• جونزاليز ايناريتو: احتملنا أمطارًا وبرودة لتصوير 90 دقيقة فقط يوميًا يعد المخرج المكسيكى اليخاندرو جونزاليز ايناريتو أحد أكثر المخرجين طموحا وابتكارا فى السينما العالمية، فهو أول مخرج مكسيكى يرشح لجائزة الأوسكار أفضل مخرج وأول مخرج مكسيكى المولد يفوز بجائزة أفضل إخراج فى مهرجان كان السينمائى. وبعد نجاح فيلمه «الرجل الطائر» العام الماضى، وحصوله على العديد من الجوائز، عاد اليخاندرو منذ أيام قليلة إلى شاشة السينما بفيلم «العائد» أو «the revenant» المستوحى من أحداث حقيقية، حيث يدور حول صائد دببة يدعى هيو جلاس يتعرض لهجوم من قبل دب أثناء رحلة صيد، فيقوم رفاقه بنهبه وقتل ابنه وتركه ليموت فى الغابة. ولكنه ينجو ويقرر الانتقام من الرجال الذين خانوه، وتخلوا عنه، فيصور هذا الفيلم القوة غير العادية للروح الإنسانية من خلال مغامرة ملحمية لرجل واحد من أجل البقاء على قيد الحياة، وفى ظل احتماله لأحزان لا يمكن تصورها، إلى جانب خيانة المقربين منه، والفيلم بطولة النجمين ليوناردو دى كابريو وتوم هاردى. وقال المخرج اليخاندرو، فى حوار خاص لموقع نيويورك تايمز: «إن تصوير هذا الفيلم تم فى ظروف صعبة منها درجات الحرارة المنخفضة، والتى كانت تحت الصفر فى كالحالى، البرتا، إلى جانب الأمطار الغزيرة فى كولومبيا البريطانية، وغيرها من العوامل المناخية، التى زادت من صعوبة العمل، هذا إلى جانب إصراره على أن يتم التصوير فى الضوء الطبيعى مما حد بشدة من الجدول الزمنى للتصوير إلى إقل من 90 دقيقة يوميا، وكان هذا كله مع غيره من الأسباب كافيا لإثارة بعض المشكلات أثناء التصوير وغضب عدد من أفراد طاقم العمل الذين إما استقالوا أو تم الاستغناء عنهم». وأوضح اليخاندرو، حول هذا الأمر وأسبابه،: «ليس لدى شىء لإخفائه، فمن بين الثلاثمائة شخص الذين بدأنا معهم كان على أن أطلب من البعض، وهم عشرة الابتعاد عن العمل، لأنه إذا كانت هناك قطعة فى المجموعة ليست مثالية فإنها يمكن أن تفسد كل شىء، ولن أعتذر عن ذلك». ورد أليخاندرو على ما يثار عن وجود عنف كبير فى الفيلم بالقول: «سمعت الناس يقولون إن الفيلم عنيف، ولكن ليس هناك عنف بلا مبرر، فهؤلاء الرجال كانوا يواجهون حيوانات متوحشة، وكانوا أيضا مهددين بالحوادث والأمراض والقبائل والحروب، فهذا هو العالم الحقيقى بالنسبة لهم، وليس به شىء مبالغ فيه». أما عن فكرة الفيلم فقال إليخاندرو: «إن هذا الفيلم يتعامل مع موضوعات كنت أفكر بها دائما، وهى البقاء على قيد الحياة، الثقة، العائلة»، مضيفا أن القصة تحكى عن رجل ضد الطبيعة، وضد نفسه، وهى أيضا عن رجل فقد ابنه، ودب يهاجم رجلاً، لأنها تحمى صغارها، فقد أردت أن أصنع فيلما يستكشف كل هذه الموضوعات، وهو ما قمت به هنا».