطينية على الساحة الدولية. وتخشى القاهرة من تجدد دعوة بعض العواصم العربية إلى تدوير منصب الأمين العام للجامعة بين الدول الأعضاء، وإنهاء العرف المستقر منذ تأسيس الجامعة، بأن يكون الأمين من دولة المقر، وهى مصر التى شغلت المنصب بصورة دائمة باستثناء سنوات المقاطعة العربية لها، بعد توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979، ونقل مقر الجامعة إلى تونس، حيث تولى التونسى الشاذلى القليبى منصب أمين الجامعة. وقالت مصادر مصرية إن الرئيس عبدالفتاح السيسى تلقى تقريرا من أجهزة معلوماتية وسياسية تطالبه بالعمل مع العواصم العربية المعنية من أجل التجديد لنبيل العربى لفترة ثانية، لتفادى احتمال خروج المنصب من مصر. يذكر أن قرار التجديد للأمين الحالى أو اختيار خليفة له سيصدر عن القمة العربية المقررة فى مارس المقبل، وهو ما يعنى أن الوقت المتبقى أمام الدول العربية للتوافق على منصب الأمين العام للسنوات الأربع المقبلة بات محدودا. ورغم ذلك قال مصدر دبلوماسى مصرى مطلع للشروق إنه فى حال رفض العربى الاستمرار فى منصبه، فإن القاهرة لديها بدائل بالفعل. وبحسب مصدر بالجامعة العربية، فإن العربى تلقى إشارات إيجابية من جانب عواصم عربية مؤثرة بما فى ذلك الجزائر التى تحدثت فى أوقات سابقة عن ضرورة تدوير المنصب، وأكدت تلك العواصم استعدادها للقبول باستمرار العربى لفترة ثانية حتى تستقر الأوضاع فى الدول العربية التى تعانى حالة تشرذم. وبحسب المصادر، فإن أبرز الأسماء التى تتداولها القاهرة كخليفة محتمل للعربى تواجه تحفظات من بعض العواصم، وهو ما يفرض المزيد من التعقيدات على هذا الملف.