مصدر بتفتيش السكة الحديد: خطّا الذهاب والعودة كانا ملغمين بالكامل بمنطقتى العياط والبدرشين.. ورجال الحماية المدنية فككوا 4 قنابل على الأقل قبل تفجيرها بعد توقف 10 ساعات استؤنفت حركة قطارات الصعيد ثانية، فى السابعة والنصف صباح أمس، بعد الانفجار الذى أصاب جرارى قطار، مساء أمس الأول، أثناء مرورهما أمام قرية «أبونجم» التابع لمنشية فاضل بالعياط، ولم يسفر الحادث عن سقوط ضحايا أو مصابين. وكشفت التحقيقات التى أشرف عليها اللواء أحمد حجازى مدير أمن الجيزة أن «عناصر إرهابية» كانت تستهدف القطار رقم 935 القادم من الأقصر إلى الإسكندرية بعد رصيف محطة البليدة، وحاولوا تفجيره عن بُعد، إلا أن العناية الإلهية أنقذت الركاب، وقاموا بتفجير القنبلتين أثناء مرور جرارين رقم 3636 و3655 فى طريقهما إلى ورش القاهرة. ومشطت أجهزة الحماية المدنية بقيادة اللواء مجدى الشلقانى مدير الحماية المدنية بالجيزة خط الذهاب والعودة بالكامل، وعثر خبراء المفرقعات على قنبلة جديدة فى موقع الانفجار على خط العودة، وتبين أنها مثبتة أعلى شريط السكة الحديد، وموصلة بهاتف محمول لتفجيرها عن بُعد. وقال ياسر أحمد سائق الجرار الذى انفجرت به القنبلتان إنه فوجئ بنفسه ملقى على الأرض وسط تصاعد الأتربة والأدخنة، متابعا: «وعندما عدت لأعرف ماذا حدث وجدت جسما غريب على الخط الأخر وموصلا بشىء يشبه الهاتف المحمول». وأشار إلى أنه أبلغ برج المراقبة الذى أمر بوقف حركة القطارات واستدعاء رجال الحماية المدنية. وأضاف سائق القطار ل«الشروق» أن قطار الركاب رقم 935 القادم من الأقصر إلى الإسكندرية كان يسير على بعد أمتار منه، مؤكدا أن القطار الذى كان أمامه مر بنفس الخط ولم تنفجر القنبلة. وأوضح سائق القطار أنه كان «يسحب» جرارا «متعطلا» رقم 3655 لمنطقة الورش بالقاهرة وكان يسير ببطء شديد وهو ما خفف من حدة الحادث. وقررت نيابة العياط برئاسة المستشار أحمد خالد، بتشكيل لجنة هندسية من خبراء السكك الحديدية، للعمل على إعادة خط القطار للعمل مرة أخرى وفحص وحصر التلفيات به، وأمرت النيابة بانتداب فريق من المعمل الجنائى، واستدعاء المبلغ للاستماع لأقواله، وكشفت معاينة محمد رفعت وإسلام على وكيلى النيابة، أن الانفجار تسبب فى انقلاب الجرارين وإحداث تلفيات فيهما. كما تبين أن الجناة استخدموا 3 عبوات ناسفة تزن 50 كيلوجراما، بأماكن متفرقة، إحداها على قضبان قطار الوجه البحرى، والأخريان على قضبان الوجه القبلى، ومتصلة ب«تايمر» نجح خبراء المفرقعات فى إبطاله. من جانبه قال مصدر بالتفتيش التابع لسكك حديد مصر إن الانفجار تسبب فى قطع شريط السكك الحديدية وخروج الجرارين عن القضبان، كما تسبب فى حفرة بعمق نصف متر تقريبا، إلا أن رجال الصيانة تمكنوا من اصلاحه. وأضاف المصدر ل«الشروق» أن خطى الذهاب والعودة كانا ملغمين بالكامل بمنطقتى العياط والبدرشين، مشيرا إلى أن رجال الحماية المدنية فككوا 4 قنابل على الأقل قبل تفجيرها، وهو ما تسبب فى توقف حركة 14 قطارا (ذهابا وعودة) إلى القاهرة. وانتقل فريق المعمل الجنائى إلى مكان الواقعة لجمع الأدلة الجنائية من موقع الحادث وحصر الخسائر وتبين أن العبوتين كانتا مزروعتين بشريط السكة الحديد، وهو ما أدى إلى توقف حركة القطارات بالكامل، وقيام هيئة النقل بالدفع بجرار استكشاف للكشف عن أى عبوات أخرى تمهيدا للدفع بجرار للقطار لاستكمال الرحلة التى توقفت بالطريق. وكشفت المعاينة عن أن القنبلتين تسببتا فى تهشم أجزاء من «الجرارين» وانقلبت إحدى عرباته على شريط السكة. حررت المحاضر اللازمة وانتقلت النيابة إلى موقع الحادث لاستكمال التحقيقات، وأمر اللواء خالد شلبى مدير مباحث الجيزة بتكثيف التحريات لضبط المتهمين.